بسم الله الرحمن الرحيم أنا متزوجة.. وأحب زوجي كثيرا.. وهو إنسان محترم وملتزم بشرع الله.. يعاملني معامله طيبه جدا... ولكنه ضعيف الشخصية عند أخواته.. يخدمهم بكل ما يستطيع... وبدل ما يقابل بالشكر على ذلك.. يقابلونه بكرهي... وكره أولادي... والغيرة مني ومن أولادي... وحالتي النفسية تعبانه منه... ومن أخواته وتدخلهم في حياتنا. وأتناقش معه في هذا الموضوع ولكن ينتهي بخلاف... وقد مر على زوجنا... عشر سنوات.. ولي منه أربعة أولاد.. أرجو أن تفيدوني في أمري هذا. مع خالص الشكر
الأخت الكريمة: ......
أدام الله بينك وبين زوجك حياة الودّ والسعادة.
مشكلتك ليست قريبة من بيت الزوجية قرباً يؤثر عليها تأثيرا حقيقياً، والدليل على ذلك هذا العمر الذي بينكما وما أنعم الله به عليكما من الألفة والمودّة خلال هذا العمر المبارك وتوّج هذا الودّ بأربعة أبناء هم زينة الحياة وطعمها.
أختي الكريمة..
إن كانت مشكلتك مع طرف ثالث من أهل زوجك، فلا تلقي لمثل هذه المشاكل بالاً وخاصة مع زوجك، اجعلي كل همّك أن تبذلي ما تستطيعين لإسعاد زوجك ولأن تكون السعادة هي حياتكما. لا بأس أن تصارحي زوجك على سبيل المحاورة لا على سبيل التشكّي وأن هذه مصيبة المصائب، فإن رأيت منه إقبالاً للحل فاستمري معه بحكمة، أمّا إن لم تجدي منه إقبالاً -وهذا عادة ما يحصل من الزوج خاصة تجاه مشاكل أهله- فلا تشددي عليه في الطلب والتشكّي، بل حاولي أن تعيشي سعادتك وزوجك وأبنائك بعيدا عن هذه المشكلة.
ضعف الشخصية قد لا يكون حقيقيا في زوجك، بل هذا تفسيرك أنت لموقفه من أخواته، لكن هو لا ينظر لهذا الموقف أنه ضعف، ربما أنه يراه موقفا إيجابياً منه في سبيل أن يصبر على أخواته، ربما أن حياة أخواته ووضعهم في مجتمعهم يحتّم عليه أن يكون معهم ليّناً بهذه الصورة التي ترينها منه، وهذا لا يعني ضعفاً.
والمطلوب منك أن تعيني زوجك على خدمة أهله ووصلهم والبر بهم لا أن تنفريه من ذلك حتى ولو كانوا يقابلون الحسنة بالسيئة فإن البشر فيهم الكريم واللئيم فما حيلتك إلا الصبر، ومرّة جاء أحد الصحابة رضوان الله عليهم يشتكي أقاربه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأكرمهم فيشتمونني أفأقطع عنهم الصلة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: [إن كان كما ذكرت فكأنما تسفّهم الملّ] أي: بمعاملتك لهم بهذا الأدب والحسن كأنك تذرّ عليهم الرماد الحار، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
أختي الكريمة..
تقرّبي من أخوات زوجك بالبسمة والهدية والكلمة الصادقة اللطيفة، فإن الكلمة طيبة الصادقة لها أثرها في النفس. لا تشعريهم أنك خصماً لهم، بل أشعريهم بقربك ومودتك لهنّ وأدبك معهنّ وعوّدي أبناءك على هذا الأدب والخلق مع عماتهم.
والقضية بحاجة إلى صبر ومصابرة ودعاء ولجوء إلى الله، فإن الحريص على الخير لاشك سيجد بغيته.
أدام الله بينكما الحب والمودّة وبارك لكما في ذريتكما وأقر أعينكما بصلاحهم وهدايتهم.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني