بسم الله الرحمن الرحيم السلام عيكم ورحمة الله وبركاته باختصار رأيت زوجي وهو يتحرش بالشغالة ويتغزل بها بحركاته ... ومنذ ذلك اليوم وأنا في صراع مع نفسي وزوجي ، سفّرت الشغالة , عاتبته , لعلي أن أنسى أو أغفر له ، ولكن لم أجد في نفسي رغبة فيه ,,, بل وصلت لحد عدم القبول .. لأنه رجل وضعت كل ثقل ثقتي فيه ... وأنصدمت بواقعه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يستر العيب ، ويصلح الشأن . .
أخيّة . .
الانسان خلقه الله ليكون ( إنساناً ) يخطئ ويصيب ويذنب ويستغفر . ولا يمكن بحال مهما كانت مكانة الانسان ومقامه وورعه وتقواه أن يصل إلى حدّ أن يكون فوق عتبة ( الخطأ ) و ( المعصية ) و ( الذنب ) .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " كل ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التوّابون " .
لاحظي أنه يقول ( خطّاء ) ولم يقل ( مخطئ ) أو ( يخطئ ) وإنما قال ( خطّاء ) بصيغة تدل على أنه يخطئ ويخطئ ويخطىء .. ثم نبّه إلى أن خير الناس ليس الذي لا يخطئ إنما ( خيرهم ) هو الذي إذا أخطأ سارع إلى التوبة والاستغفار .
هذه حقيقة مهمّة ينبغي أن ندركها : أن الانسان من طبيعته ( الخطأ ) .
الحقيقة الثانية - والمهمة - : أن الرجل فيه ضعف طبعي عند ( النساء ) قال الله تعالى : " وخلق الانسان ضعيفا " قال ابن عباس رضي الله عنهما : هو ضعف الرجل عند النساء .
الحقيقة الثالثة : أن الشيطان أحرص ما يكون على الافساد وخاصة ( الافساد بين الزوجين ) .
أخيّة ..
حين أقول لك أن الانسان من طبيعته الخطأ ، والرجل من طبيعته الضعف عند النساء ، فذلك لا يعني أنّي أبرر لك خطأ زوجك .. الخطأ يبقى ( خطأ ) ولا يمكن بحال أن يكون الخطأ في لحظة ما أنه شيء ( صحيح ) !!
لكن المراد من هذه المقدمة هو أن تتخلّي عن النظرة المثاليّة للأمور . فكون أن ثقتك بزوجك تهتزّ فهذا ليس سببه أن زوجك ( أخطأ ) لأن احتمال الخطأ شيء وارد .. إنما سببه أنك تضخمين نظرتك المثالية لزوجك ولمعنى ( الثقة ) .
كون أنك ( تثقين ) بزوجك هذا لا يعني بحال أنه لا بد ( أن لا يخطئ ) !
أخيّة ..
مع ما قررته لك من ضعف الانسان وطبيعة الخطأ كان يبنغي أن يكون هناك نوع من التحرّز من الأمور التي تزيد من هذا الضعف .
وجود خادمة في البيت أمر يكرّس الضعف .. قد تقولين هناك حاجة للخادمة .. لكن لو لاحظت أنك استطعت الاستغناء عن الخادمة في هذه اللحظة .
النصيحة لك :
- أن تحافظي على ثقتك بزوجك .
- المخطئ حين يخطئ هو بحاجة غلى من يساعده على تجاوز الخطأ لا من يفتح له باباً آخر للخطأ والخطيئة .
عدم قبولك له ، تقصيرك في إشباع حاجته ورغبته ، تباطؤك في صناعة الاغراء له .. قد يفتح له ( أبواب ) أخرى لا تلاحظينها وربما لن تكتشفيها إلاّ في لحظة فوات الأوان .
نعم أقول لك .. اهتزاز ثقتك به وشعورك بعدم القبول له لن يساعده أبداً على التصحيح والتحسّن .
وإن كان مرّ يوم من اليام وفي قلبك نسمة حب له .. فإن ( الحب ) يحتّم عليك أن تكوني عوناً لزوجك .
نعم .. لابد أنتستشعري أن مهمّـك ان تكوني دافعة لزوجك غلى التصحيح والتحسّ، وأن يكون الأفضل بروح الحب والودّ والتسامح والتغاضي ..
- غيّري في واقعكما ... تخلّصي من الأمور التي تثير الغرائز أو تكرّس الوجود الشيطاني في البيت كوجود قنوات غير محافظة أو غناء وموسيقى وصور واختلاط ونحو ذلك .
- التفتي بجديّة إلى تحسين العلاقة مع الله سواء من جهتك أو من جهته . وأهم ما في ذلك الصلاة ..
كيف هو حالك أنت مع الصلاة ، وكيف حاله هو ايضا مع الصلاة ، وكيف هو واقعكما مع بعضكما في تعاونكما على الصلاة .
حسن العلاقة التي بينكما وبين الله تنعكس - بإذن الله - على حسن العلاقة بينكما ببعضكما .
وضعف العلاقة أو انقطاعها بينكم وبين الله ، يجعل من السهل انقطاع العلاقة بينك وبين زوجك لأي سبب كان .
لذلك التفتا بجديّة إلى شأن الصلاة .. إلى شأنكما مع القرآن .. إلى شأنكما في حب الله وتعظيمه .
- أكثري له ولنفسك من الدعاء . واسألي الله تعالى أن يصلح ما بينكما .
- امنحي زوجك الثقة . . وتصالحي مع نفسك .. وانظري للأمور في حدود واقعيتها وطبيعتها .
وتذكّري " فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيراً " فقد يكون هذا الحدث وهذا الموقف نقطة تحوّل في حياتكما في التوبة وتجيد العلاقة مع الله ، وتجيد حياة الحب بينكما .
وفقك الله واسعدك وبارك فيكما .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني