1- يجب إدراك الأولويات وتغليبها. فالخطوة الأولى نحو أيّ نجاح لأيّ مسلم هيغرس الهدف الأسمى وهو مرضاة الله تعالى وجنته، وهذه الخطوة ذات أهمية قصوى وتحتاجإلى جهد ومثابرة لتصل إلى القدر الكافي لإدراك نجاح حقيقي دائم؛ انظر (زرع الحقولوزرع العقول) في كتاب (حقيقة التقوى).
والخطوة الثانية هي إدراك الأولوياتوتغليبها، وهذه الخطوة تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الخطوة السابقة، فمثلاً؛ يجب أنندرك أنّ الواجبات مقدَّمة على غيرها، وهذا الإدراك يدفعك إلى العمل على إتقانالصلاة الصحيحة والحرص على بناء التقوَى في قلبك قبل أيّ شيء آخر؛ وقبل حفظ القرآنوقراءة التفسير مثلاً؛ لأنّ الواجب مقدّم على المستحبات علمًا وعملا، وهذه قاعدةيغفل عنها أكثر الناس في كثير من شؤونهم.
2- الهدف الأوّل بعد ما سبق -وهوتابع لمبدأ (إدراك الأولويات)- هو أن تعمل وتخطّط لإشغال أكبر قدر ممكن من الوقت فيأفضل وأقصَى ما يمكن من الفائدة، مع التنويع قدر الإمكان لإبعاد السأم والملل عننفسك.
3- عليك أن تدرك أولوياتك الخاصّة، فيجب أن تبحث في نفسك عن جوانبالنقص والعيب، فتنظر في واجباتك نظرة فاحصة دقيقة لمعرفة الخلل والعمل على إصلاحه،ثم تنظر في الجوانب الأخرى، انظر (زرع لا شك أنالتخطيط هو أساس نجاح الأعمال ، وأما العمل بفوضوية عموما وخلال الإجازة خصوصاًفأحسن ما يقال عنه أنه لا يثمر كما يثمر العمل مع التخطيط . ومن المهم معرف أنأصحاب الخطط والأهداف المكتوبة يصلون إلى أهدافهم بنسبة 80% وأما الذين لا يكتبونأهدافهم فإنهم يصلون إلى أهدافهم بنسبة 20% فكيف بالذي لا يخطط أصلا ولا يحاول وضعالأهداف ..
لبلوغ الأهداف حلاوة : من المهم أيضا أن نعرف أن أصحابالأهداف مع وصولهم إلى فوائد كثيرة مع هذا قد لا يرضون بواقعهم و يحاسبون أنفسهمأكثر من الفوضويين الذين لا أهداف لهم ولا تخطيط . لأن الفوضوي يفرح بأي شي يصلإليه (لاحظ أي شيء) ويعتبر أنه أنجز أمرا عظيماً وقد يقول في نفسه : لن يكون أفضلمما كان . بينما أصحاب الأهداف المرسومة فهم ومع بلوغهم لأمور كبيرة يرى أنه يمكنهأن يصل إلى أمور أفضل وأعظم ولما ذاق من حلاوة بلوغ الأهداف . إنه يعيش نشوة الوصولوفرحة النفع بالإضافة إلى روحانية الأجر لأعمال البر والخير.
ولكي يمكن أننخطط جيدا فإننا ينبغي المرور بالمراحل التالية :
أولا : ضع مجموعة من الأهداف التي تريد الوصول إليها خلال الإجازة مثلا (كل الأهداف التالية أو جزء منها أو أحدها) : السفر للعمرة – قراءةالجزء الأول والثاني من زاد المعاد – حفظ جزأين من القرآن الكريم – مراجعة جميع ماأحفظ من القرآن الكريم - حفظ أربعين حديثا من مختصر البخاري – سماع سلسلة أشرطةالشيخ الزامل في شرح العمدة من أبواب العبادات – التدرب على برنامج لتصميم صفحات فيالإنترنت – التدريب على الكاراتيه – كتابة مقال تربوي أسبوعي في المنتدى الدعوي - ... (أو غيرها من الأهداف أو أقل من ذلك أو أكثر ..(
ويمكنك اعتبار أنهناكأهدافا أساسيةينبغي البدء بها والاهتمام بها ومحاولة الوصول إليهاوإنجازها ، وأهدافا فرعيةيتم الوصول إليها حسب القدرة على بلوغ الأهدافالأساسية مع وجود الوقت الفائض ..
وعلى المرء أن يعرف ما تحبه نفسه منالأعمال وتشتاق إليه وما يسهل عليها فيزيدها منه ويقلل ما لا ترغبه أو تنفر منه وقدقال الشاعر : ( إذا لم تستطع شيئا فدعه *** وجاوزه إلى ما تستطيع( وينبغيالتأكيد ثم التأكيد على عدم تكثير الأهداف مع عدم التعقيد في وضعها ؛ فتقليلالأهداف الأساسية مع التأكد من القدرة على الانتهاء منها أفضل من تكثير الأهدافالأساسية وعدم القدرة على الانتهاء منها .
ثانيا : ضعخطة عامة خلال الإجازة يتضح فيها الأهداف العامة (موزعة حسب الأسابيع) مثلا (وحسب الأهداف السابقة وخلال 8 أسابيع :)ضع جدولا مقسما حسب الأسابيع ويظهرفيه التالي (وينبغي الاهمام باليسر وعدم تعقيد الخطة( الأسبوع الأول : الانتهاء إلى صفحة 80 من زاد المعاد ج1. حفظ خمسة أوجه من القرآن الكريم . حفظ خمسة أحاديث من مختصر البخاري . الانتهاء من سماع شريطين من أشرطةالشيخ الزامل حفظه الله. .... ....
إلخ .. وهكذا جميعالأسابيع ..
واستغلالا للأحداث : يتم زيادة عدد الأشرطة خلال السفر لكثرةاستخدام السيارات وزيادة حجم الحفظ والمراجعة في الفترات الزمنية الخاصة بالعمرةوزيادة القراءة في حالة عدم الانشغالات وتكثير الزيارات في حالة قدوم ضيوف منالأقارب .. وهكذا ..
ثالثا : ضع جدولا مفصلاأسبوعيا : وفيه يظهر تقسيم أيام الأسبوع مع الفترات الزمنية اليومية حسبالصلوات (بعد الفجر – الصباح – الظهر – العصر – المغرب – العشاء) أو حسبالساعات يبدأ من بعد الفجر إلى ما بعد العشاء مقسما كل ساعة أو نصف ساعة .
ضع خلال الجدول مواعيد المحاضرات والدروس والتدريب على الحاسب وفترات حفظالقرآن الكريم ومراجعته وحفظ السنة .. وأوقات القراءة وزيارة الأقارب والإخوان وحتىأوقات الترفيه .. وغيرها ..
مع ما مضى ينبغي الاهتمام بالتنويع والتخفيفعلى النفس وعدم الضغط عليها .. واعتبار فترات الترويح وإن صغرت مهمة لأنها تعطيالدافع لما بعدها من الفترات الجادة والنافعة ..
مع التركيز على استغلالزيارات الأقارب لنفعهم وبذل النصح لهم بالتي هي أحسن وكسب قلوبهم بالتعاون معهم فيأعمالهم وحاجاتهم ..
رابعا : راقب الخطة .. ينبغي متابعة الخطة والتأكد من أنها تسير حسب ما رسم لها . فبعد الانتهاءمن أي من الأهداف اليومية أو الأسبوعية يتم الإشارة عليها .. وفي نهاية الأسبوعيتضح سير الخطة من عدمها .. ونجاح الخطة أو ظهور الخلل في الإنجاز ..
كيفية اكتشاف الخلل وعلاجه :
من أين يأتي الخلل ؟ قديكون الخلل تقصيرا في الوصول للأهداف .. (مثال : لم نكمل الحفظ كاملا / أو لمنكمل قراءة المطلوب من زاد المعاد .. أو غيرها )
وقد يكون الخلل الانتهاءمن الأهداف بسرعة ووجود أوقات كبيرة إضافية غير مستفاد منها .. (مثال : تمإنجاز جميع الأهداف.. ويبقى هناك أوقات كثيرة في اليوم فارغة)
فالأول (وهو التقصير في الوصول إلى الأهداف) : فكر فيأسباب الخلل فقد يكون بسبب الحياة الفوضوية التي يعيشها الفرد مع سوء تعامله معالخطة وعدم انضباط فيها وهنا ينبغي عليه الانتقال إلى حالة منضبطة في الحياة وفيضبط النفس فيما خطط لها ..
وقد يكون السبب ضعف النفس فتحتاج إلى أن تتعاونمع مجموعة من الزملاء للتواصي على الاستفادة من الوقت والانضباط في الوصول إلىالأهداف.
وقد يكون السبب عارض وانشغالات غير متوقعة كزواج أقارب وحضور ضيوففيتم دراسة الوضع والتخفيف من بعض الأهداف الثانوية أو الأقل أهمية مع تكثيفالأهداف المناسبة لمثل هذه الفترة كدعوة الأقارب لزيارة بعض طلبة العلم والمحاضراتوتقديم الكلمات النافعة في مجالس تجمعهم وغيرها من الأفكار المناسبة للحدث ...
وقد يكون السبب من الأهداف نفسها .. فقد يتحمس الفرد فيضع أهدافا كبيرة لايمكنه الانتهاء منها وفي بداية الإجازة ومع حماس البدايات ينطلق ويظن أنه قادر علىالاستمرار ولكنه وبعد مضي أسبوع أو أكثر أو أقل يبدأ بالشعور بعظم الأهداف وصعوبةتنفيذها .. وهذا عليه التخفيف من البداية من الأهداف ولا يضع ما لا يقدر عليه ..
ومن المهم مرة أخرى التعرف على أن الانتهاء من أهداف صغيرة خير للفردمن محاولة الوصول إلى أهداف كبيرة مع عدم الوصول لأسباب منها عدم القدرة .. لأنالنجاح في الوصول إلى الأهداف الصغيرة يدفع إلى الحرص على إنجاز أهداف أخرى أفضلوأكبر ويعطي دافعاً إضافياً لأعمال صالحة أخرى .
الثاني (وهوالوصول إلى الأهداف مع وجود فائض وقتي كبير من غير استغلال) : وهذا يعني أنالخلل في الخطة والأهداف .. فإن الأهداف الموضوعة هي أقل من قدرات الفرد ووقته .
ولذا ينبغي زيادة الأهداف مع تذكر أن الأهداف لا يلزم منها أن تكون كثيفةوثقيلة على نفس الفرد بل ينبغي الاعتدال ومحاولة وضع الأهداف بطريقة يستطيع فيهاالمرء الاستمرار .. (وقليل دائم خير من كثير منقطع) ..
فيمكن والحالة هذهزيادة الأهداف مما تحبه النفس من صلة أرحام أو سماع أشرطة أو زيارات خاصة بالدعوةالفردية أو قراءة بعض البحوث أو غيرها مما ينفع ولا تسأمه النفس فيؤثر على الأهدافالأساسية الموضوعة سابقا ، وكل أدرى بنفسه (والمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى) .
ونسأل الله أن يعيننا على تعلم التخطيط ووضع الأهداف والتعاون على البروالتقوى .. إنه سميع مجيب .