السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا فتاه من اسره محافظه تخاف الله يتيمة الاب والام ولي اخت تصغرني بـ 4سنوات تخرجت من الجامعه ولم تتوظف حتى الان .. اشعر بانها تغيرت من نواحي عده من كثرة الفراغ .. اولها انني بدأت اشك فيها بمحادثتها لشاب بعد مكوثها فتره طويله على النت ولم يأتي شكي من فراغ حيث اني لاحظت عليها اغلاقها المحادثات عند دخولي عليها وارتباكها ودائما ماتتحذث بالجوال منعزله ومغلقه عليها غرفتها .. وتفعل ذلك في غيابنا وتترتبك عند سؤالها عن ماكنت تفعل ؟ وللعلم هي صاحبة شخصيه ساذجه وسهلة الانقياد بدأت ارسل لها ايميلات للعظه واذكرها بتقوى الله والخوف منه .. لكن لم تكن تقرأها حتى الشك يقتلني .. وانا اعلم انها تفعل شيء خاااطيء لانها تتهرب مني ولا تواجهني .. ماذا افعل افيدوني .. اني اخاف عليها وعلى سمعتنا كعائله كريمه محافظه اريد حلا .. جزاكم الله خير الجزاء
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يصلح قلبها ويسترها ويكفيها . .
وهنيئا لك أخيّة هذه الروح الطيبة والنفس الحريصة . .
أخيّة . .
الانسان حين يعيش واقعاً اجتماعيّاً مختلفاً عن الواقع الاجتماعي الذي يشعر فيه بالأمان العاطفي فإنه قد يكون عرضة غلى أن يسلك مساراً يبحث فيه عن ما فقده في واقعه الاجتماعي المحيط به .
ولا يثبت عند هذه المغريات إلاّ من ثبّته الله تعالى ثم كان له رصيد من المعرفة والتعقّل والقيم التي غُرست فيه من مراحل عمره الأولى .
أخيّة ..
أن تقع أختك في خطأ فهذا يعني أنها بحاجة إلى من يساعجها على نفسها لكن بهدوء وبدون ضجيج او تثريب .
ولذلك ينبغي أن تضبطي ردّة فعلك تجاه خطأها ..
كل إنسان يمكن ن يخطئ ..
ببساطة لأننا بشر ..
لكنّ ما يزيد من توتّر ردة فعلنا هو أننا أحياناً ينصرف تفكيرنا في تبعات الخطأ ( الاجتماعيّة ) أكثر مما نركّز على واقعيّة الخطأ والمخطئ .
لا تجعلي من واقعكم الاجتماعي ( كون أنكم أسرة محافظة ) يشكّل ضغطاً عليك فيوتّر تصرفاتك تجاه المشكلة فتخلقين مشكلة أخرى ...
ليس هناك اشرف عائلة ونسباً من نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك عمه أبو طالب كافر وعمه أبو لهب في النار ..
المقصود ان لا ينصرف همّك تجاه المحافظة على سمعة العائلة . . فإن الناس مهما يكن لا يرضيها شيء !
أخيّة ..
أختك شخصيتها - كما وصفت - شخصية بسيطة ...
لذلك من أنسب الطرق للحل هو الحوار معها بصراحه لكن بروح عاطفيّة مفعمة بالحب والحرص ..
لكن قبل هذا أخبريها أنك تريدين منها خدمة !
أخبريها أنك بحاجة إلى بحث مبسّط حول قول الله تعالى في سورة النساء " يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيّتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطاً " .
ونبهيها أن تبحث عن الحكمة في أن الله ختم الآية بقوله ( بما يعملون محيطاً ) .
امنحيها فرصة أن تتأمل هذه الآية تدبّر فيها وتقرأ في تفسيرها ..
وبين فترة وأخرى اسأليها .. ماذا فعلت .. ذكّريها أنك لن تنسي لها هذه الخدمة .
ثلاثة ايام ..أو اسبوع .. قد تلاحظين بغذن الله تغيّراُ في سلوكها ..
اقترحي عليها ..
- ماذا لو اتفقنا على أن نحافظ على صيام الاثنين والخميس ؟!
الصيام عبادة تقوّي الإرادة وتكسر حدّة النفس .
- ماذا لو نجلس كل ليلة لنقرأ جزءً من القرآن مع بعضنا ؟!
حمّسيها وحفّزيها لمثل هذه الأعمال التي تعينها على تقوية الإرادة ..
غذا لاحظت منها تجاوباً فهو خير بإذن الله .. إذا رأيت بطأً في تجاوبها أو عدم تجاوب ..
فاجلسي معها ..
اسأليها ..
ماذا يعني لها اليُتم ؟!
اسأليها : هل اليُتم يمكن أن يكون سبباُ في الانحارف أم يكون سبباً في التميّز وتكميل الذات ؟!
اضربي لها مثلاً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي عاش ونشأ يتيماً ، وفي نفس الوقت تعرّض لكل شيء من التضييق .. تُرى لو أنه لم يكن صاحب مبدأ وقيم عالية هل كان يثبت على دينه ومبدأه ؟!
إذن .. اليتيم غذا كان ضعيفاً ضعفاً ( اجتماعيّاً ) فينبغي عليه أن لا يُضيف إلى هذا الضعف الاجتماعي ضعفاً نفسيّا وروحيّاً .. فإن الروح إذا ضعفت ضاع كل شيء !
ابدئي معها بمثل هذا الحوار ..
ثم صارحيها بما لاحظته ..
تكلّمي معها بشفافيّة .. لا تُشعريها بالإدانة .. وإنما أشعريها أنك تخافين عليها ..
ذكّريها . . بأبويها وانهما لو كانا على قيد الحياة فإنهما كانا يتمنيان أن تكون غير ذلك ..
أفهميها .. أنه لا يوجد حب بين رجل وأنثى خارج إطار الزوجيّة ..
أفهميها أن الحب شيء عظيم ..
الحب شيئ لا يُستحيا منه ..
الحب يورث الأمن والاستقرار ..
أفهميها أن الحب الذي يستخفي به الانسان ليس ( حب ) إنما هو شيء عيب وعار ولذلك يستخفي به الانسان !
أفهميها أن الحب الطاهر لا يورث همّا ولا غمّاً .. واجعليها تنظر في حال نفسها كيف أن علاقتها يسودها الخوف من الفضيحة والعار ...
أفهميها أن ذئاب هذا الزمن ( تقتل ولا تأكل ) .. تقتل فرائسها ثم تتركها ولا تأكلها ..
هذا هو الشاب المخادع يلعب بقلب فريسته حتى إذا تمكّن مما يريد تركها لحسرتها وندمها !
هناك شريط عنوانه ( كيف ينظرون إليك ) للشيخ خالد الصقعبي .. اقتني هذا الشريط واطلبي منها أن تسمعه .
ذكّريها بسعة رحمة الله ، وانه يحب التائبين ويفرح بالتوبة ، واخبريها أنك معها على أي حال ..
أخبريها أنك ستساعديها . . وتكوني معها .. فقط استثيري إرادتها في التوبة والتغيير .
اقترحي عليها تغيير رقمها ، وتغيير ايميلها . .
وأفهميها أن القرب من الله يزيدها قوّة وتوفيقاً .. والبعد عن الله يزيدها حسرة وندامة .
أخيّة ..
تحيّني لحظات السّحر وارفعي يديك بالدعاء وقلبك ممتلؤ باليقين ..
أسأل الله العظيم أن يردّها إليه ردّا جميلاً وان يكفيكم شرّ كل ذي شر .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني