في البداية...... أقدم خالص تحياتي لهذا الموقع المليء بالفوائد الكثيرة واطلب له من الله دوام التوفيق؛ كنت أود أن اعرف هل الحب الصادق بين الشاب والفتاه حرام أم لا؟ وهذه رسالتي إليكم أنا شاب في الثانية والعشرين من عمري أحببت فتاه تكبرني بسنه واحدة أحببتها لدرجة أنني لا استطيع أن استغني عنها وهي أيضا تبادلني نفس الشعور وقد تقدم إليها أكثر من شخص ليخطبها وهي ترفض وسؤالي الآن لسيادتكم هل فرق السن بيننا سوف يؤثر علينا إذا أراد الله لنا بالزواج مع تقدم العمر أريد تفصيلا لذلك من حيث الناحية الزواجية والعقلية.... ولكم مني خالص الشكر
الأخ الكريم / أحمد محمد شافعي
شكر الله لك هذه المشاعر الطيبة, والتي تدلّ على موفور أدبك وطيب أصلك.
أخي الفاضل..
الحب معنى عظيم من معاني الدين, ولعِظَمه صار في الدين هو أوثق عرى الإيمان, ولا يكون وثيقاً إلاّ حين يكون على منهج الوحي الذي شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم, ففي الحديث: "أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله"
وعلى هذا فإن الحب بين أي طرفين لن يكون صادقاً مهما يكن إلاّ حين يكون دافعه وسياجه (الوحي) وهو: الإيمان.
الحب بين الشاب والفتاة بيّنه الإسلام بياناً شافياً كافياً, وبيّن علامات صدقه وطهره ونقائه وصفائه..
فالحب بينهما لا يخلو من حالين:
الحال الأول: الحب العام.
وهو الحب الذي ألزم الله به المؤمنين والمؤمنات, وهذا الحب لازمه الولاية كما قال الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
فهذا الحب العام الذي يجب أن يُبذل لكل مسلم ومسلمه, وعلامة صدق هذا الحب وطهره:
- التواصي بالمعروف.
- التواصي بالبعد وترك المنكرات.
- التواصي بالرحمة والرفق بين بعضهم البعض.
فهذه ثلاث علامات تدل على صدق هذا الحب, فهذا الحب ليس باعثه (جمال الصورة ولا الحسب ولا النسب ولا اللون ولا الدم) إنما باعثه ما وصف الله بقوله (المؤمنون والمؤمنات) فباعثه الإيمان.
الحال الثاني: الحب الخاص.
وهو حب خاص شرعه الله تعالى بين الرجل والمرأة ولازم هذا الحب (الإفضاء) في العواطف والمشاعر وكذلك الإفضاء الحسي بينهما, وهذا الحب باعثه ورابطه (عقد الزّوجية)!!
إذ لا يحل لرجل أن ينظر أو يخلو بامرأة أجنبية لا تحل له بدعوى الحب!!
لأن صور هذا الحب لا يجوز أن تكون بينهما إلاّ إذا حصل بينهما (عقد الزوجية) وذلك حتى يكون هذا الحب صادقاً, ليس حبّاً يزينه الشيطان.
ولجعل هذا الحب في منزلة من الطهر والنقاء والعفاف أمر الله تعالى المؤمنين والمؤمنات بغض أبصارهم فقال: {وقل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم} {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} وذلك حماية وسدّاً لنزغات الشيطان من أن يقذف وهم الحب في قلوب الناس بسهام النظر المحرم أو الخلوة المحرمة أو الوصال المحرّم.
هكذا أخي الحبيب يكون الحب صادقاً نقياً بين الرجل والمرأة.
أمّا ما سألت عنه من حبك لفتاة تكبرك, فالذي أوصيك به: أن تسأل أولاً عن حسن دينها وأدبها في علاقتها مع ربها وهل تحفظ حدود الله في الغيب والشهادة وتؤدي فرائضه, فإن وجدتها ديّنة صيّنة, فقم إلى الصلاة واستخر ربك واسأله الإعانة والتوفيق ثم أقبل وتقدّم واستشر من تثق بهم من أهل المشورة ممن هم حولك.
أمّا فارق السنّ بينكما فهو فارق معقول مقبول ولا يشكل عائقاً حقيقياً بينكما..
وطالما أنك تجد في نفسك حبّاً لها وهي كذلك فإنه خير لكما أن تتواصلا على نور من الوحي وذلك بعقد الزوجية بينكما, قال صلى الله عليه وسلم: "لم يُرَ للمتحابين أفضل من النكاح"
أسأل الله العظيم أن يطهر قلبك ويشرح صدرك وأن يجعلك ممن يحفظ حدوده في الغيب والشهادة.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني