بسم الله ارحمن الرحيم أخي ناصح ما أنا عارفة كيف أبدا, قصتي طويلة وسأحاول أن اختصر فيها قدر الإمكان؛ أنا واحده متزوجة وعندي أولاد متزوجة سنه 1999 زوجي قريبي بس ما كنت اعرفه لأني أنا متربية بالخليج وهو في بلاد الشام يعني زواج تقليدي. قبل سنه يا أخي عرفت واحد غيره بحكم العمل وكانت علاقة عمل بس المسألة تطورت لين صارت علاقة غرامية من الطرف الثاني أما أنا فانجذبت له كصديق ليس أكثر لأنه ما عندي أصدقاء أوفياء أو قريبين مني - ودي أقولك تفاصيل أكثر عن حياتي عند أهلي وبعد ما تزوجت بس ما ادري أخاف انك تريد اختصارات أنا ودي أقولك كل شي عشان تقولي الحل بشكل صحيح. أنا غلطت وأنا معترفة بغلطتي وأنت أول باب أدقه بعد ما تعبت أعصابي ونفسيتي. أنا أحب زوجي أو ما ادري يمكن تعودت عليه هو طيب مره ليس بخيل بعد بس انه سلبي كثير وأعصابه باردة مره وأنا رومانسيه خياليه حساسة مره. أثناء معرفتي بالشخص الأول تعرفت على واحد ثاني بالصدفة بالانترنت وكنت جديدة بالانترنت وما اعرف فيه شي طبعا عن طريق غرف الدردشة وما كان عندي أيميل و عمل لي أيميل وصرت اكلمه طبعا لأنه غريب وما اعرفه وأنا أعطيته معلومات غير صحيحه اشتكيت له عن حياتي و أحب يساعدني كونه مخلص علاقات اجتماعيه وبعد معرفه طويلة وأشهر تعلمت منه أشياء كثيرة أحببته وهو مشكلتي الآن لا أعرف ما الذي دفعني للتحدث معه أن الشخص الأول تهجم علي أثناء العمل وأنا أخفيت هذا الشيء عن زوجي لأني معتبرة نفسي مخطأة لأني أعطيته وجه من البداية وهذا عملي كان الأول في هذا المجال والأخير بعد ما صار تركت المكان واشتغلت بغيره بس ما خلصت من الأول كان يجذبني بكلامه الحلو لان لسانه حلو وأنا كنت محرومة من هذا الكلام عند أهلي أو بعد ما تزوجت كانت له قريبه في مكان العمل الأول عرفت بالذي بينا من وحده أسريت لها الموضوع لأني ما ني عارفه أتصرف وكنت خائفة اخسر العمل. وقريبته ما رحمتني من تهديداتها لي من كل جهة حتى وصلت لزوجي وقالت كل شي له عبر رسائل بالجوال من رقم غريب عن كل شي حاصل معي حتى أنها قالت له عن الشخص الثاني الذي عرفته على النت والي أنا لست عارفه لهذا الحين كيف عرفت إلا إذا كانت تعمل مراقبه على جوالي.!! طبعا وصلت بيني وبين زوجي للطلاق بس ما طلقني مع أني أنا سعيت كذا مره للطلاق منه بس كان يرفض طبعا؛ هنا انتهت علاقتي بالأول. أما الثاني علاقتي معه مستمرة حتى الساعة مع أني حاولت التخلص منه أكثر من مره وانهي العلاقة وترجع تتجدد مره ثانيه وفي كل مره يكون في سبب!! ناصح أنا لست أعرف كيف أسيطر على أحاسيسي وقلبي مع العلم أن الشخص الثاني متزوج ويحب زوجته وعنده أولاد وأنا في بلد وهو في بلد أنا لست أعرف كيف أفسر هذه العلاقة ولا أتخلص منها, الشخص الثاني ماله عندي غرض ولا نيته شينه بسبب كثير من المواقف وأنا بصراحة مالي صديق أو صديقه وفيّه غيره والحب الذي بينا كبير وما لقيت احد يسمعني ويفهمني غيره وأنا لست قادرة أمنع نفسي عنه, تمنيت أموت من الحيرة التي أنا فيها لا اقدر أبقي على علاقتي معه وخيانة زوجي وما اقدر أبعد عنه لان معه روحي تمنيت الطلاق بس ولا مرة تمت. أنا أهلي ناس صعبين ومسألة طلاقي موضوع مرفوض خاصة انه قريب. أنا إذا بغيت أطلق بس على شان ما اظلم زوجي معي ولا أولادي بعد لان أعصابي مره تعبانه وأنا عصبيه مره بسبب هذه الحيرة!! ما اكذب عليك لو تقول لي لازم تنهي علاقتك به أقولك مستحيل!! لأنه الشخص الوحيد فعلا في حياتي أحببته وهو الوحيد الذي حسسني باني أنثى واني امرأة وشعرت معه الحب والحنان وعرفت انه يخاف علي وهذا كله من مواقف وليس مجرد كلام أنا ودي أطلق على شان ارتاح بس أقول في نفسي ما ذنب زوجي ليه أسوي فيه كذا بس ارجع وأقول لا أطلق الحين أحسن ما يعيش مخدوع وأنا أحبه بحكم العشرة التي بينا ولا اكرهه وأتمنى له كل خير وأنا أبي أطلق على شانه وإلا أنا ما ادري ماذا سيحصل لي عقبها طبعا الشخص الثاني منتظر طلاقي بفارغ الصبر عشان يتزوجني بس إذا كان هو سبب الطلاق حلف على زوجته يمين طلاق انو ما يتزوجني إذا هو السبب بس مستعد انه يسوي لي أقامه ويعيشني بس ما يقبل على نفسه يخرب بيت غيره علشانه. هو لو نيته شينه فيني كان جاء واخذ الذي يريده مني وما احد يدري هو شخص مقتدر ومن عيله. ناصح أنا إنسانه عشت حياتي مع أهلي محرومة من كل شي تقريبا ليس فقر أو يمكن بخل بس من خوفهم وحرصهم ويمكن بخل ما ادري حتى كنت محرومة من انو يكون لي شخصيه أو رأي وأنا إنسانه موهوبة بكل شي ممكن يخطر على بالك اكتب شعر أتقن الخياطة والرسم والأعمال اليدوية وحتى النجارة والسباكة وكل شي ناصح وزوجي غير مقدر هذا الشيء وتقريبا منعني من هواياتي أنا مخلصه توجهني بس. أنا في حيرة ولست قادرة اتخذ قرار لأني ما تعودت اتخذ قراراتي بنفسي كان دائما يكون في من يتخذ لي قراراتي قبل الزواج وبعده!!! ناصح أتمنى انك تفيدني وتنصحني ما أبي أنسى أقولك انو أنا اعتبر بعد أني أم فاشلة أو مربيه فاشلة لأني ما ني قادرة أسيطر على أولادي وأنا عندي بنت وولد وحامل أنا ما أحس أني أعطيت الأولاد حقهم وزوجي الذي كنت احلم انه يكون توأم حياتي الذي معه إسراري وكل شي ما صار بسبت سلبيته ولسبب كثير من المواقف. زوجي يحبني وأنا ما اكرهه بس أنا أحب واحد ثاني. أتمنى انك تساعدني باتخاذ قرار بس ما يكون يجرح مشاعر وأحاسيس أي طرف ويكون الأنسب للكل, لأني تعبت وما ادري ايش أسوي؟؟!! إذا كنت تريد أي معلومات ثانيه أو تفاصيل أنا حاضره المهم تكون الصورة كاملة عندك وآسفة لطول الرسالة مع انو الذي داخلي لسه كثير.
الأخت ...
أنار الله بصيرتك وهداك بهداه..
لا أخفيك حقيقة أني قرأت رسالتك أكثر من خمس مرات، وكلّما قرأتها مرة بعد مرة يزيد عجبي وأسفي حقيقة.!!!
مشكلتك التي ذكرتِ ليست هي مشكلة زوجك فقط!!
إنما هي مشكلتك أنت وزوجك، فكما أن زوجك يتحمّل نصيباً من التقصير فكذلك أنت تتحملين النصيب الآخر.!!
قد لا يكون من المجدي الآن أن أتحسّر وإيّاك على أيام مضت من حياتك والتي شكّلت عواطفك وأحاسيسك، وما نالك من الحرمان قبل زواجك وبعده!!
حيث أن هذا التحسّر لن يزيد المشكلة إلاّ آهاتٍ وحسرات يتلاشى صداها حتى تختفي.. ولكن تبقى المشكلة قائمة!!
أختي الكريمة...
طالما وأنك قد راسلتِ الموقع تطلبين النصح والإفادة فاسمحي لي أن أطلب منك طلباً واحداً قبل أن نبدأ الحوار حول مشكلتك!
وطلبي منك هو: أن تؤجلي قرارك الذي اتخذتيه ضمن رسالتك حتى تكملي قراءة هذه السطور، حيث أنك قد اتخذت قراراً ربما يكون عائقاً أمامك دون أن تتمي قراءة كلماتي هذه!!
أعتقد أنك تتساءلين الآن وما هو هذا القرار؟!
نعم القرار الذي اتخذتيه: هو أنك تطلبين حلاًّ لمشكلتك بشرط (أن لا أطلب منك قطع العلاقة بالرجل الذي تحبين)!!
فهل تسمحين بتأجيل هذا القرار فقط لدقائق حتى تكملي قراءة هذه السطور؟!
فإن وافقت على ذلك فأتمي القراءة..
وإن لم توافقي فإني أعتقد أني لن أقول لك اقطعي علاقتك بالرجل بل أنت ستعلنيها صراحة... مقاطعة جادّة...
ولندخل في هدوء إلى هذا الحوار حول مشكلتك:
أولاً: دعيني أصف لك الوجه الحقيقي للعلاقات التي تفعلينها من وراء زوجك:
1 - أن علاقتك بغير زوجك تعتبر علاقة آثمة غير شرعية. ومثل هذه العلاقة توجب سخط الله عز وجل، وإن من أعظم سخطه أن يكلك الله إلى نفسك فلا يكون لك عوناً ولا نصيراً والله تعالى يقول: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} (الحج: من الآية18) مهما حاول الناس أن يكرموا من أهان الله فلن يستطيعوا!!
لأن الله أهانه فسيظل يشعر بالمهانة في ذاته وحديث نفسه، وسيظل يشعر بالمهانة حتى بين أقرب الناس إليه وبين من يزعم حبه!!
2 - أنت بهذه العلاقة غير الشرعية مع هذا الرجل الأجنبي تخسرين أكثر مما تكسبين.
لربما أنك تكسبين منه ما فقدتيه من زوجك من كلمات حب ومشاعر وعواطف برّاقة يصوغها الوهم والانفراط العاطفي.
لكن ما رأيك لو نظرنا لهذه العلاقة من الوجه الآخر - وهو الوجه الحقيقي لها - ما هي مفاسدها:
أ / خيانة الله عز وجل في زوجك.
ب / خيانة زوجك في عرضه وشرفه.
ج / خسارة أطفالك وأولادك إذا انتهى الأمر إلى الطلاق.
د / خسارة أهلك وأقاربك ووطنك.
هـ / ربما تخسرين عرضك وعفافك في مواقعة آثمة!
ثم كيف يكون الموقف لو أنك ضحيت بكل هذه الأمور وطلقك زوجك ثم تركك هذا الذئب كسيفة خاسرة واختفى عن ناظريك؟!
ترى ما سيكون موقفك؟
وما هي الضمانات التي أعطاها لك؟ وهل هي ضمانات حقيقة أم وهمية؟!
3 - ألم تفكري كيف ينظر إليك هذا الرجل؟
اسمحي لي أن أصف لك نظرات هذا الرجل إليك:
هو ينظر إليك الآن على أنك زوجة خائنة تخون زوجها، وإن كان هو لا يفصح لك عن هذا الشعور لأنه مستفيد منك في مبادلة العواطف والمشاعر.
- فهل تتصورين أن رجلاً يرى امرأة تخون زوجها وتكلّم غيره بكلام العاشقين، وتبيع زوجها وولدها وفلذات أكبادها وأهلها ووطنها من أجل غريب، هل تتصورين أن رجلاً يثق في هكذا امرأة؟!
أكاد وربي أجزم أن هذا الرجل لن يفي معك بوعد وعدك إيّاه لأن هذه هي نظرة الرجل العاقل لمثل هذه المرأة!!
4 - اسمحي لي أن أبيّن لك من خلال كلامه معك كيف هو بكل سهولة يستطيع أن يتخلّى عنك:
- أليس هو يقول لك: أنا لا أريد أن أكون سبباً في خراب بيت؟!
هذا الكلام في ظاهره برّاق معسول، لكنه في الحقيقة هو السمّ الزعاف، إنه بهذا التبرير يجعل لنفسه خط رجعة يتعذّر به عند عدم قبوله الاقتران بك بعد أن يقع الفأس على رأسك!!
وهكذا تبقى هذه الدعاية خط رجعة له لتكون عذراً له في تركك تعضّين أصابع الندم.
- لو كان رجلاً صادقاً في مساعدته لما سمح لك ولا لنفسه أن يكون بينكما كلام العاشقين وكلاماً لا يجوز إلا للرجل مع زوجته أو الزوجة مع زوجها، فكيف تأمنين رجلاً لم يخف الله عز وجل في عرض مسلمة، يخون ربه وزوجته بالكلام معك، بل يسعى في تفكيك بيوت المسلمين بطرق خائنة ماكرة والرسول صلى الله عليه وسلم قد ذم الرجل الذي يفسد المرأة على زوجها، بل وصفه بوصف قبيح في قوله: "ومن أفسد امرأة على زوجها فليس منا"
فهل من خان الله عز وجل وخان زوجته يفي بوعده مع غريبة عنه هي في نظره أيضا خائنة!!
- ثم يا أختي كل العوامل تشير إلى أنه من الصعب أن يختارك هذا الرجل زوجة له لأمور أهمها:
أ / أنه يحب زوجته وأولاده، فهل تظنين أنه يختار زوجة تعتبر في نظره خائنة لزوجها ثم هو يختارها على زوجته التي يحبها وله منها ولد؟!
ب / أنك ستكونين مطلقة ولك أولاد، فعادة أن الرجل الذي يريد أن يتزوج بثانية فإنه يختار بكراً، سيما وأنك ذكرتِ أنه رجل مقتدر وميسور الحال!
ج / أنك غريبة عن أهله ووطنه، فهل تظنين أن أهله وأهل زوجته سيقبلون بزيجة مثل هذه على ابنتهم؟!
وهنا أترك لك مساحة للتفكير الهادئ!!!
لا أدري كيف صدّقتي حبه لك، وهو يكذب عليك!!
أليس هو يزعم أنه يحب زوجته وأولاده؟!
هل تظنينه صادقاً؟!
لو كان صادقاً في حب زوجته فكيف يخونها معك؟!
وتصوّري لو أن زوجك يخبرك بأنه يحبك ثم تكتشفين أنه يخونك فهل تصدقين حبه لك بعد خيانته؟!
لا أدري كيف صدقتي خيانة هذا الرجل على أنها شرف وعدل!!
5 - اتخاذك قرار الطلاق من زوجك لأجل أن ترتبطي بهذا الرجل قرار متسرّع تحكمه عاطفة هائجة سيأتي عليها وقت ربما تنطفئ كما ينطفئ الجمر بعد شدّة حرارته!!
إن هذا القرار وهذا الاختيار يأتي على حساب (احترامك لنفسك) وعلى حساب (سعادة أولادك) وعلى حساب (فرقة أهلك ووطنك وديارك).
إن احترامك لنفسك يقضي أن تدركي حقك العاطفي بموجب الشرع والإنسانية، وتطالبي به طالما غفل زوجك عنه!!
احترامك لنفسك أن تعيشي بوضوح، وتختاري بمسئولية بين تعاونك مع زوجك لإنجاح علاقتكما، أو الانفصال عنه بغض النظر عن الآخر وأوهامه، ومغامرتك معه التي حصلتِ عبرها – حتى الآن - على بعض ما كنت محرومة منه من غزل ورومانسية، وأخشى أن تحصدي منها حسرة لا تنقضي أبدًا..
تذكري فقط أن الطلاق ليس قرارا سهلا، وأن سعادة الأولاد هي جزء هام من سعادتك الشخصية وليسوا بديلا عنها، أو خصما منها، وأن نجاحك هو أن تجتمع فيك جوانب إشباع الأنثى والأم.
ثانياً: ما هو الحل؟!
اتفقت معك بداية أني لن أقول لك اقطعي العلاقة مع هذا الرجل!!
لكن استأذنك بأن أطرح عليك بعض الوصايا التي أعتقد أنها خطوة في طريق الحل:
1 - الخطوة الرئيسية في حل مشكلتك هو: صدقك في طلب الحل والعلاج، وإرادتك الجازمة للتخلّص مما أنت فيه.
فابحثي في نفسك هل تجدين صدقاً وإرادة قويّة..؟!
إذن استمري معي في قراءة ما تبقى من الأسطر:
2 - ابحثي عن السبب.
هل سألت نفسك من يكون السبب في مشكلتك؟!
أنت أم زوجك؟!
وهل خطر على بالك أنك ربما تكونين أنت السبب؟!
هذه أسئلة ينبغي أن تطرحيها على نفسك فإذا عرفت الجواب عرفت الخيط الرئيسي في مشكلتك!!
ما رأيك لو قلت لك: أنك طرف في سبب المشكلة؟!
ألا ترين أنك لا تمنحين زوجك الحب الذي تحبين أن يمنحك إياه، ولا تمنحينه العواطف التي ترغبينها منه!!
إن الحب عملية تفاعلية، بقدر ما تعطي يأتيك!!
فانظري في نفسك هل أنت تمنحين زوجك الحب والعواطف والمشاعر تماما بنفس ذلك الحجم الذي تعطيه للرجل الذي تعرّفت عليه؟!
إن كان الجواب: لا!!
فإني أسألك: أليس زوجك أحق بهذه العواطف والمشاعر التي اجتهدتي في صياغتها وتنميقها وتزيينها لتمنحيها لرجل أجنبي عنك لا يحل لك ولا يحل أن تعطيه مثل هذه المشاعر؟! - وهو في الحقيقة ذئب يريد أن يتسلّى بعواطفك –
فكيف منحتيها لمن لم يصدق معك، وحرمتها من هو حلال لك وأب لأولادك؟!
ربما تقولين: أنك تعطين زوجك هذه المشاعر لكنه سلبي المبادلة بارد العواطف!!
هنا أقول لك اسمعي لنداء العقل ماذا يقول - وابتعدي قليلاً عن نداء العاطفة -: أليس نداء العقل يقول: حتى وإن كان زوجك كذلك فامنحيه هذه العواطف...
قد تقولين: لماذا؟
أقول: لأن منحك الحب العاطفي لزوجك يحقق لك ثلاثة أمور في حياتك:
الأول: وهو الأهم: أنك حفظت زوجك في غيبته وحفظت محارم الله عز وجل من أن تنتهكيها بمجرد كلمة وهم يمنحها لك ذئب يتكلم على لسان بشر!!
ولا حظي أن هذا الأمر يحقق لك مكسباً مهمّا وهو (رضا الله) وهو أمر مهم جدّاً في سبيل حل مشكلتك.
الثاني: أن تصرفك هذا هو الوسيلة الرئيسية لصناعة عاطفة زوجك ولإحياء الموات العاطفي عنده.
الثالث: وهو حفاظك على سعادة بيتك وأهلك وولدك وعدم حصول التفرق والتفكك!!
فهل تظنين يا أختي الكريمة أن منحك الحب لهذا الرجل الغريب يحقق لك شيئا من هذه الأمور الثلاثة؟!
سؤال أترك لك فيه مساحة للتفكير!!
3- استخدمي إستراتيجية: لا تظن أن ما ليس معك أفضل مما معك!!
بمعنى أن الشيء الذي لا تملكينه ليس شرطاً أن يكون أفضل مما تملكين حتى لو كان فيه بعض ما تفقدين!!
أنت يا أختي لا تحبين في الآخر سوى ما ترين أنه ينقص زوجك، تحبين الجزء المضيء فيه، والذي تفتقدينه في والد أطفالك!
فماذا عن الجوانب السلبية في شخصية الآخر؟ وما هو تقديرك لفعله، وهو يقابلك خلسة من وراء زوجته؟!
الأشخاص الجدد قد يكونون رائعين إلاّ أنهم كغيرهم لديهم عيوب أيضا، فمع كل شريك جديد في الحياة تأتي مجموعة جديدة من المشاكل!!
هذه الإستراتيجية تكون مفيدة جداً إذا كنت تريدين أن تشعري بمزيد من الطمأنينة والرضا بعلاقتك مع زوجك، كما أنها إستراتيجية سهلة التطبيق.
كل ما عليك فعله هو: أن تمنعي نفسك من التفكير في الشريك الجديد، وان تشغلي فكرك بابتكار طرق ووسائل تمكّنك من الاستفادة القصوى من علاقتك مع شريك حياتك الحالي.
فقط قدّري ما لديك وسوف تكتشفين أن ما ليس معك ليس دائماً أفضل مما معك!!
والله تعالى يقول: {وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ} (طـه: من الآية131) وقال: {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} (النساء: من الآية32)
4 - تأقلمي مع واقع زوجك.
صحيح أنك امرأة وتحبين أن تشعري بأنوثتك، وتجدين المتعة في مبادلة العواطف والمشاعر الدافئة الحانية.. وهذا من غايات الزواج أنه يشبع هذه الغريزة الأنثوية إشباعاً متزناً حقيقا بعيدا عن الوهم والتلصص.
لكن حين لا تجدين هذا في زوجك، فهذا لا يبيح لك أن تبحثين عنه عند غيره بل يتحتّم عليك أن تبحثي عن هذا عند زوجك فإن لم تجديه فاصنعيه أنت بيديك.
تصوري أن زوجك يقابل أخرى مثله، تشاركه اهتماماته ولا تطلب منه تعبيرات رومانسية مراهقة، ولكنها تتواصل معه فيما يحب بالأسلوب الذي يحب، هل سيكون هذا عدلا وشرفا؟!!
ولماذا لا تكونين أنت هذه المرأة التي تشاركه بالأسلوب الذي يحبه، كما ينبغي أن يشاركها هو بالأسلوب الذي تحبينه من رومانسية وخلافه؟
5 - كيف تحيين الموات العاطفي عند زوجك؟
لعلك أنت أقدر على ابتكار الطرق والوسائل في ذلك، لكن لعلّي أرشدك إلى بعض منها:
- الابتسامة الدافئة.. تبسمي في وجهه كلّما قابلتيه خارجا أو داخلاً، عند فراش النوم وعلى مائدة الطعام.
- مصارحته بالحب.. قولي له (إني أحبك..) وكل كلمة تهزّ مشاعره ووجدانه لا تبخلي بها عليه.
- تجمّلي وتزيني له كأحسن ما تتجملين وتتزينين.. فإن العين تعشق المنظر الحسن.
- هيئي له المكان المناسب للتعبير عن الحب بينكما بعيداً عن ضوضاء الأطفال وصراخهم، في مكان نظيف مرتب يسر الناظرين.
- جددي وابتكري في وسائل التعبير عن حبك، مرّة عبر رسالة جوال، ومرّة عبر ورقة على سرير النوم، ومرة عبر ورقة تضعينها بين أوراقه وفي محفظته، ومرة بهدية رمزية يحبها زوجك.. وهكذا جددي وابتكري في وسائل الحب وطرقه.
- اطلبي منه أن يصحبك في نزهة أو رحلة.. واستغلي وقت هذه النزهة والرحلة في التعبير عن حبك ولا تكثري عليه فيها من الطلبات.
- اجلسي مع زوجك جلسة مصارحة بلا خجل ولا مواربة تصارحينه فيها برغبتك في أن يعبّر لك عن حبه وأن يرعى عواطفك ومشاعرك وأن يُشعرك بأنوثتك.
فإنك أن تصارحيه أولى من أن تبحثي عن هذه العواطف في دهاليز الأوهام.
- إن سلكت كل تلك الحلول ولم تجدي نتيجة.. فاعرضي أمرك على أهل الرأي والعقل من أهلك وصفي لهم ما تريدين، وأنك ما تجرّأتي على طلب هذا إلا حماية لشرف زوجك وحماية لنفسك من أن تقعي في المهالك.
6- اشغلي نفسك في إبداع مواهبك التي وهبك الله إيّاها..
بدلاً من أن تقضي فراغ وقتك على شبكة الانترنت، تضيعين بها حرارة عاطفتك ودفئ مشاعرك في سراب زائل!!
7 - تذكري أنه بقدر ما يعظم الله تعالى في قلبك بقدر ما يعظم أمره ونهيه عندك.
وبقدر تعلّقك بالله يكون تعلّقك بمن أباح الله أشد، وبعدك عن التعلّق بما حرّم الله أكثر..
وحين تنعكس الآية فيتعلّق قلبك ببشر لا يحل لك، فهنا تأكّدي أن عظمة الله في قلبك قد ضعفت، وبقدر ما تضعف عظمة الله في قلبك بقدر ما تبتعدين عن السعادة والحياة الطيبة، لأن الله وعد المؤمنين الصادقين الذين يعملون الصالحات بالحياة الطيبة، قال الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} فهل تجدين وعداً أصدق من هذا الوعد؟!
أخيراً إن كنت جادّة في أن تقطعي علاقتك بهذا الرجل وان تبدئي بداية جادّة في صناعة الحب مع زوجك: فاقطعي كل سبيل يذكر بهذا الرجل من جوال أو رقم هاتف أو بريد الكتروني أو موقع أو أي شيء يربطك به أو يكون ذريعة للتواصل معه!!
إنك بهذا الطريق تحققين مكاسب عظيمة:
- رضا الله عز وجل.
- صناعة الحب عند زوجك.
- حماية بيتك وأطفالك من شتات الطلاق.
- كسب مودّة اهلك وأقاربك.
- دحر كيد الشيطان.
وبعد هذا المشوار الذي ربما طال قليلاً..
هل لا زلت على قرارك في استحالة البعد عن هذا الذئب الحاني؟!
اللهم ألهمها رشدها، وادفع عنها السوء وأهله، وبشّرها بما تقر به عينها.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني