نعيش انا وزوجي حياة زوجية جدا سعيدة يلبي لي زوجي جميع ما اطلبه لا يرفض لي طلبا ، انا اؤمن بان سعادة الرجل تكمن زوجه عشيقة انني ابدع له في الوان الحركات والمداعبات اجعله ينسى كل همومه ويرميها خارج غرفة نومه اجعله يشعر بفحولته مهما مرت السنون وظهر الشيب ، زوجي يحب ومدمن على الافلام الاباحية فمن باب ان اتركه يقلع عنها طلبت ان امثل له كل مافي هذه الافلام ولكن اخذته التخيلات شيئا فشيئا الى ان اصبح الان يتخيل الحرام وانه يفعل مع فلانه وعلانه سواء شخصيات خيالية او شخصيات رآها انه يقول انه يشعر معي انه يعاشر عشرات النساء من كافة الاصناف والالوان والجنسيات هو في غاية السعادة وانا اشعر بعد المعاشرة بكراهية وغثيان ان طلبت معاشرة بلا تخيلات تمر العلاقة باردة سريعة اود ان ارتاح ... ما حكم فعلتي ؟ كيف اجعله يقلع عنها ؟ يصل به التفكير اثناء الجنس ( تفكير بصوت عالي ) انه يعاشر شغالتي ويتمنى ذلك انا اثق في زوجي تمام الثقة انه لم يعاشر غيري ، ويقول انها تخيلات واماني وقتية وتزول ارشدوني ماذاافعل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يمتعكم بحلاله ويكفيكم به عن حرامه ، ويغنيكم من فضله . .
وهنيئا لك حرصك على زوجك وحرصك على عفّته وكفايته . .
أخيّة . .
الشهوة والجنس . . ليست عيباً مما يُستحى منه . .
لأن الله خلق في الانسان هذه الشهوة نعمة من النّعم التي يمتّع بها عباده في الدنيا والاخرة .
ولذلك من اكثر ما شوّق الله به المؤمنين للجنة ذكر الحور العين وما يكون للمؤمن في الجنة من الزوجات .
الأمر الذي يدلّنا على أن هذا الجانب في الطبيعة الانسانية هو جانب كمال بشري وليس جانب مذمة أو نقص !
بل النّقص هو ضعف هذا الأمر أو عدمه !
جانب العيب في الشهوة والجنس هو في الانحراف بها إلى ما فوق الحدود وتجاوز المباح إلى الممنوع .
وكمال المتعة بين الزوج وزوجته في أن تكون في حدود قول الله ( وابتغوا ما كتب الله لكم ) ...
يعني أن تكون هذه العلاقة وهذا اللقاء الخاص في حدود ما كتب الله وشرعه لكم واحبه لكم .
والعلاقة الجنسيّة بين الزوجين علاقة إلى كونها منضبطة ( شرعاً ) هي ايضا علاقة فطريّة . .
الفطرة تقبل منها الممارسة الصحيحة وتنفر وتضيق من الممارسة الخاطئة . .
هكذا خلق الله في كل انسان هذه الفطرة النقيّة .. وجعلها مثل مقياس ( الترمومتر ) - إن صحّ التشبيه - الفطرة السليمة تعطي صاحبها دلالات وعلامات يستطيع من خلالها أن يعرف الصواب من الخطأ .
ومن هذا الباب قال صلى الله عليه وسلم : " استفت قلبك وإن أفتاك الناس وافتوك "
وقال " الإثم ما حاك النفس وكرهت أن يطّلع عليه الناس " .
أخيّة . .
التخيلات الجنسيّة وما في حكمها لا تخلو من حالين :
- أن تكون تخيلات طارئة لا يستجرّها الانسان ولا يستدعيها ، وعلى ذلك فهي جزء من الخواطر التي تطرأ على ذهن الإنسان بسبب ما يستدعيه العقل الباطن من صورٍ مختزنةٍ أوحتها له البيئة التي يعيش فيها ، والمناظر التي يراها ، وهي تخيلات تصيب أغلب الناس ، وخاصة فئة الشباب ، لكنها تختلف من شخص لآخر من حيث النوع والإلحاح والتأثير .
والشريعة الإسلامية شريعة الفطرة ، جاءت منسجمةً مع الطبيعة البشرية ، وملائمةً للتقلبات النفسية التي جعلها الله سبحانه وتعالى جزءا من التكوين البشري ، فلم تتعد حدود الممكن ، ولم تكلِّف بما لا يطاق .
يقول الله سبحانه وتعالى : ( لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُُسْعَهَا ) البقرة/286 ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعمَلُوا بِهِ ) رواه البخاري ( 2528 ) ومسلم ( 127) .
قال النووي - رحمه الله - في شرح هذا الحديث :
وحديث النفس إذا لم يستقر ويستمر عليه صاحبه : فمعفو عنه باتفاق العلماء ؛ لأنه لا اختيار له في وقوعه ، ولا طريق له إلى الانفكاك عنه .
" الأذكار " ( ص 345 ) .
والتخيلات العارضة تدخل في دائرة حديث النفس المعفو عنها بنص الحديث السابق ، فكل من تصورت في ذهنه خيالات محرمة ، طرأت ولم يطلبها ، أو حضرت قَسرًا ولم يَستَدْعِهَا : فلا حرج عليه ، ولا إثم ، وإنما عليه مدافعتها بما يستطيع .
- أن تكون تخيلات يستدعيها الانسان ويستجرّها بإرادته .
وهذا مما اختلف فيه اهل العلم فبعضهم اعتبره من حديث النفس المعفو عنه ، ومنهم من قال بعدم الجواز لأنه خرج من نطاق حديث النفس الى الارادة والعمل الارادي .
قال ابن مفلح الحنبلي – رحمه الله - :
ذكر ابن عقيل وجزم به في " الرعاية الكبرى " : أنه لو استحضر عند جماع زوجته صورةَ أجنبيَّةٍ محرَّمَةٍ أنَّه يأثم ، ...أما الفكرة الغالبة فلا إثم فيها .
" الآداب الشرعية " ( 1 / 98 ) .
ودليل هذا القول : ما يرجحه طائفة من أهل العلم من أن خواطر النفس إذا أصبحت عزيمة وإرادة دخلت في دائرة التكليف ، والتخيلات المحرمة التي يجلبها الذهن بإرادته انتقلت من دائرة العفو ؛ لأنها أصبحت هَمًّا وعزيمة يحاسب عليها المرء .
وهذا هو الأقرب للصواب . .
- إضافة إلى أن الأمر بينكما خرج من دائرة التخيّل إلى دائرة الكلام والتمنّي . .
- ثم إن هؤلاء النسوة اللاتي تتكلمون فيهنّ سيما ( الشغّالة ) هي أمرأة لها عرض وعرضها مصون وهذا مما ينبغي حمياته وصيانته بين المسلمين ( صيانة العرض ) ... والكلام في عرضها بمثل هذا على أنه إساءة عليكما فهو ايضا فيه إساءة لها ..
- ثم إن الاستسرسال في هذه التخيلات وهذاالكلام . . هو خطوة إلى إخراج ذلك من دائرة الكلام الى دائرة التطبيق .. تماماً كما أنه خرج من دائرة التخيّلات إلى دائرة الكلام فهو سيخرج من دائرة الكلام إلى دائرة التطبيق العملي .
والله تعالى يقول : " يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر " .
- إضافة إلى أن هذه التخيّلات وهذاالكلام يجرّد الانسان من الحياء والعفّة إلى السفاهة والفحش والكلام بالرذائل ، فكيف يرضى عاقل لنفسه أن يستمتع بالوحل والأذى والرذيلة ؟!
أخيّة . .
حتى وإن كنتما تجدان المتعة بهذه الطريقة .. فتلك المتعة إنما هي متعة يؤزّها الشيطان فإن الله قال : " قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث " .
تأملي ( ولو أعجبك كثرة الخبيث ) . .
نعم .. ولأن الشيطان يحب الإثم والانحراف فإنه يزيّن ذلك لكما ، ويقلل الشعور عندكما بلذّة الحلال . .
النصيحة لكما . .
المتعة في رضا الله . .
المتعة في محبة الله . .
المتعة في ابتغاء ما كتب الله . .
ومن ترك شيئا لله عوّضه الله خيراً منه . .
كون أن زوجك يدمن مشاهدة الافلام الاباحية .. فليس الحل هو معالجة الخطأ بالخطأ .. لأن الخطأ يتطوّر ويتراكم حتى يصبح اكبر مما كان يُتوقّع !
الحل هو ان يستشعر زوجك مراقبة الله وتعظيم الله تعالى في قلبه وان يكون حب الله في قلبه أعظم واجل من هواه وشهوته .
الحل أن لا يشاهد هذه الأفلام ويكثر من الصلاة والاستغفار . . .
وكلما راودته نفسه أن يفتح هذه الأفلام .. أن يفزع إلى الصلاة .
الحل هو أن يشعر وتشعري أنت أين هي المشكلة الحقيقية . .
المشكلة ليست في التخيّلات الجنسيّة لأنها مشكلة متولّ>ة من مشكلة هي الأصل . .
الحل أن يبدأ جديّاً في الحل والتغيير . .
ومن صدق مع الله أفلح .
والله يرعاك .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني