أنا أعاني مشكلة مع خطيبي الذي حاولت معه تغير بعض الطباع السيئة مثل الكذب أحيانا واللف والدوران عندما يكون محاصر للأجابة حول موضوع، هل ممكن تغيير ذلك ؟ وماهي الطريقة الصحيحية؟ لأني صرت أخاف أن يؤثّر سلبا؟ كما تحدث بينا خلاف لأيام متواصلة لأسباب مهمة وبعضها تافه،فهو يعتبر فكرة السيارة الخاصة كماليات وأنا أرها مهمة، فهو يريد تأثيث الشقة أولا بعدها شراء سيارة، فالحقيقة أنا لاأشعر براحة في السيارات المستعملة فبعضها معطلة بعض الشيء، والأخر بشعة، أشعر بالإحراج أمام الناس. ما العمل؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يبارك لك ويسعدك ويختار لك ما فيه خيرك وصلاحك ...

 أخيّة . .
 من المهم أن تُدركي وتستشعري أن من أخطر القرارات في حياة الانسان هو قرار ( الزواج ) و ( اختيار شريك الحياة ) .
 الزواج ليس ( محطة ) وصول !
 الزواج هو بقيّة العمر . .  والوجه الآخر لحياة الإنسان .
 لذلك من المهم جداً أن يُحسن الانسان الاختيار . .  ولأهمية  حسن الاختيار جعل لك النبي صلى الله عليه وسلم القاعدة العامة والأساس  في حسن الاختيار ..
 قال صلى الله عليه وسلم يوصيك ويوصي كل فتاة : " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه "
 فالقاعدة والأساس  في كفاءة الخاطب وأهليّته لحياة زوجيّة مستقرة أن يكون :
 - حسن التديّن .
 - حسن الخُلق .
 لأن صاحب الدين  والخُلق هو الأقرب لصيانة الزوجة ورعايتها  وهو الأقرب للتغيير والتحسين .

 أخيّة . . .
 الانسان قد تكون فيه ميزات جميلة .. وجود هذه الميزات لا يعني خلوّه من الصفات السلبيّة أو بعض السلوكيات الخاطئة .
 ومن بعض أخطائنا في اتخاذ القرار ...
 أننا نفترض أننا نستطيع تغيير الطرف الآخر . . !
 من الهم أن ندرك أن دورنا تجاه الآخرين هو ( التأثير ) وليس ( التغيير ) ..
 مسؤوليّة  ( التغيير )  تجاه أنفسنا .. فنحن نستطيع أن نغيّر في أنفسنا .. لكن في الآخرين لا نستطيع أن غيّر فيهم بقدر ما نستطيع أن نؤثّر عليهم ..
 ليس صحيحاً أن تدخل الفتاة حياتها الجديدة وهي تحمل على عاتقها أنها تريد تغيير زوجها أو تغيير بعض سلبياته وسلوكياته . .
 إن كانت هي لا تستطيع أن تتعايش  بطريقة إيجابيّةلا ( استسلاميّة ) مع سلوكيات خطيبها .. فمن المغامرة أن تحمل عاتقها  مهمّة التغيير . .

 أخيّة . .
 بعض السلوكيات الخاطئة يمكن للطرف الآخر أن يتعايش معها ، وبعضها تكون مكمن خطر !
 الكذب ..
 البخل ..
 الخيانة ..
 اللامبالاة وعدم المسؤولية ..
 هذه صفات وسلوكيات ذات خطورة عاليه على الحياة بين الزوجين .
 
 الكذب واللف والدوران . . هو سلوك ( هروبي ) . .  وكما قلت عندما يجد نفسه محاصراً  يهرب إلى الكذب .
 لذلك من أيسر السّبل للتعايش مع هذا السلّوك بطريقة ايجابيّة :
 - عدم اضطرار الطرف الآخر للكذب بالمحاصرة .
 سيما إذا كنت تعلمين الحقيقة بيقين .. فمن الأفضل عدم محاصرتها وإدانته واضطراره إلى الكذب .

 -  التربية الروحية .. بالتذكير الدائم بالله والمحافظة على العلاقة مع الله .
 لأن الذي يكذب هو ضعيف المراقبة لربه .. لذلك يكذب !
 فهو يحتاج إلى تنمية روحيّة إيمانية .. من خلال معرفة الله والتذكير به .. ويمكن هنا الاستفادة من بعض الأشرطة والكتب والمقاطع والمواضيع التي تتكلم حول خطورة الكذب .
 
 - المسامحة وعدم التعنيف أو التحقير أو العتاب .
 فعندما يقول الحقيقة .. فمن الأفضل  أن لا نتعامل معه بالمعاتبة والتحقير واللوم . .  لأنه قد يكذب مرة أخرى ليهرب من اللوم والعمعاتبة !

 أخيّة . .
 العلاقة الزوجيّة .. من سماتها ( التوافق ) و ( التفاهم ) ...
 مسألة تأثيث أو سيارة . .هذه أمور تكون بالتفاهم بين الطرفين في تحديد الأولويات ..
 هناك أولويات في مصلحة الطرفين وهناك أولويات في مصلحة طرف واحد ..
 الأولويات التي لها طابع العموم أولى من الأولويات التي لها طابع الخصوص ..
 فالأولويات المشتركة بين الطرفين أهم من الأوليوات الخاصة بطرف عن طرف آخر . .
 السيارت المستعملة ليست كلها رديئة .. وليست كلها بشعة !
 حاولي أن تقرّبي بين وجهة نظرك ووجهة نظره من خلال طرح خيارات متعددة وعدم  تشبّث كل طرف برأيه . .
 التأثيث يمكن الاتفاق على أن يكون جزئي .. - مثلاً - في مقابل سيارة جديدة ..
 اوتأثيث كامل في مقابل سيارة مستعملة نظيفة ..
 وهكذا ..
 افتحواباب الخيارتا لمتعددة ..

 أسأل الله العظيم أن يوفقك ويسعدك ويبارك لك .