حائر خطبتها ولا أدري هل أحبهاأم لا !!

 
  • المستشير : sami
  • الرقم : 4904
  • المستشار : أ. منير بن فرحان الصالح
  • القسم : استشارات فقه الأسرة
  • عدد الزيارات : 10535

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد أنا شاب في 31 من العمر خطبت منذ سنة فتاة أكبرها بخمس سنوات ، هي طيبة وهي أخت صديقي وهي جميلة مثقفة واعية معتدلة التدين مثلي أنا . وهي خلوقة حنونة حلوة ومرحة بريئة من غير سذاجة جميلة الروح ورزينة في الوقت عينه وتحبني حبا جما وتحترمني واحترمها , مشكلتي إنني لا أستطيع أن أحبها وهذا ما يدفعني إلى التردد في إتمام الزواج وكوني إنسانا عاطفيا لا أستطيع تخيل نفسي في زواج مع امرأة لا أحبها, أحاول أن أدفع نفسي دفعا لكي أحبها لكنني لا أجد في نفسي شوقا إليها وكثيرا ما أشعر بعدم الارتياح في هذا الزواج ، وأخاف من مستقبل مجهول إن أنا أكملت زواجي معها , رغم أنني أحب أن أفرحها بالهدايا ولو كانت بسيطة وأحب أن أعتني بها عندما نلتقي ، علماً أنه يدور بيننا أحاديث فقط لا أكثر , أحب دلالها علي وأحبها كإنسانة وأرأف بمشاعرها وأحاول أن لا أحسسها بمشاعري وبقلقي وهواجسي حتى لا أدخلها معي في دوامة القلق إلا أنني أحسها تحس نوعا ما بذلك , عيوبها التي أعرفها صراحة قليلة لكنني سأذكرها على قدر ما أراها : 1 هي إنسانه مزاجية يتقلب مزاجها كثيرا وهذا ما اعترفت لي به منذ البداية من النوع الذي يغضب بسرعة ويعود بسرعة أجدها قلقة وغير قلقة مرحة ومسرورة أحيانا في اليوم ذاته ,,,مزاجها وقلقها يدخلني في دوامة قلق بخصوص مستقبلي معها وخاصة عندما يصير هناك أطفال ,,, علماً أنني لست من النوع القلق المتقلب الغضوب على العكس أنا شخص هادئ و يصفني أصحابي بأنني من النوع المتأني والذي يستوعب أكثر الناس ثقلا وغلاضة ويستحملهم إلا أنني في الزواج أجد الأمر مخيفا فهو رباط أبدي إضافة أنني كرجل اعتبر أن المرأة من لوازمها أن تكون الأكثر استيعابا لزوجها والأقدر على امتصاص غضبه و ليس العكس , كما أن وجود مشاعر الحب من عدمه يلعب دورا محوريا . 2 أحيانا أرى منها بعض الصرامة التي أجد نفسي انفر منها قليلا كوني شخصا لينا أحب اللين علما أن فيها اللين أيضا ولكنني أحس أحيانا أنها تحاول فرض رأيها ولو بطريقة طفولية . أنا كشخص أبحث عن حياة زوجية أجد فيها سكينتي وراحتي وليس لي قدرة على تحمل الكثير من الشجار والمتاعب وأرى السعادة أول وقودها الحب الذي يهون الصعاب ويعطي دافعا للتنازلات ويولد القدرة على الاحتواء وتقبل العيوب. لا أدري إن كنت حقا اشعر بالنفور في هذه العلاقة فأحيانا لا أجدها جميلة بالقدر الذي رأيتها عليه أول مرة وأحيانا تقول لي نفسي إنني أجد شيئا في نظرتها لا يعجبني حقيقة لا أدري . إحساسي حاليا أشعر أنني تعيس في هذه العلاقة وصار أمر الزواج هاجسا بالنسبة لي . أخاف أن أدخل الحياة الزوجية بهذا الإحساس وتفشل الأمور برمتها لأنه لا يوجد دافع قوي . أصبحت لا أستطيع النوم وأشعر بنوع من الهلع والخوف من إتمام الزيجة . أقول في نفسي ما الذي يجعلني أشعر هكذا وأنا أجد في الفتاة الكثير من الصفات الطيبة والجميلة , لعل لي ذنوبا تمنع القلب من الركون إليها أو أجدها نعمة قد أحرم نفسي منها . أحاول أن أحبها غير أن القلب يأبى ذلك . أبحث كثيرا في الأسباب ولا أجد شيئا واضحا سوى وساوس ومخاوف عن نظرتي لمستقبل هذه العلاقة . أفكر أن أصارحها بعدم وجود مشاعر اتجاهها ولكنني أخاف أن أحطمها , أخاف إن استمريت في العلاقة وتقدمت بها أكثر إلى الزواج ثم لا أجد الحب أن أتعس وأتعسها معي وأحطمها تحطيما أكبر بكثير لأنني لا أتصور حتى أن أجامعها في وجود هذه الأحاسيس لأنني أنظر إلى المعاشرة الزوجية إشباعا للعاطفة قبل الشهوة , أخاف إن استمريت أكثر شعرت بالنفور أكثر , أخاف إن تركتها أكون ضيعت نعمة من عند الله لم أعرف قدرها. حائر تماما فيما سأقرره وكل قرار يؤلم أكثر من الثاني , ترددي في اخذ قرار يسحقني ببطء , لا أفكر إلا في هذا الأمر ليلا ونهارا , لطالما اعتبرت الزواج بامرأة أحبها ملجئ الأول والأخير من ذنوب الشهوات حتى أغلق عني باب الشهوات إلى الأبد, تجري الرياح بما لا تشتهيه سفني . قرأت عدة استشارات في الانترنت تقول أن الحب إذا لم يولد في فترة الخطوبة فلن يأتي بعد الزواج , كما قرأت أن كثيرا من الزيجات التي تمت بهذه الطريقة إما فشلت أو يعيش أصحابها في تعاسة وبؤس .قرأت أيضا عن استشارات ظن أصحابها أن هذا الشعور من وساوس الشيطان إلا أنهم لم يتغير شيء في أحاسيسهم بعد الزواج وظلت على ما هي عليه ويفكرون جديا في الطلاق. كلما اقترب موعد الزواج ازدادت مخاوفي وهواجسي وأدعو الله أن يرأف بمثل حالي لعله يقلب قلبي نحو الفتاة , أحس بشلل وعدم قدرة على التقدم أو التأخر , لا املك طاقة معنوية لتجهيز البيت أو أمور الزواج , أحس بنوع من الاستنزاف المعنوي الذي يزداد كل يوم .

21-01-2016

الإجابة

 
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يختار لك خيرا ويكتب لك خيرا .. 
 
 أخي الكريم ..
 الأهم في بناء العلاقة الزوجية .. هي خطوة ( الاختيار ) ، والاختيار الحسن هو الذي تتوافر فيه معاني ( الرّضا ) والقبول العقلي والنفسي للطرف الآخر .
 وهذاالقبول لا يحدث هكذا فجأة إنما من خلال معطيات نفسية وفكرية عند الشاب وطريقة نظرته للحياة ، ووضوح رؤيته لما يريده لنفسه في مستقبل أيامه .
 
 أخي الكريم ..
 الحب .. لا يولد من خلال كلمات أو مواقف أو نظرة !
 الحب ( منحة ) من الله  ، ( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) [ الأنفال : 63 ] .
 وهذه المنحة تحدث حين نسير في خطوات الاختيار في ضوء معطيات واضحة بالنسبة لك في صفات ومواصفات الزوجة ، ثم النظرة .. فبعد هذا إمّا أن يحصل ما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( انظر إليها فإنه أحرى أن يُؤدم بينكما ) .. لاحظ قوله ( يُؤدم )  يعني يحصل هناك نوع من الارتياح والقبول النفسي لشريكة الحياة ببذل سبب محسوس وهو النّظر .
 فالنظر ( سبب ) لا أكثر .. والحب ( منحة ) تماماً كـ ( الرّزق ) أو هو ( رزق ) من الله .. يبذل الناس كل أسباب الرّزق لكن منهم من يوسّع الله له ، ومنهم من  يضيّق الله عليه ، والتضييق لا يعني اليأس أو التوقف عن العمل أو ترك الأسباب .
 
 لذلك أخي الكريم ..
 إذا كانت كل الأسباب أو أغلبها تؤكّد لك قيمة هذه الفتاة ، وأنها تعتبر فرصة ثم لا تجد في نفسك قبولاً ( وليس حباً ) .. فمن الأفضل أن لا تزيد من معاناتها ومعاناة نفسك في الاستمرار .
 وإن كنت تجد في نفسك قبولاً  أغلبيا لها .. فهي خير لك .
 لا تبحث عن ( الحب ) الآن ..
 فالله تعالى وصف العلاقة الزوجية بالسّكن .. وهذاالسّكن لا يتحقق بـ ( الحب ) إنما يتحقق بـ ( المودة والرحمة ) وهي خطوات عملية إجرائية بين الطرفين ما دام هناك قبولاً بينهما : ( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) [ الروم : 21 ] .
 ابحث عن الصفات والمواصفات التي تعتقد أن وجودها في شريكة حياتك ( شيء ضروري ) لاستمرار الحياة ولتحقيق ما تطمح إليه من الزّواج .
 لا تتوقع أن هناك أنثى مفصّلة لك على المزاج وعلى ما تتمناه بالتفصيل !
 لا تتوقع أن هناك أنثى يمكن أن تخرج من قاعدة ( العوج ) 
 لا تتوقع أن هناك أنثى لا عيب فيها !
 
 من الخطأ أن نتوقع أن دور الزوجة هو الاحتواء !
 إذن لماذا كانت العصمة بيد الرجل إن لم يكن هو الأقدر على الاحتواء ؟!
 لابد أن نتوقع أن الطرف الآخر يحتلف عنّأ تمام الاختلاف .. سواء الاختلاف الخلْقي وحتى الخُلُقي نظرا لطبيعة النشاة والتربية والثقافة الذي تربّآ عليها كل طرف عن الطرف الآخر .
 
 السعادة في الحياة الزوجية في ( المسؤوليّة ) والاستمتاع بهذه المسؤولية والانجاز فيها .
 فالسعادة ليست محطة للوصول .. إنما هي عمل وحركة مستمرة .
 
 النصيحة لك ..
 إذا كانت قد تمت النظرة والرؤية بينكما ، وعرفت صفاتها ومواصفاتها .. ثم لا تجد في نفسك ( قبولاً ) لها .. فلا تستمر .
 ولاحظ أقول لك ( قبولاً ) وليس ( حبّاً ) !
 ولا تحاول أن تنظر لعيوبها أو تبحث عن عيب فيها .. لأنك ستجد الكثير من العيوب !
 كما أنها هي لو نظرت إليك بعين ( ناقدة ) لوجدت فيك الكثير من العيوب !
 
 ينبغي أن تصحّح مفاهيم معينة عندك في النظر للحياة ، والمستقبل ، والعلاقة .
 وأكثر من الدّعاء مع الاستغفار ..
 فإذا قررت الاستمرر ( استخر ) ثم تمم ولا تتردد .
 وإذا قررت الانفصال ( استخر ) ثم تمم ولا تتردد .
 
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛ 

21-01-2016

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني