صورة الزواج

 

الزواج حاجة لكل شاب وفتاة، وهو أمنية الأسوياء منهم، والاستعداد له وانتظاره هاجسهم، أما التهيئة له وحسن الاستعداد المفقود لدى كثيرين.
 
وللزواج صورة في ذهن كل شاب وفتاة، هذه الصورة قد تكون واقعية وهي ما نرجو، وقد تكون مشوهة تدفع بعضهم لإلغاء فكرة الزواج، أو التردد فيها، وقد تكون الصورة مثالية حالمة، وهي ما تتسبب في صدمة الحقيقة لدى بعضهم.
 
الصورة السلبية منشؤها في الغالب نموذجٌ سيئ، وتجربة مريرة يراها الشاب والفتاة في قريب أو صديق، أو أحاديث المجالس التي تسمعها الفتاة من النساء عن الرجال، ويسمعها الشاب من الرجال عن النساء، لا سيما في بعض المجتمعات التي يفتخر بها كل جنس بالتشفي من الجنس الآخر، وانتقاصه، وإظهار الاستغناء عنه، والتعالي عليه.
 
أما الصورة الحالمة فمن أسباب تكوّنها المسلسلات التلفزيونية الرومانسية، والاطلاع على الجانب المصبوغ والاستعراض المصطنع لنماذج من الجنس الآخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يحكي خلاف الحقيقة في واقعهم الأسري، أو على أحسن حال لا يحكي كل الحقيقة، فيرسم كل من الشاب والفتاة في أذهانهم صورة تجتمع فيها مزايا كل من يرون من هذه النماذج، ليتفاجؤوا بالواقع الذي لا يمكن أن يتحقق فيه هذا، فتتدنى نظرة كل منهما لزوجه وقناعته فيه بسبب المقارنة بالصورة المرسومة في الذهن.
 
أما الصورة الواقعية للزواج، فهي أن يؤمن الشاب والفتاة أن الزواج حياة طبيعية، ينبغي أن تقوم على الاحترام المتبادل، وأداء الواجبات والقيام بالمسؤوليات، والقناعة وترك المقارنات، ولا يفترض خلوها من المشكلات والخلافات، فبيوت الحبيب - صلى الله عليه وسلم - لم تخل من ذلك، فقد غضب على نسائه واعتزلهن شهراً، ومنهن عائشة - رضي الله عنها - وهي أحبهن إليه، لكن المنتظر من كل زوجين حسن التعامل مع هذه المشكلات، والاستفادة من أهل المشورة في ذلك، والاستعداد لهذه الحياة من خلال التزود بالوعي والمعرفة، قراءةً واستماعاً لما يقدمه المختصون في هذا المجال.
 
وإذا كنا لا نسمح لصديق أو قريب أن يتخذ القرار نيابة عنا في نوع المشروب أو المطعوم، فمن باب أولى ألا نجعل علاقاتنا الزوجية في مهب رياحهم، وحقلاً لتجاربهم، فلا تشركوا في قراراتكم الزوجية المصيرية من تتحكم فيهم العاطفة أو الانحياز تجاهكم، ويعلو صوتهما على صوت العقل، والحياد.
 
أخيراً، ليست السعادة الزوجية لأولئك الحالمين بفردوسٍ لا كدر فيه، ولا أؤلئك البائسين المتشائمين، فتّشها بين هؤلاء وأولئك، هي لمن ينظرون إلى العلاقة الزوجية بواقعية، ويسعون لحفظها بشغف، ويداومون على صيانتها بحرص.
 
 م / ن : اليوم

الكاتب : عبد الرحمن القرعاوي
 27-02-2015  |  14382 مشاهدة

مواضيع اخرى ضمن  ما قبل الزواج


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني