السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أعلم انك سوف تتفاجأ من قصتي ولكني استعين بالله ثم بك ... بدأت قصتي عندما كنت في الخامسة عشر ة وكنا عند اقرب لي و كان هناك شاب بعمري وفاجأني بعرض فلم خليع على الفيديو فتسمرت مكاني ولم انبس ببنت شفه وتعلق قلبي بهذه الافلام منذ ذلك الحين حاولت وحاولت والتزمت وحاولت ولكن بدون فائدة فلم استطع ان اتركها لاكثر من شهرين فقط ثم اعود حججت وبعد انقطاع عدت اليها تزوجت وبعد انقطاع عدت اليها اصبح لدي الان طفلان وعمري في الخامسة والثلاثين واحمل درجة الباكالوريوس واصبحت مدمنا لا يعتدل مزاجي حتى اشاهدها شبه يوميا وعندي فرصة كبيرة لان زوجتي عاملة حتى المساء ,شكوت حالي الى الله وانا لا اترك الصلاة ابدا ولكن احيانا اصلي في البيت احاول الصوم لكي امتنع ولكن اعود في اليوم التالي كرهت نفسي من هذا الادمان فانا مستعد ان اقضي من 4 الى 6 ساعات في المشاهدة بدون ملل اشتركت في احد الاندية ولكن فترة الصباح الى الظهر هي المشكلة او الظهر الى العصر ايام دوامي لا ادري ماذا افعل ,, اعلم حرمتها وتاثيرها وقرات عن سلبياتها الكثير ولكن هيهات , اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يتوب علي وان يقويني على تركها ,,ويجعل توبتي على يديكم انه على كل شي قدير , اريد حلا عمليا ولكم جزيل الشكر على مل تبذلونه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يملأ قلبك بحبّه وتعظيمه وأن يصرف عنك شرّ الشيطان وشركه .
أخي ...
حقيقة من أجمل الوجدانيات التي يشعر بها الإنسان في دواخل نفسه هو ذلك الوجدان الملحّ الذي يدفعه إلى التوبة والوبة والعودة والتغيير .
ومثل هذاالوجدان يبقى في ضمائرنا حيّاً متى ما سعينا إلى تحقيقه بعمل إيجابي . ويبقى يخبو ويخبو حتى يموت حين يصبح هذا الوجدان مجرّد أمنيات خاليه من الإرادة مقيّدة بالعجز والكسل .
أخي الكريم ..
أن يقع الإنسان في الذنب والمعصية والخطأ .. هذا ليس عيباً . فكل ابن آدم خطّاء .
لكن العيب أن يقع الإنسان ثم لا يقوم ..
أن يُذنب .. ثم يوسوس له الشيطان أنه لا توبة له فيستسلم للذنب حتى يطمره الذنب بشؤمه !
إن الله أعلم بحالنا ، وأعلم بضعفنا وأرحم بنا .. ولذلك جعل لنا محطات ونفحات وأعمال كثيرة وصفها بأنها مكفرات للذنوب :
- الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما .
- الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما .
- العمر إلى العمرة كفارة لما بينهما .
- ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما .
- حضور مجالس الذّكر . " انصرفوا مغفوراً لكم " .
- أن يقول المسلم كل صباح ومساء " سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم " 100 مرة حطّت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر .
- الإكثار من الحسنات " إن الحسنات يذهبن السيئات "
- مداومة الاستغفار والتوبة " يبدّل الله سيئاتهم حسنات " .
- الثلث الأخير من الليل حيث تجاب الدعوات .
- آخر ساعة من الجمعة .
هذه جملة من الأعمال التي تكفّر الذنوب ، وتطهّر النفس وتزكّيها وتعين على ضبط جماح النّفس .
كل ما عليك أن تقوم بمثل هذه الأعمال .. لكن بـ ( إتقان ) .
إذا دخلت في الصلاة فاستشعر أنك بين يدي الله تعالى وأنه يناجيك وتناجيه ، واستمتع بمناجاته وسؤاله .
إذا صمت فصم من غير إكثار للطعام في سحورك أو إفطارك . واستشعر أن الله يحب الصوم وانك تقوم بعمل يحبه الله .
إذا خرجت للجمعة فاحرص أن تخرج لها مبكراً مغتسلاً متطيّباً خاشعاً وتتحيّن في لحظات جلوس افمام ساعة الإجابة فترفع يديك بيقين وتسأل الله أن ينقذك مما أنت فيه ويطهر قلبك .
ثم إذا كان عصر الجمعة تهيّات وتطيّبت لآخر ساعة من الجمعة لتقف بين يدي الله تعالى وتسأله شكواك ونجواك ..
وإذا كنت في الصباح وبدأت تسبّح الله .. فسبّ؛ وانت مستشعر أن الله يسمع تسبيحك وتنزيهك له .
وهكذا يا أخي .. قم بمثل هذه الأعمال بمثل هذا الحضور القلبي والشعوري ، وثق أن الله لا يخذلك .
أخي ..
التغيير يحتاج إلى ( إرادة ) إلى ( قرار ) ...
لا يمكن أن تتخلّص من مشكلتك هذه إلاّ إذا ( قررت ) أن تتخلّص منها !
قرّرت لا يعني ( تمنيت ) !
هناك فرق بين ( الأمنية ) و ( الإرادة ) .. الأمنية فقط : نتخفّف بها من سياط الضمير .
لكن ( الإرادة ) تعني أن تبدأ بخطوة إيجابيّة صادقة .. ولاحظ كلمة ( صادقة ) لأن الله قال : " من أتاني يمشي أتيته هرولة " يعني مهما كان حجم هذه الخطوة الأولى ولو كانت بسيطة لكنها ( صادقة ) فإن الله يسخّر لك ما لا تتوقعه أو يخطر لك على بال ..
وتأمل قول الله : " إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أُخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم "
والنبي صلى الله عليه وسلم قال : " افلح إن صدق " .
فالفلاح مرتهن بـ ( الصّدق ) .
أخي ..
المشكلة بدات معك من عمر ( 15 ) ماذا لو أنك حينها تخيّلت ماذا سيكون حالك بعد ( 10 ) سنوات لو أنك استمريت على مشاهدة هذه الأفلام ؟!
أعتقد وقتها لو تخيّلت العواقب على المدى البعيد الذي تعيشه الآن .. من وقتها تركتها !
والآن أقول لك أنت في عمر ( 35 ) ماذا لو أنك قررت أن تتغيّر وبدأت فعلاً بالتغيير . وفي لحظة ضعف راودتك نفسك أن تشاهد فيلماً .. لحظتها تحتاج أن تتخذ قرار ..
إمّا أن تشاهد وإمّا أن لا تشاهد .. فقط تخيّل عاقبة كلا القرارين عليك بعد ( 5 ) سنوات ..
لو قررت أن لا تشاهد .. كيف ستكون بعد ( 5 ) سنوات إذا اتخذت هذا القرار وبقيت عليه .
ولو قررت أن تشاهد كيف ستكون بعد ( 5 ) سنوات اذا اتخذت هذاالقرار وبقيت عليه .
تذكّر أن القرارت البسيطة في مواقف حياتنا هي التي تصنع المستقبل .
أخي ..
أنصحك :
- أن تتخلّص من الأشياء والأمور التي تسهّل لك طريق المعصية .
تخلّص من القنوات . - إن وُجد - واستبدل ( الرسيفر ) الذي عندك بـ ( رسيفرات ) لا تعرض إلاّ القنوات المحافظة .
لا تقل ( أشفّر القنوات ) .. غيّر .. ولا تجعل هناك مجال لخط الرجعة !
تخلّص من الايميلات والمواقع . والبرامج التي تتخطئ حاجز الحجب .
- كلما شعرت برغبة في المشاهدة .. مباشرة افزع إلى الوضوء والصلاة وانطرح بين يدي الله في سجودك وقل يارب اكفني . أنت حسبي .
- لا تجلس في البيت حين يكون جلوسك فيه خلوة . اخرج من بيتك اشترك بحلقة تحفيظ . ارتبط بمجموعة طيبة من الشباب الطيبين أو التحق ببعض المراكز الخيرية للعمل التطوّعي سواء في برامج دعوية أو خيريّة ..
بالطبع ستجد ذلك متى ما كنت جاداً في الحفاظ على قلبك وتزكية نفسك .
- غير صداقاتك بأصدقاء يشغلونك بالخير .
- املأ قلبك بحب الله . فكلما راودتك نفسك بالمعصية .. قل يا نفس : من أحب إليك هواك أم ربك الذي سترك وآواك ؟!
تاكّد أنه سينتصر الأعظم في نفسك .. فغن كان حب الله هو الأعظم فسينتصر حب الله على حب الهوى والشهوة .
- كلما شعرت بتأجّج شهوتك ورغبتك في المشاهدة اذهب إلى زوجتك وافرغ طاقتك . حتى ولو كانت في عملها .. ما المشكلة لو ذهبت إليها واستأذنت لها لتخرج بها وتقضي وطرك منها .
نحن يمكن أن نذهب نستأذن لأنفسنا أو زوجاتنا من دوامهم لأمور حياتيّ’ بسيطة .. فلماذا نستثقل أن نستأذن لهنّ في أمر يكون عوناً لي على الطاعة وصيانة قلبي من الوقوع في الحرام .
والنبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله . فإن ذلك يرد ما في نفسه "
لاحظ قوله " فإن ذلك يردّ ما في نفسه " .
- لا تجعل جهازك في غرفة خاصة . بل اجعل جهازك وتصفّحك للنت في مكان عام من البيت وبمعيّة الأهل .
هذه جملة من الخطوات العمليّة ..
لكنها لن تفيد إذا لم يكن هناك ( إرادة ) .. إرادة تتعدّى الأمنيات إلى العمل والصدق في الطلب .
والله تعالى قال عن نفسه : " الله لطيف بعباده " ولا يمكن أن يعلم الله من عبده الصّدق والبذل والحرص ثم هو لا يوفقه .
لأن الله أخذ على نفسه وقال : " والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا " .
أسأل الله العظيم أن يكفيك شرّ نفسك ويطهر قلبك ويزيّن الإيمان في قلبك وأن يكرّه إليك الكفر والفسوق والعصيان وأن يجعلك من الرّاشدين .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني