سيدي الفاضل قضيتي باختصار أن زوجي فكر أن يتزوج علي والسبب أنه يبحث عن الراحة لا أكثر!! ذات يوم سألته ما الذي سيجعلك مرتاحاً معي حتى أرضيك فأنا أنوي فتح صفحة جديدة معك لأني مللت من حياة كهذه فنحن على خلاف مستمر على أشياء تافهة... حدد لي ثلاث نقاط.. قلت أبشر مالك إلا اللي يرضيك.... طبعاً الرجال قاعد يلمح للزواج الثاني وأنه ما فيه شيء وليس حرام طالما أنه سيقوم بحقوقي و.ووو.....الخ أسلوب جداً شديد واضح منه أنه ربما أقدم أو يريد الإقدام على الزواج الثاني... مما سبب لي الرعب فلا يخفيك سيدي الفاضل برغم متعته للزوج إلا أنه طامة للزوجة... المهم الرجل أستشف صدقي ورغبتي للإصلاح وتعدل الوضع ليومين كان من أحلى الأيام.. لكن للأسف.. صادف أن كان زوجي يتحدث بالتليفون في أحدى الغرف وأنا كنت أصلي ونزلت عليه فجأة وسبحان الله تسببت حركه مني غير مقصودة بفتح مكبر الصوت وسمعت المتحدثة امرأة!!! بعد أخذ ورد قال أنها وحده خطبها وكان منهي العلاقة من وقت ما حاولت أفتح صفحه معها وأنه أرسل ناس ينهون الموضوع لكن من خطبها اتصلت لتسأل عن سبب انسحابه..!! وكان عذره أنها عانس وعمرها 38 طبيعي تكون حريصة لكن هو أنهى الموضوع..!! وضعي الآن.. زوجي يحاول إرضائي وتدليلي وصرح لي أكثر من مره أنه يحبني وأنه ندم على ما فعل وأن ما بحث عنه لن يجده إلا معي وأني جوهره وزوجة مثالية, كان زوجي دوماً يردد أن أمر حياتنا بيدي وعجزت وأنا أوضح لها أنه هذه حياة زوجية تحتاج ليدينا الاثنتين لنتكاتف وليس وظيفة خاصة لي بيدي لوحدي!! والآن هو أحس أنه فعلاً مقصر وكان من واجبه أن يحاول هو أن يسير حياتنا لمسار يريحنا وليس الاتكال علي وجعله من مهام الزوجة... زوجي الآن يقول حتى لو قصرتِ معي لن أفكر بالزواج لأني أحسست أنه لا راحة مع امرأة أخرى وإذا لم أرتاح معك لن أفكر بزواج أخرى بل سينحصر تفكيري لنفسي فقط وماذا أريد... سيدي الفاضل صحيح زوجي رجع لي لكن مجروحة مما حدث وعدلت وضعي للأفضل رغم عدم تقصيري لكن في داخلي أحس بغربة الروح كان بودي أن حياتنا سارت هذا المسار الطيب بدون حدوث ما حدث.. سيدي الفاضل ما تفسيرك لقصتي وهل صحيح أن الزوج ممكن أن ينهي فكرة زواج من أخرى لمجرد أن زوجته حاولت تغطية الخلل؟! لم أسمع قط بزوج ترك الزواج من أخرى في بداية الإقدام عليه.. نصيحتك لي سيدي الفاضل مع العلم أن زواجي له 15 سنه ولدي 4 أطفال بنتين وولدين وأبلغ من العمر 30 سنه وزوجي 42 سنه.. مع شكري وتقديري،،
الأخت الفاضلة نجدية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الفاضلة أثمن وأقدر فيك الإيجابية والتعامل مع أي مشكلة بعقلانية وقرار صائب، وغالب الأزواج عندما تخطر ببالهم (وما أكثرهم) فكرة الزوجة الثانية ـ مهما كانت المبررات ـ لو أن الزوجة تعاملت معه بهدوء ووفرت الأسباب التي تدفعه للزواج الثاني وأزالت ما كان قصورا ـ ولو كان متوهما لدى الزوج ـ لما أقدم كثير منهم عليه.
ولأن غالب الأزواج يمرون بهذه المرحلة والمحاولة نفصل فيها قليلا مع أمل أن يتسع صدر الأخوات الفاضلات لهذا الطرح :
1. ميل الرجل إلى المرأة فطري غريزي وخلاف ذلك مرض يعالج وتعاني المتزوجة من رجل ليس عنده إحساس بجمال المرأة اشد المعاناة وتتمنى لو وجد عنده هذا الإحساس ولو أخذ أخرى.
2. مراحل الرجل العمرية تختلف من مرحلة لأخرى وكثير من النساء لا تدرك ذلك وأخطرها من 35إلى50 سنة وتعتبر نوع من الطفرة والنشاط الجنسي والرغبة في التجديد في الحياة، وغالب الرجال ينجح معهم تجديد واهتمام زوجته الأولى وإدراكها لهذه المرحلة.
3. أن إقدام الرجل وتفكيره في زوجة ثانية لا يعني كراهيته لزوجته أو أنه غير مقتنع بجمالها بل ربما لها في قلبه أعظم منزلة وأكبر قدر من المحبة لكنها رغبة لديه فطرية ولذلك جعل الله الرجل اقدر على ذلك من حيث طبيعته وإمكاناته النفسية والبدنية.
4. غالب الرجال ليس صالحا جسديا أو ماديا أو إداريا لأن يبني أسرة ثانية لكنه يتأثر ببعض المجالسين ومغامراتهم وبعض النقاش العقلاني والتهدئة تنفع في إقناعه بترك الفكرة، ولو نفذ الفكرة فسيندم ولات ساعة مندم بعد أن كسر قلب الأولى وفقد شيئا من حبها، ثم قد يكسر الأخرى بطلاق أو غيره.
5. لابد أن نعلم أن هذا حق شرعي وفطري للرجل وهو أيضا مسؤولية وأعباء، وفي حال توفر شروط نجاح الأسرة الثانية فإن في هذا خير للرجل وللزوجة الثانية وللأمة المسلمة عموما.
كما أن فيه ألم على الأولى وضيق وفقد لبعض الزوج، لكن عليها الصبر والاحتساب، وتحاول أن تظهر لزوجها أخلاقها ودينها في الشدة والخلاف فيزداد لها تقديرا ومحبة، وتزداد الرابطة الأسرية تماسكا وتلاحما، ويعيش الزوجين وأطفالهما في هدوء واستقرار.
وكذا الزوجة الثانية تنعم بالطمأنينة والاستقرار ويكون للأولى أجر هذا النجاح.
والواقع يقتضي من الرجال القادرين وأحوالهم مناسبة أن يسهموا في علاج بعض الظواهر الاجتماعية، وقد قامت جمعيات نسائية الآن تنادي بذلك وطرحت بحوث من نساء متخصصات في عدد من المؤتمرات تنادي بتعدد الزوجات لحل تلك المشكلات، وإن من الأنانية أن تحرم الزوجة امرأة أخرى من إحسان الزوج إليها بضمها إلى سفينته فتتمتع كالأولى بالسعادة الأسرية والإنجاب والنفقة والرعاية.
6. الزوج عند عيشه مع زوجته زهرة شبابها وأعطاها زهرة شبابه تكون بعد ذلك قد خفت عاطفتهما وبدأت الروابط الأخرى تأخذ حيزا، ثم عن الزوجة يكون بعض وقتها لأولادها ولأهلها أو عملها وما يطرأ عليها من أسباب تبعدها بعض الشيء عن الزوج فلم لا يبذل الفائض من الوقت والجهد والنفقة لأخت لها مسلمة، فلتحمد الله وتدرس موضوع زواج زوجها من أخرى من جميع الجوانب وتناقشها مع الزوج ثم تترك له الاختيار بعد المشاورة والاستخارة.
7. كثير من الأزواج يلجأ إلى الحرام أو شبه الحرام من الزيجات المشبوهة لكي لا يغضب زوجته فيخسران دنياهما ودينهما، ولو أن الزوجة تعاملت بهدوء وعقلانية وتركت للزوج الاختيار لأحجم عن الموضوع أو أقدم على بصيرة وأتى بامرأة صالحة خالية من عيوب الدين والدنيا والصحة، فأبناؤها إخوة لأبناء الأولى وأهلها انساب لزوجها فشرفهم شرف لهم جميعا وصلاحها صلاح لهم جميعا.
8. أنصح أخواتي الفاضلات بأن لا يجعلن الطلاق عصا يهددن بها أزواجهن وليعظمن العلاقة الزوجية وحق الأولاد في استقرار الأسرة، فمهما حصل ولو تزوج بأخرى ولو كان ذلك سفها وخطأً فلتكن هي صاحبة الفضل في تماسك الأسرة ورعاية مصلحة الأولاد وحرمة العشرة السابقة بينهما.
اسأل الله أن يصلح لكما شانكما وأن يؤلف بين قلبيكما.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني