السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.. أشكركم على جهدكم الرائع في هذا الموقع و ما يقدمه من العديد من الخدمات لكثير من المسلمين و المسلمات.. أما بعد، فسؤالي يتعلق بصديقة لي قامت باستشارتي في موضوع لها, و لم أستطع الرد عليها لحيرتي في أمرها... هي كانت تعرف زميلا لها و كانت تتحدث معه بالهاتف و أحيانا كانت تقابله.. لم يتعدى الأمر سوى الإعجاب الشديد منه, أما هي فكانت في بداية تلك المرحلة, وسرعان ما انتبهت للأمر بأن هذا لا يجوز, كما أنها شعرت بعدم سلامة نية هذا الشخص، فقطعت علاقتها به، لكن هو أصر على الاستمرار، و هي أصرت على الرفض. اليوم جاء لخطبتها شخص بصورة تقليدية، فهل تخبره بأمر تلك العلاقة السابقة؟ مع العلم بأنها تخشى من أن هذا الشخص السابق قد قام بتسجيل بعض المكالمات التي قد تحتوي على بعض كلمات الإعجاب, و هي لديها خوف أيضا من أن يعمل على تركيب صور لها, و ذلك نظرا لقدرته على ذلك, لربما بداخله رغبة الانتقام من قطعها لعلاقتهما. سؤالها هو هل تخبر ذلك الشخص المتقدم لخطبتها, حتى تنتهي من مخاوفها المستقبلية ليل نهار, علها تشعر بلحظة سعادة و أمان؟؟ أم أن الله يأمرنا بالكتمان لكل ما يمكن أن يثير الزعزعة و الشك، خصوصا أن الشخص المتقدم لها, من الجائز ألا يقدر صراحتها نظرا لأن الخطبة تقليدية و لا توجد بينهما علاقة حب, مع العلم أنها ستعيش حالة من القلق النفسي؟؟ و جزاكم الله خيرا..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الإنسان في حياته كلها معرّض لأن يقع في خطأ يتهاون فيه في حين ضعف نفسي وغلبة شيطانية عليه.
ثم بعد... يفيق ويستفيق على نداء الفطرة في نفسه أن قد وقع في أمر لا يليق بمسلم أو مسلمة يؤمن بالله واليوم الآخر فيندم على ما قد حصل.
في مثل هذه الحالات نحن نستمتع حال الخطأ بلذّة الخطأ، لكن لا نريد أن نتحمل تبعات هذه اللذّة!!
فلربما نسيء إلى أنفسنا بالوقوع في أشد مما وقعنا فيه من أجل أن لا نشعر بألم الخطأ الأول.
هذه الأخت أوصيها:
- بأن تعود إلى الله عز وجل وأن تصدق في عودتها وتوبتها لأن الله تعالى يحب التوابين ويفرح بهم.
- عليها أن تقوّي إيمانها بالله عز وجل وأن تعلم أن الله هو مقدر الأقدار وهو القوي الغالب، فمثل هذا الإنسان الذي يريد أن يهددها بأمر صدقت في التوبة منه لن يستطيع إليها سبيلاً إذا صدقت توبتها لأن الله تعالى يدافع عن عباده المؤمنين، ومن يدافع الله تعالى عنه فمن في هذا الوجود يستطيع أن يغلبه؟!
فثقي بالله عز وجل أنه يسترك ويحميك طالما أنك رجعتِ رغبة ورهبة إليه جل وتعالى.
- انتبهي أن لا تقعي في خطأ أكبر من خطأك.
فلربما يحصل من هذا الشخص أن يهددك لترجعي إليه فلا تستسلمي ولا ترجعي ولا تعالجي الخطأ بخطأ أكبر منه فإن سلسلة الأخطاء لن تنقطع إذا استسلمتي لهذا التهديد فكلما وقعت في خطأ خوف التهديد كلما جرّك ذلك إلى خطأ أكبر.
فكوني قوية شجاعة في مواجهة خطأك ولا تجعلي لشيطان الإنس والجنّ عليك من سبيل.
- لا تخبري خطيبك بأي أمر حصل لك مع هذا الشاب، بل المؤمن مأمور بأن يستر على نفسه وأن لا يفضح أمره طالما وأنه قد تاب وأحسن التوبة إلى الله، قال صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي معافى إلا المجاهرون يبيت يستره الله فيصبح ويكشف ستر الله عليه يقول قد فعلت كذا وكذا.."
فأخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن كل من يذنب من أمته معافى من كل شيء: معافى من الفضيحة، معافى من الاستمرار في الذنب معافى من أثر الذنب والمعصية ونحو ذلك، إلاّ من جاهر وفضح ستر الله عليه فإنه لا يُعافى.
فاقبلي أخيّه بستر الله عليك ولا تخبري خطيبك بما حصل.
- أكثري يا أختي الفاضلة من الدعاء واللجأ إلى الله وكوني من الله قريبة في صلاتك وتسبيحك وذكرك له، فإن الله إذا حمى عبده فلا يستطيع أحد أن يخترق حماه لأن الله جل وتعالى هو المانع، فثقي بالله عز وجل ووثقي صلتك به.
- لا تستجيبي للأوهام النفسية والخيالات الشيطانية ولا تستسلمي لها بل أعرضي عنها واستعيذي بالله من شر ذلك، وكلّما عظمت في نفسك الثقة بالله وبستره وعفوه كلّما خفّ في نفسك هواجس الشيطان وهواجس النفس الأمارة بالسوء.
أسأل الله العظيم أن يسترك ويحميك ويعفّك ويجعلك من القانتات الصالحات النافعات الطيّبات المطيبات لزوجها ودينها وأمتها.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني