لي زوجة تزوجتها بعد الاولى وهي تعاني من الامية وتدني المستوى الثقافي .. سليطة اللسان .. تغضب للماديات دائما .. كل اسبوع تخلق لي مشكلة .. لا تعيرني ادنى احترام او تقدير الا لو اريتها الوجه العابس .. اخر شئ تفكر فيه اسعادي انانية بدرجة كبيرة لا تقوم بالواجبات الزوجية الا الملح والضروري جدا فقط .. تختلق المشاكل والنكد على اتفه الاسباب ..بيتها يعج بالفوضى وعدم الترتيب والنظام ..حقيقة كل العبر والسلبيات موجودة فيها ولكن مشكلتي الكبرى اني متعلق بها بشدة حاولت توجيهها وارشادها وتعليمها بالكلمة الطيبة بالقران بالاحاديث .. بكل الوسائل المتاحة لدرجة التوبيخ والضرب احيانا .. بدون ايس فائدة لدرجة اني قطعت الامل باصلاحها نهائي وحاولت تقبلها على وضعها الراهن ولكن لا تتخيل مدى الضغط النفسي الذي يسببه لي ذلك .. وخاصة مع المشاكل الشبه يومية .. اتمنى اجد عندكم توجيها وجزاكم الله خير .. ,واعتذر على الاسلوب الركيك في السرد ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يسعدك ويبارك لك في زوجك وولدك وأن يرزقك حسن الصّبر ..
أخي الكريم . .
من أهم القرارات في حياتنا قرار ( الزواج ) قرار ( اختيار شريك الحياة ) ..
وذلك لن لهذا القرار تبعاته ومسؤولياته .. ومن يقرر قرار نفسه فهذا يعني أنه يدرك عواقب القرار وحيثياته وأنه أقدر على تحمّل تبعات القرار الذي اتخذه .
كون أنها ( غير متعلمة ) فهذا لا يعيبها كثيراً . . ولو كان عيباً فسيكون أول ما يعيبك أنت .. لأنه ( قرارك واختيارك ) !
فلا تعتب عليها كثيراً في هذا الجانب ..
وأقول لا تعتب .. وليس معنى ذلك هو الاستسلام للأميّة والبقاء على هذا المستوى العلمي والمعرفي .
نعم ( العلم نور ) . . وللعلم والمعرفة أثر في تحسين السلوك وتنميته وتغييره للأحسن .
لذلك ليس الحل هو الضرب أو ( العين الحمرا ) .. الحل في تنمية جوانب النقص فيها ..
وتنمية جوانب النقص في المرأة يكون بـ :
- الحرص على تكميلها لا على تقويمها .
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن " المرأة خلقت من ضلع أعوج فإن جئت تقيمه كسرته وكسرها طلاقها " فالمطولب إذن ليس هو ( التقويم ) إنما المقصود هو ( التكميل ) و ( التنمية ) ..
لاحظت أنك عندما تضرب أو تريها الوجه العابس ن التغيّر ( وقتي ) ( لحظي ) . . وهذا يعني أن الاستمرار في المعالجة بهذه الطريقة وهذا الاسلوب يفقد هذا الأسلوب أثره وتأثيره مع الاستمرار .. فإن العوام تقول ( كثرة التمساس تفقد الإحساس ) !
أخي ..
- من المهم أن تدرك أن الزواج عبادة .. وأن العلاقة الزوجية هي محل للعبادة والتعبّد لله تعالى بكل سلوك نتعامل به تجاه زوجاتنا .
هذا الشعور والاحساس بالتعبّد يجعلك تختار أفضل الطرق وأجملها للتعامل بها مع زوجتك .. لأنك تدرك أن كل عمل تقوم به هو عمل صالح تبتغي منه الأجر من الله .. لذلك ستحسن العمل لأنك تقدمه قربة إلى الله ..
فهل تودّ أن تتقرّب إلى الله بـ ( الوجه العابس ) أو ( الضرب ) أو ( الكلمة السيئة ) أو ( التوبيخ ) و ( التحطيم ) و ( التخذيل ) ...!
أعتقد أنك لا ترغب ولا يرضيك ذلك .. بل تحب أن يرى تتقرب إلى الله بعمل جميل لأن الله جميل يحب الجمال .
هنا أنصحك .. أن تحتسب أنك في عبادة ..
هذاالاحتساب حين يكون صادقاً حتماً سيخفّف كثيراً من التوتّر والضغط النفسي عليك .. لأنك تدرك ان عملك عبادة .. و " الأجر على قدر المشقة " .
سلوكياتها ستكون مدرسة لك تعلّمك ( الصبر ) و ( الحلم ) وتفتح لك آفاقاً في تعلم الوسائل والاساليب والبحث والقراءة والتثقّف ... المقصود أن ( وضع زوجتك بهذا الحال ) ليس وبالاً عليك بقدر ما فيه من فتوحات لك لتنمية وصناعة نفسك وتزكيتها بأخلاق ومشاعر ربما قد لا يتوفّر لك داعيها لو لم تكن هذه زوجتك .
- ألحق زوجتك بجهة تعليمية لتكمل تعليمها أو تبدا تعليمها .. واشعرها بحرصك على ذلك وامدحها وحفّزها .
- اشترك وإيّاها في بعض الدورات التأهيلية التدريبيّة الأسريّة .
- اقتن بعض السمعيات والمرئيات والبومات الأشرطة والسي ديات لدورات تدريبية تعالج مفاهيم زوجية وتنمّي ثقافة زوجية عندك وعندها .
- صارحها بحبّك . .
- أفهمها أن الحياة الزوجيّة عبادة .. وأن العبادة تحتاج إلى اتقان .
أفهمها أن حسن تبعلها عبادة . . وأن اهتمامها بزوجها عبادة فهل يسرّها أن تتقرب إلىالله باللامبالاة وعدم الاهتمام ..
هذا البُعد التربوي العبادي يجب تنميته في حياتك وحياتها وحسّك وحسّها .
- اتفق معها علىأنك تجتهد في تغيير طباعها وأنك ستساعدها على ذلك واتفق معها باتفقايات مهمّة في شأن حفظ لسانها وضبط رغباتها الماديّة ...
أخيراً تذكّر قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر "
ويكفيك أنك متعلق بها وتنجذب إليها بشدّ’ على ما فيها . .
اقبلها وابتسم ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني