الفتاة وشروط الزواج
قضيّة الشروط في الزواج قضية مهمّة وحسّاسة جداً ، واهمية ذلك يدور في كون أن الشروط هي باب ( اتخاذ الأسباب ) في حسن الاختيار .
ويجدر التنبيه مرة أخرى إلى أن ( حسن الاختيار ) يكاد يكون هو ( النقطة المركزيّة ) التي يمكن من خلالها استشراف مستقبل العلاقة بين الطرفين على وجه التقريب .
ماذا تشترطين في شريك حياتك ؟!
شروط الفتاة في شريك العمر . . يمكن تقسيمها إلى قسمين
القسم الأول : الشروط الأساسيّة .
وهي الشروط التي لا تقبل التنازل ما لم تكن موجودة في الخاطب .
وهما شرطان أساسيان عليهما يُؤسّس الاختيار :
- حسن التديّن .
- حسن الخُلق .
وأصل هذا قول الله تعالى : " وأنكحوا الأيامى منكم والصّألحين من عبادكم وإمائكم "
فالصلاح ( معرفة وسلوك ) .
والله تعالى قد قال في أصل كفاءة الناس : " يا أيهاالناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " .
والتقوى ( معرفة وسلوك ) .
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " .
لاحظي أختي العفيفة ..
كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا النص اشار إلى أهمية حسن الاختيار وتأسيس الاختيار على أساس متين ، وان التساهل في تأسيس الاختيار على أساس متين يجرّ على الفتاة وربما أهلها ( فتنة وفساداً ) .
والأساس المتين هنا هو التأسيس على أن الكفاءة بين الزوجين تبدأ من هنا :
- حسن التديّن .
- حسن الخُلق .
والنص علّق الفلاح بالمفهوم على مجموع الأمرين لا على أحدهما .
كيف يُعرف حسن التديّن في الشاب . ؟
صفة الاسلام يشترك فيها كل المسلمين على حدّ سواء ( كاشتراك في الوصف ) .
لذلك يمكن أن يكون معيار معرفة ( تديّن ) الخاطب بـ :
1 - البعد عن البدع المنكرة والمذاهب والأفكار الضالة المنحرفة .
2 - المحافظة على الشعائر الظاهرة سيما ( الصلاة ) فإن النبي صلى الله عليه وسلم جعلها كالهوية للمسلم .
" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر "
وهي النور والبركة . " والصلاة نور " .
3 - السمت والارتياح الإيماني .
4 - الاستعداد للتغيير والطموح الإيماني .
5 - العمل التطوعي ( الاجتماعي ) .
هذه خمسة معايير يمكن قياسها والسؤال عنها في الخاطب للوقوف ( إلى حدّ التقريب ) على ( حسن التديّن ) عند الشاب الخاطب .
كيف يُعرف حسن الخُلق في الشاب ؟
حسن الخلق يُعرف في الإنسان بمعرفة بـ :
1 - السؤال عن سلوكه واخلاقه في حالين :
الحال الأول : حال الرضا والفرح والهدوء .
الحال الثاني : حال الغضب .
كيف يكون في حال الرضا وحال الغضب مع :
- أبويه .
- إخوانه وأخواته .
- جيرانه .
- من معه في عمله .
2 - البعد عن المنكرات الاجتماعية الظاهرة والكبائر المنكرة كالإدمان والزنا والعلاقات المحرمة .
3 - أهم الأخلاق لاتي يجدر الحرص عليها في الشاب :
أ - الأمانة .
ب - المسؤوليّة .
جـ - الكرم .
د - الصّدق .
هذه ثلاثة معايير لتقييم ( حسن الخُلق ) في الخاطب .
ومما يجدر التنبيه عليه : أن الناس تختلف في مقاييس ومعايير ( حسن التديّن وحسن الخُلق ) ولذلك جاء النص بقوله : " من ترضون دينه وخلقه " ولم يقل : صاحب الدين كذا وكذا وصاحب الخلق كذا وكذا . قال ( من ترضون ) ليجعل هناك مساحة يتحرّك فيها الناس تبعاً لظروف الواقع والمجتمع . غير أن هناك حدّاً لا يجدر تجاوزه في حسن التديّن وهو ( حد الإسلام والمحافظة على الصلاة ) وحدُّ لا يجحدر تجاوزه في حسن الخُلق وهو ( البعد عن الكبائر الظاهرة والأخلاق المنفّرة كالكذب والبخل والتفريط وعدم المسؤوليّة ) .
القسم الثاني من الشروط : الشروط الاعتباريّة .
وهي الشروط التي لا ينبغي تجاهلها والتغافل عنها وعدم اعتبارها والنظر إليها سيما مما يكون له أثر على عامل ( الاستقرار ) في العلاقة بين الطرفين .
ويندرج تحت هذه الشروط اعتبار :
- الاعتبار الجغرافي ( الاقليمي ) .
- الاعتبار الثقافي .
- الاعتبار المادي .
- الاعتبار العاطفي .
- الاعتبار الخَلْقي .
- الاعتبار النسبي .
- الاعتبار ( الحسبي والمكانة الاجتماعيّة ) .
- الاعتبار العُمري .
- الاعتبار الصحّي .
- موقف أهل الفتاة .
- موقف أهل الخاطب .
هذه ( 11 ) اعتبارا مهماً ينبغي أن تُؤخذ بعين الاعتبار والنّظر ، لكن حظّها من النظر لا ينبغي أن يكون بصورة حدّيّة تطرّفيّة .
ففيا مساحة للمرونة والتساهل والتنازل .
والفرق بين قسمي الشروط أن الفتاة في الشروط الاعتباريّة يمكنها أن تتحرك بمرونة ( فتتساهل أو تتنازل ) عن بعض شروطها في هذه الاعتبارات تبعاً للمصلحة . بعكس الشروط الأساسيّة فإن المصلحة في توفّرها .
لفتات مهمّة للتوازن والموازنة :
1 - لا يوجد على وجه الأرض إنسان بجسد بشري وروح ( ملائكيّة ) .
فمهما كان في الرجل من صفات جميلة فهو لا يزال ( بشراً ) ويحمل معه رصيداً من العيوب .
2 - حسن التديّن مع حسن الخُلق الأساس الذي يُؤسّس عليه غيره .
3 - الاختيار الذي تكثر فيه النقاط المشتركة بين الطرفين أفضل وأولى .
فالتشابه بين الطرفين
3 - الاختيار الذي يحظى بقبول الطرفين وفي نفس الوقت يحظى برضا أهالي الطرفين أفضل من الاختيار الذي يفقد رضا أحد هذه العناصر .
4 - الاختيار الذي يحظى بموافقة أهلك ورضاهم أسلم لك - غالباً - وأرفق بك .
5 - الاختيار الذي لم يسبقه تعلّق عاطفي أفضل من الاختيار المحفوف بالتعلّق العاطفي .
6 - الاختيار المسبوق بتعلّق عاطفي وتوفّر فيه أساس حسن الاختيار الارتباط به - ولو بالتنازل أو التساهل في بعض الاعتبارات - أفضل من الارتباط بغيره ولو اشتركت معه في نقاط أكثر منه .
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح " .
وهي ليست دعوى للحب قبل الزواج ، بل هو حل ( علاجي وقائي ) لحادثة ربما قد تحصل . فقد يقع حب بين طرفين لقرابتهما أو لجيرة بينهما أو لزمالة في دراسة أو نحو ذلك .
7 - الفارق العمري المقبول بين الزوجين من ( 3 - 10 سنوات ) من جهة الرجل .
وهناك حالات يمكن أن يكون الفارق العمري ( كبير ) بين الطرفين ويقبل لمصالح أخرى .
( مثال ) كان تكون فتاة تعيش اضطهاداً في بيتها من أبيها فعاشت محرومة من حنان أبيها ، فقد يتقدم لها من هو أكبر منها بأكثر من عشر سنوات فيكون لافارق هنا مقبول نظراً لواقعها ( النفسي ) لا لواقعها الاجتماعي .. فهي نفسيّاً تحتاج إلى من يحنو عليها ويعوّضها عن حنان الأب ، وهذا مما قد لا يتوفّر فيما لو كان الخاطب قريباً من عمرها .
8 - المراحل العمريّة بالنسبة للفتاة كالتالي :
- من البلوغ وحتى ( 18 ) سنة :
كلما حرصت على كثرة النقاط المشتركة ( بينها وبين الخاطب ) أفضل لها من التعجّل في التنازل أو التساهل عنن بعض شروطها ( الواقعيّة ) .
- من بعد ( 18 ) وحتى ( 25 ) سنة :
يمكن أن تتنازل عن بعض الشروط المحببة إليها مع التمسّك ببعض الشروط المعقولة .
- من بعد ( 25 ) وحتى ( 30 ) سنة :
الأنسب لها القناعة في الشروط وعدم الاكثار منها . الرضى ببعض العيوب في الزوج والتي لا تتطلب تنازلاً من الفتاة عن بعض حقوقها من مثل الرضى بمن هو أقل منها تعليماً أو تقبل بمعدّد .
- من بعد الثلاثين :
وتخشى على نفسها المعصية : في حقها المرونة في الشروط ينبغي أن تكون أكبر . التنازل عن بعض حقوقها الشرعيّة أمر وارد .
9 - الاختيار الهروبي . يعتبر اختياراً متهوّراً . الفشل إليه أقرب من النجاح .
الهروبي : الفتاة التي تبحث عن الزواج فقط للزواج هروباً من واقعها .
10 - لا تتعجلي في التنازل . وإذا تنازلت فلا تتنازلي إلاّ وأنتِ مدركة لعواقب الأمور وعندك الاستعداد لتحمّل التبعات .
لماذا تتنازل الفتاة ؟!
ليس بالضرورة أن يكون التنازل عيباً ، فبعض الفتيات ربما تقسو على نفسها وتتمسّ: ببعض شروطها حتى لا يُعاب عليها أنها تنازلت أو تُعاب أنها ما تنازلت إلاّ لكون ما هي فيه يعتبر عيباً يستحق معه أن تتنازل .
التنازل هو ( حل ) لا أكثر من ذلك ..
الأسباب أو الظروف التي تجعل الفتاة تتنازل :
- أن تخشى على نفسها الفتنة والمعصية .
- كونها ليست بكراً لأي سبب كان .
- وجود إعاقة صحيّة .
- تعيش في بيت متأزّم نفسيّا واجتماعيّاً .
- أن تكون وحيدة أبويها وليس لهم غيرها .
- تعمل في وظيفة مختلطة .
- لا تريد ان تترك عملها .
فالفتاة التي يكون بها وصف أو صفة أو أي صارف للخطّاب عنها من مثل ما ذُكر
فهذه لا يشملها التقسيم السابق للمراحل العمريّة ، بل واقعها : أن تضيف ما بين ( 4 سنوات - 10 سنوات ) - بحسب ما فيها من الصفات أو الصوارف التي تصرف الخطّاب - إلى عمرهاالحقيقي ثم تنظر إلى التقسيم السابق ، فمثلاً : من كان عمرها ( 19 ) عاماً حكمها حكم من كان عمرها ( 23 - 29 ) سنة ، وهكذا .
-----------------------------------------------------------------
للفتاة .. كيف تختارين شريك الحياة 1 / 3
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني