هل الاطلاع على مواقع الثقافة الجنسية مع ما تحويه من تفاصيل لاوضاع الجماع وغيره حلال من ناحية شرعية اذا كان الهدف ارضاء الزوج في الفراش
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يكفينا بحلاله عن حرامه ، ويغنينا بفضله عمن سواه .
أخيّة . .
لما خلق الله في الانسان ( الغريزة ) فقد دلّه دلالة فطريّة كيف يقضي غريزته ويمارسها .
قلّي بالله عليك .. من الذي دلّ الطفل الذي عاش 9 أشهر في بطن أمه إذا خرج أن يلتقم ثدي أمه ؟!
هل علمه أحد ذلك ؟
أو أنه كان يلتقم ثديها وهو بطنها ؟!
هناك اشياء ( فطريّة ) يدركها ويمارسها الانسان بفطرته ..
وقمّّة المتعة في العلاقة الخاصة بين الزوجين ليس هو في اكتشاف المجهول بقدر ما تكون المتعة هو في ممارسة الأمر بفطرتكما كزوج وزوجة . . .
الزوج بفطرته يعرف مالذي يمتعه من زوجته .. والزوجة بفطرتها تستلذ بما يمتعه بها زوجها . .!
ومشكلة هذه المواقع التي توغل في عرض الأوضاع ، ومسمياتها وتوصيفها وتوصيف أثرها ..
مشكلتها أنها تُفسد أكثر مما تُصلح .. لأنها تزرع نوعاً من التطلّع والفضول .. بحيث لو لم تجده الزوجة كما قرأته وشاهدته لم تشعر بالمتعة بزوجها .. فصارت متعتها متعلّقة بالوصف الذي قرأته وشاهدته لا بالواقع والحال !
وكذلك الزوج حين يشاهد ويقرأ مثل هذه الأمور .. تتعلّق نفسه بالخيال والأمنيات أكثر من الواقع لذلك لن يجد هو ولا هي المتعة التي كانا يشعران بها من قبل أن يعرفا ( الأوضاع ) و نحو ذلك .
أمّأ عن حكم مشاهدة هذه الأفلام والصور التي تثير الغرائز بحجّة التعليم أو الاستفادة منها في علاقاتنا الزوجيّة فلا يجوز . وذلك لأن النظر إلى العورات أمر محرّم شرعاً . قال الله تعالى : " قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ " النور/30 ، 31 .
ولم تبح الشريعة النظر إلى العورة المغلظة إلا عند وجود الحاجة الملحة الداعية إلى ذلك كالعلاج، والختان ، ونحوهما . جاء في "الموسوعة الفقهية" (14/19) : "لاَ خِلاَفَ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ فِي أَنَّ النَّظَرَ إِلَى عَوْرَةِ الْغَيْرِ حَرَامٌ مَا عَدَا نَظَرِ الزَّوْجَيْنِ كُلٍّ مِنْهُمَا لِلآْخَرِ . فَلاَ يَحِل لِمَنْ عَدَا هَؤُلاَءِ النَّظَرُ إِلَى عَوْرَةِ الآْخَرِ ، مَا لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ ضَرُورَةٌ تَدْعُو إِلَى ذَلِكَ ، كَنَظَرِ الطَّبِيبِ الْمُعَالِجِ ، وَمَنْ يَلِي خِدْمَةَ مَرِيضٍ أَوْ مَرِيضَةٍ فِي وُضُوءٍ أَوِ اسْتِنْجَاءٍ وَغَيْرِهِمَا ، وَكَقَابِلَةٍ ، فَإِنَّهُ يُبَاحُ لَهُمُ النَّظَرُ إِلَى مَا تَدْعُو إِلَيْهِ الْحَاجَةُ مِنَ الْعَوْرَةِ ، وَعِنْدَ الْحَاجَةِ الدَّاعِيَةِ إِلَيْهِ ، كَضَرُورَةِ التَّدَاوِي وَالتَّمْرِيضِ وَغَيْرِهِمَا ، إِذْ الضَّرُورَاتُ تُبِيحُ الْمَحْظُورَاتِ ، وَتَنْزِل الْحَاجَةُ مَنْزِلَةَ الضَّرُورَةِ . ثُمَّ النَّظَرُ مُقَيَّدٌ بِقَدْرِ الْحَاجَةِ ؛ لأِنَّ مَا أُبِيحَ لِلضَّرُورَةِ يُقَدَّرُ بِقَدْرِهَا". انتهى .
وهذاالحكم يشمل ما كان تصويراً حقيقيّاً وما كان مرسوماً باليد أو ما يسمىبأفلام الكرتون ..
وذلك لأن مؤدّاها واحد وكلها ذرائع للتساهل في الرذيلة ، وكسر حاجز الحياء بين العبد وربه ، أضف إلى أن النظر إلى مثل هذه الأفلام لها آثار عكسيّة سلبيّة .. فالرجل يُزين لها الزنا والمرأة يُزيّن لها الزنا والرذيلة من خلال هذه الأفلام والمقاطع التي تنشئ في القلب التهاون والاستهانة بالذنب والمعصية .
والله تعالى ما جعل لأمته علاجاً فيما حرّم عليهم .. بل الحلال المباح أكثر مما حرّم . لكن لاشيطان يحرص أشد ما يحرص أن يقلل المباح في أعيننا ويضخّم الحرام والمنكر . .
ثم إن النظر إلى مثل هذه الصور والمقاطع لا يساعد على التحفيز ( الجنسي ) بين الزوجين بقدر ما يكون أثره عكسي في هذالجانب . وذلك أن الله تعالى جعل البركة والمتعة في الحلال ، وكل ما طلبها الانسان بالحرام فقد من لّة الحلال بقدر ولوغه في الحرام .
فإن الله لمّأ ذكر الأمر بغض البصر في سورة النور أعقب ذلك بقوله : " ومن لم يجعل الله له نوراً فماله من نور " ونور الله شامل لكل شيء وفيه معنى البركة والتوفيق والمتعة واللذّة .. فمن طلب اللذّة والمتعة والتحفيز بما حرّم الله ، عاقبه الله بنقيض مراده . والجزاء من جنس العمل .
أسأل الله العظيم أن يسترنا بستره ، ويكفينا بحلاله عن حرامه .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني