انا متزوج لمدة ثلاث سنوات وعندي ابنة عمرها سنتين وعندي اهتمام بالحفاظ على تكوين الأسرة ولكن يطرأ علي كثيرا هاجس ان زوجتي ليست بختياري ولم ارها الا ليلة الملكة اذ عشت احباط لمدة ستة اشهر وتعبت كثيرا من اختيار الأم وبحكم العادات التقليدية البائدة التي لاتسمح للرجل بالنظرة في الخطبة ولاتراها الا ليلة الملكة ترجع بي الأيام واتعب كثيرا لما اشاهد زوجتي واذكر هذي الليلة اذ لم تناسبني لا من الشكل ولا من الكلام ولاحتى من الناحية النفسية اجد صعوبة في التوائم معها وكي لا اظلمها لم اجد منها مايتعبني من ناحية الخلق والتعامل والاخلاص في الحياة الزوجية ويتبادر في ذهني كثيرا فكرة الزوجية الثانية
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يحنّ، قلبك على زوجك وأن يجعلها قرّة عين لك .
أخي الكريم ..
ما دام وأن الأمر قد تمّ بينكما ، ورزقك الله منها زهرة تقرّ بها عينك فإنه ليس من المناسب أن تعود بذكرياتك إلى الوراء .
الحسرة على الماضي لن تغيّر من الماضي شيء ، لكنها تغيّر واقع من الاستقرار إلى التذبذب ، ومن السكون إلى التشتت والهمّ.
وفي هذا المقام أنصحك أن تستشعر بإيمان ويقين قول الله : " فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً "
لاحظ أن الله يقول ( خيراً ) وليس ( خيراً ) فقط ، بل ( خيراً كثيراً ) !
وإن من شهامة الرجل ومروءته أن لا يُظهر للزوجة نفوره منها أو عدم تقبّله لها ، إنما يحرص أشد الحرص على مراعاة مشاعرها فلا يجرخحها بنظرة أو كلمة .
وما تدري لعل الله يجعل من زوجتك هذه أفضل مربية لابنتك تنشّئها على طاعة الله وحبه وحبّ دينه .. فإن ( الأم ) مدرسة .
وما تدري كيف يكون حالك لو أنك اخترتِ غير هذه المرأة!
وإنّي حين أقول لك هذا الكلام فإنّي لا اثنيك عن أن تتزوج بأخرى !
لكن لا يكن قرارك مبنيّ على مل هذه الحاجة وهذا الشّعور . . لأنه ما يكاد أن تجد ممن تختارها خلقاً لم تألف عليه من زوجتك فيوشك أن تتركها أو تظلمها أو تظلم إحداهنّ .
إن كنت تجد في نفسك القدرة والاستطاعة الماديّة والنفسيّة والاجتماعيّ’ على أن تتزوّج بأخرى فاستخر الله في شأنك .
أمّا وإن كان الحال أن الزواج بأخر سيزيد من مسؤولياتك وقد يضطرّك إلى الميل وعدم العدل .. فالأولى بك أن تتأمّل بإيمان جوانب البركة والإشراق فيما وهبك الله من زوجة وبنيّة .
هناك قاعدة تقول : لا تُظن أن ما ليس معك أفضل ممّا معك !
كل شريك جديد بقدر ما فيه من المميزات والصفات الجميلة إلاّ أنه يحمل سلبيات وعيوب جديدة قد لا تكون في الشريك الأول .
حافظ على شريكة حياتك ..
واستثمر هذا الحال في أن تنجز بعض طموحك وأمورك . .
يذكر أحد الفضلاء أنه تزوّج من ابنة عمّ له ، ولم يحبها من أول ليلة اجتمع بها .
لكنه تذكّر قول الله ( فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كيراً ) فلم يؤذها بكلمة ولا نظرة ولم يُشعرها بما يشعر به تجاهها .. يقول فكان هذا الحال معيناً لي على أن أكتب الكتب ، ورزقني الله منها ذريّة صالحة تفرّإت هي لتربيتهم وتعليمهم بحكم أنني كنت أتخفّف من بعض الأمور التي تكون عادة بين الزّوجين المتحابّين .
وهكذا يقول رأيت في مستقبل الأيام معنى قوله ( خيراً كثيراً ) .
أسأل الله العظيم أن يجمّلها في عينك ويملأ بها قلبك حباً وحناناً .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني