السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا متزوج منذ 10 سنوات ولدي 4 أولاد مشكلتي أن زوجتي لا تحترم الآخرين وذلك بإطلاق الكلام الجارح سواء علي أنا أو أهلها أو أهلي وذلك لأتفه الأسباب, طبعا حصل بيننا أكثر من خلاف وطلقتها مرة وأرجعتها بعد تعهدها لي بالتزام احترامها للآخرين ولكن بعد فترة عادت إلى سابق عهدها وبشكل أكبر. مشكلة أخرى وهي عدم التزامها بضوابط لباس المرأة مثل لبس البنطال ولبس العدسات للمدرسة أوفي زياراتها, كذلك مشاويرها التي لا تنتهي وبشكل يومي فقد قالت لي غير السكن إلى أفضل منه وأنا اجلس في البيت وغيرت السكن إلى 5 نجوم ولكن نفس الشيء. لقد أصبحت حياتي كلها مشاكل حتى أثّرت على أولادي الأربعة بشكل سلبي فألجأ أحيانا إلى تجنب المشاكل من أجل الحفاظ على أولادي وللمعلومية فهي تترك الأولاد عندي في حال زعلها أو طلاقنا الأول. قبل 5 سنوات أكرمني الله بالهداية والالتزام وحاولت أن أغير من طريقتي أولا ومن ثم أحاول أن ارغب زوجتي في تعديل جوانبها السلبية حتى لدرجة أنني عملت تحليل نفسي لي ولها من اجل إيجاد نقاط الضعف وتغييرها(أظهر التحليل أنها من النوع الذي يحب السيطرة) وبينتها لها ولكن لم تأتي بنتيجة مع إنني الجأ إلى الله بالدعاء في كل صلاة كذلك لا تتقبل النصيحة بأي شكل من الأشكال علما بأنني درست كثيرا عن حسن التعامل مع الناس بحكم طبيعة عملي, جربت طريقه أخرى أن أشركها في أهداف مشتركة بيننا ولكن لا استجابة حيث أتضح أن تفكيرنا متناقض تماما بالرغم من تنازلاتي. الوضع الآن سيء ولا أقدر الاستمرار معها لقد أصابني مرض السكر بسببها هي تعتقد أنني على خطاْ وهي على صواب ولا تقدر رأي لقد أصبحت في عزلة من الأقارب والأهل لان الجميع يتجنبها هذا فيض من غيض أفكر في الطلاق ولا تهمني العواقب. أفيدوني جزاكم الله خير.
الأخ الكريم: صابر.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
زادك الله صبراً على صبرك.
زوجتك ككل زوجة فيها ما يعيبها وفيها ما يجمّلها ويزيّنها من الخَلق والخُلق. وهذه هي الفطرة التي جبل الله تعالى عليها المرأة، وأخبرنا عنها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بقوله: [لا يفرك -أي لا يبغض- مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر].
أخي الكريم..
أنت الآن تضخّم في نظرك وفي نفسك هذا الخلق من زوجتك، كيف أنك أخي لو نظرت إلى ما حسُن من أخلاقها وبدأت تنمي هذه الأخلاق الحسنة فيها وتدعمها، ومع هذه التنمية والدعم لا بأس أن تعرّج بالتنبيه على ما يسوءك فيها من أخلاق.
الحمد لله أن الله منّ عليك بنعمة الهداية التي هي فضل الله عليك، وهذه النعمة تحتاج منك إلى شكر، وشكر هذه النعمة أن تبذلها لغيرك وأحق الناس بها من هم حولك واقرب إليك كزوجتك وأبنائك وأهلك وأقاربك.
إن صبرك على خلق زوجتك وسعيك في أن تعدّل من خلقها وسلوكها من أعظم الوفاء الذي تجزي به زوجتك وأم ولدك.
ثم أخي الكريم..
أعط لنفسك شيئا من الثقة من غير تجبر ولا تكبر، بمعنى أن تكون لك شخصيتك في البيت عند زوجتك وأبنائك على أن لا تكون هذه الشخصية في ظلم أو تعدٍّ بل بالحق والإقناع وحسن الخلق والمعاشرة.
امنح زوجتك أيضا جميل حبك، واجعلها تشعر بهذا الحب.. من خلال: ابتسامتك، كلماتك، نظراتك، ثناؤك عليها وعلى الجميل من خلقها سواء أمام أهلك أو أهلها وحتى أمام أبنائك..
المقصود أن تشعر بأنك تمنحها ما يشبع عاطفتها وأنوثتها.. حينها ستكون طوعاً وحناناً.
أخي الكريم..
بالنسبة للبس البنطال والعدسات فإن الزوجة لها أن تلبس ما شاءت عند زوجها، فإنه يحل لها وله أن يتمتعان على أي حال إلا فيما منعه الوحي. أما لبس هذه الأمور أمام الآخرين كالأهل والضيوف وفي المناسبات فأنت هنا مقامك مقام الداعية المشفق لا مقام زوج متسلّط.. فانظر أولاً موقف أهل العلم من مثل هذه الأمور، فإن بعض الأمور قد لا يكون فيها بأس شرعاً فيكون إنكارك عليها لا معنى له، فإن ثبت لك حرمة الفعل بالدليل وبسؤال أهل العلم هنا:
اسلك معها سبيل الترغيب بأن تكون زوجة صالحة مطيعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأشعرها أنك إنما تنهاها عن قبيح القول والفعل إنما هو لأجلها ولأجل أنك تحبها لا لأنك أنت صاحب السيادة والكلمة!!!
في بعض الأحيان حين لا يجدي اللين فإن الحزم والصرامة قد تكون أحزم في مواقف كما قال الله تعالى:{وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً} (النساء: من الآية34) .
فانظر توجيه القرآن:
- الموعظة.. بالحكمة واللين والحرص والإشفاق.
فإن لم يكن منها استجابة أو تغيير فـ:
- الهجر في المضجع... على أن تكون موجودة في المضجع لا أن تذهب بها إلى بيت أهلها، بل الهجر أبلغ ما يكون حين تكون في بيتها وفي مضجعها.
فلعلها أن تستجيب فإن لم يكن فـ:
- الضرب.. وليس هو الضرب الذي نعرفه إنما هو ضرب غير مبرح لا يظهر أثراً في البدن ولا يقبّح وجهاً.
وهذا إنما يكون في عظائم الأمور لا في أمور من الطبيعي أن يقع فيها الخلاف والمشاكل.
ثم حل آخر: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً} (النساء:35) .
عسى ألله أن يؤلّف بينك وبين زوجتك على خير وأن يديم بينكما الحب والمودّة وأن يصلح لك زوجك وذريتك ويقر عينك بصلاحهم.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني