السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,, لدي صديقات من عائلة متدينه جدا ،،،، اقابلهم في الحرم المكي الشريف ،،، لكن صدر منهم بعض المواقف التي اثارت حولي الشكوك في صحة تلك التصرفات التي يقمن بها !!! وهي : اتت الينا امراءة نص عمر وجلست بجوارنا تطلب منا تمرا الباقي من فطورنا ،،، طبعا اكيد بدون تردد ناولتها ذلك التمر بعد ذلك اخبرتنا بإنها من العراق ،، ثم سألوها صديقاتي اذا كانت سنيه أو شيعيه؟؟؟ وماكان منهاإلا المرواغه ثم اصرين عليها واخبرتهن بأنها شيعيه !!! ثم بدأن صديقاتي بالشتم والدعاء عليها مثل ( سم في بطنك ،، عسى ها لتمر نار ينزل بطنك ) استغربت من ذلك !! واخبروني بان الشيعه لايجوز إعطائهم شيئاَ ولا التودد لهم ولا العطف عليهم والسبب اخبرتني بانهم مشركين يسجدون ع الحجر ويستغيثون بعلي رضي اله عنه ويؤذون السنيين !! وبعد ذلك طلبت ماء وقهوه ولم يعطوها ،،، ثم ناولتني بعض المكسرات فلم يسمحولي صديقاتي بأخذاها بحجة أنه لايجوز الاخذ من الشيعه شياَ ،،، سؤالي ؟ هل هذا التصرف صحيح ؟ وهل علينا ان نسأل قبل ان نعطي أحدهم شيئا انه سني أو شيعي ؟ وهل لايجوز إعطائهم شيئا؟ وجزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يزيّ، قلوبنا بطاعته ويجمّلنا بمكارم الأخلاق .
أخيّة ..
بداية أهنّئك على هذه النفس الشفافة .. والروح الطيبة .. والفطرة السليمة .
ثم أخيّـي ..
إن دين الإسلام دين يعلّمنا الرقي في الأخلاق والتعامل ..
التخلّق بالأخلاق الكريمة لا علاقة له بدين الآخرين وأحزابهم وأفكارهم ...
يقول الله تعالى : " وقولوا للناس حسناً " لاحظي أنه قال ( الناس ) ولم يقل : قولوا للمؤمنين أو لأهل السنة !
إنما قال ( قولوا للناس حسناً ) كل الناس أيّاً كانت مذاهبهم وديانتهم ..
لأن التعامل الحسن هو باب وطريق لتأليف قلوب الناس للحق ، وتحبيب الحق إليهم .
كان للنبي صلى الله عليه وسلم جار يهودي فمرض فعاده النبي صلى الله عليه وسلم ودعاه للإسلام فما مات اليهوديّ حتى اسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الحمد لله الذي أنقذه بي من النار " .
واقرئي في السيرة كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع ( ثمامة بن أثال ) الذي آذى النبي صلى الله عليه وسلم وأهدر الرسول دمه . لكن لما أمسك به أحسن وفادته واكرمه وكان ذلك سبباً في دخوله إلى الإسلام .
فالأخلاق دين ندين الله به . فلا يسوغ أن نصدق مع المؤمن ونكذب مع الكافر لأنه كافر !
إنما الصدق مع الجميع لأن الصدق ( دين ) ..
وهكذا الكرم والبذل والعطاء والرحمة بالناس هي أخلاق ينبغي أن تكون ( دين ) لا تتغيّر مع تغيّر الأشخاص أو الطرف الآخر .
فالنبي صلى الله عليه وسلم قال : " أدّ الأمانة إلى من أئتمنك ولا تخن من خانك " .
فبذل الأخلاق الحسنة مأجورة عليه .
وفي نفس الوقت التعامل السيء فيه وزر وذنب .
هذا فيما يكون منّأ تجاه الآخرين أن نقبلهم ونكرمهم وندعو لهم بالخير . لأننا أمة رحمة .
أمّا في قبول اعطياتهم فإنه لا يلزمك أن تقبلي منها شيئا إلاّ على سبيل المداراة وكسب قلبها . لكن ليس شرطاً أن تستخدمي هديتها أو تأكلي ماأعطتك .
النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهديّة حتى لو من يهودي . لو يكن يسأل هل هذه الهدية من كافر أو مسلم .
المقصود أخيّة ..
أن الأخلاق الحسنة ( دين ) ندين الله بها في أنفسنا وفي تعاملنا مع كل أحد .
والله يرعاك .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني