السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً شكر الله لكم جهودكم في هذا الموقع المتميز . ثانياً أعرض عليكم مشكلة ابني ابني الكبير عمره 24 عام يعمل ولله الحمد وهو يقوم بالإنفاق عليَّ أنا وأخوه الأصغر منه لأنه لازال في مراحل التعليم. وذلك لأن والده متوفي . رحمه الله تعالى. والحالة المادية ولله الحمد مستورة وما ياتينا يكفينا , ولكن ابني يريد الزواج , وأنت تعرف ما معنى زواج في هذه الأيام وما يتطلبه الزواج من مصروفات وماديات ... والله المستعان. أنا أحاول أن أدخر له بعض الأموال ليتزوج بها لكن يا شيخ هذا يتطلب وقت وصبر, وهو متعجل في موضوع الزواج , نعم هو يريد أن يعف نفسه , ولكن ماذا بيدي, أنا أيضاً أتقن بعض الأعمال على الحاسب وأدخر له ما أعمل به من أجل زولجه, ولكنه يرفض الانتظار . وهو يعرض علي أن يتزوج (مسيار) ويقول أنه أمامه فرص كثيرة للزواج بهذه الطريقة , وهذا ما أرفضه أنا بتاتاً. هو يقول أن هذا الزواج حلال ولكني أرفض هذه الطريقة في الزواج , وأطالبه بالصبر حتى يأتي الله بالفرج. وهو مصمم على موقفه وعلى العجلة في الزواج , , أنا أتمنى أن أراه سعيداً مع زوجة بالحلال , ولكن المسيار وإن كان حلال فأنا لا أرتضيه لابنتي , وابني يرى إنه لا شيء فيه . فما رأيكم يا شيخ الله يفتح عليك ويرزقك الخير كله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يرزقك قرّة العين بولديك ، وان يسعدك بهم ويسعدهم بك . .
أخيّة . .
في مثل هذا العصر الذي انتشرت فيه الفتن ، وتكاد تدخل كل بيت وفي كل شارع حتى يكون الحليم حيران من هول ما يرى ويشاهد أمامه من الفتن ولا يسلم من شرّها وسوءها إّلاّ من عصمه الله تعالى بفضل منه ورحمة .
ويأتي الزواج كمطلب ( شرعي ) و ( اجتماعي ) يُسهم في الحدّ من انتشار الرذيلة وحفظ الفضيلة وصيانة الشباب من الوقوع في الحرام . .
وما دام أن ( ابنك ) يريد الزواج فمن المهم أن يدرك ( هو ) ماذا يريد من الزواج ؟!
هل يريد فقط أن يشبع رغباته ( الغريزيّة ) وأن تكون العلاقة الزوجية علاقة ( فارش ) لا أكثر من ذلك ؟!
مثل هذا .. ليس هو مقصود الإسلام من شريعة الزواج . .
الزواج شُرع لمصالح ومقاصد عظيمة .. ومتى ما حرص الشاب على أن يُراعي ما يريده الإسلام من هذه الشريعة بقدر ما شعر بالبركة والعفّة في حياته . .
( زواج المسيار ) هو ( حل ) لكنه ( حل ) في أضيق الحالات ولحالات مخصوصة . . لكن أن يبقى ( زواج المسيار ) فقط لـ ( النزوة ) فهذا مما ينبغي على المسلم أن يترفّع عن ذلك .
أخيّة . .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوّج " والباءة هي القدرة على الزواج نفسيّاً وصحيّا وماديّاً واجتماعيّاً . .
وما دام أن ( ابنك ) يستطيع الباءة فليس المطلوب أن نساير الناس في طريقتهم وتكاليفهم في الزواج . .
تستطيعين ويستطيع ابنك أن يبحث عن زوجة تعفّه وتكون ( يسيرة الجهاز ) وتكونو أنتم ايضاً غير متكلّفين في جهاز الزواج ومتطلباته . .
أعتقد أن ( الزواج ) أسهل ما يكون .. لكن حين نتطلّع في الزواج أن يكون مثل فلان وفلان أو يكون مثل ما عليه الناس من بذخ وتبذير وتكلّف فالمهور والجَهاز .. فنحن بهذه الطريقة نحن الذين نعطّل مسيرة الزواج ونعقّد طريق الحلال ..
ابحثي لابنك عن زوجة يسيرة الجهاز صالحة طيبة ، وابدئي معه الخطوة الأولى .. وثقوا أن الله يرعاكم فقد قال في كتابه : " إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله " . .
فقط ابدؤوا بيقين وتفاؤل وثقة بالله . . وستلاحظون أن الأمور تسير بأسهل مما كنتم تتوقعون . .
ذلك أفضل له أن يفتح بيتاً يكون فيه وعنه مسؤولاً . . . من أن يدخل حياة لا تكرّس فيه الا الشعور بالاتكاليّة والتخفّف من المسؤوليات . .
أسأل الله العظيم أن ييسر لكم ويسعدكم ..
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني