السلام عليكم ،، مضى على زواجي حوالي السنتين فقط وعندي طفلة عمرها خمسةاشهر وارغب في تناول حبوب منع الحمل او وضع مانع ولكن زوجي يرفض وانا متعبة من المشاكل اتي حدثت بعد ولادتي واصبحت اشعر بعدم الامان واخشى بعد عمر طويل او قصير ان يتزوج زوجة ثانية والعلم عند الله مع العلم بانه قد لمح للموضوع اكثر من مرة . وانا ارغب بالاطفال ولكن اريد تأجيل موضوع الانجاب مدة سنة او سنتين لأطمأن نفسي واشعر بالامان من جديد معه وايضا حتى نسكن ببيت مستقل حيث اننا حالياً نسكن مع اهله . السؤال هو هل يجوز لي ان اتناول حبوب منع الحمل او ان اضع مانع دون ان يعلم زوجي لمدة سنة او اثنتين على الاقل . ؟؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يؤلف بين قلوبكم وان يرزقكم ما فيه قرّة عين لكم .
أخيّة . .
كون أن الحياة فيها مشكلات ، فهذا لا يبرر منع الحمل .
لأن المشكلات شيء طبيعي أن يكون بين طرفين مختلفين في السمات والطبع والخَلق . سيما وأنهما يعيشان في ظل مسؤوليات وتبعات وتحدّيات كبيرة تواجه العلاقة الزوجيّة .
فوجود مشكلة بين الزوجين أو نوع اختلاف لا يعتبر مظهراً مخيفاً أو مقلقاً .
الأهم هو ان نتعلم كيف نتعامل مع مشكلاتنا ، وكيف نفكّر بطريقة واقعيّة لا مثاليّة .
دعيني أفترض معك أن زوجك تزوج عليك !
فأنت في تلك الحال بحاجة غلى من يكون حولك يشغلك ويواسيك ويملأ عليك جزءً من حياتك ويشغل جزءً من اهتمامك وتفكيرك ليكون عندك نوع من التوازن في مشاعرك مع ظروف الواقع .
فإذا لم يكن لك أبناء يملؤون عليك حياتك ويشغلون اهتمامك ، ويكون لك فيهم هدف كبير . . فذلك ربما زاد من المشاكل لحظتها بينك وبين زوجك كون أن عندك فراغ عاطفي وشعوري وذهني .
أتمنى عليك أن تفكري بواقعيّة وبهدوء .. وأن تتفهمي الحياة على صورتها .. صورة الكفاح والكدح والصبر والتغاضي والتأقلم .
أمّا عن استخدام ( حبوب منع الحمل ) فمن الأهل من يحرّم استخدامها لما فيها من الضرر الذي يلحق بالمرأة التي تستخدم هذه الحبوب .
لكن استخدام ( العزل ) أو الامتناع عن الوقاع في فرتة نزول البويضة هي آمن الطرق صحيّاً ونفسيّاً على المرأة .
ومن اجاز من أهل العلم للمرأة أن تستخدم ( حبوب منع الحمل ) فإنه ما أجاز إلا بشرطين :
- أن يكون هناك ضرورة أو حاجة لمنع الحمل أو تأجيله .
- أن يكون ذلك بإذن الزوج .
وعليه فلا يجوز للمرأة ان تستخدم حبوب منع الحمل دون إذن زوجها ، لأن الولد حق مشترك بين الطرفين .
والزوجة التي تريد تاجيل الحمل عليها أن تتناقش وتحاور زوجها في المر بهدوء وبدون تشنّج أو ضجيج .
فإن أبى ( الزوج ) إلا الحمل مع عدم وجود ضرر من الحمل فما على الزوجة إلاّ الطاعة وأن تحتسب أنها في عمل صالح ، وان تتامل خيراً من حملها فإنها لا تدري لعل ما يكون في بطنها هو - بعد الله - سندها ونصيرها وعونها على شأن نفسها في مستقبل أيّامها .
أكثري من الاستغفار .. فإن حبيبك محمدا صلى الله عليه وسلم قال - وقوله صدق - " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجاً ومن كل بلاءٍ عافية " .
أسأل الله العظيم أن يكتب لكما ما فيه خير لكما في الدنيا والآخرة .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني