السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشكلتي مع زوجتي أنها كثيرة الشك بي وقد تكون غيرة ولكنها من النوع المذموم فليس هذا الوضع من النوع العادي الذي قد يعيشه بعض الأزواج كالسؤال عن (أين ذهبت ومن قابلت ولماذا تأخرت ومتى ستعود وتصفح رسائل جوال الزوج الصادرة والواردة وسؤاله مع من تكلم وما الأرقام الغريبة التي ظهرت في جواله ولماذا لم يرد عليها!!!). إن كل ما سبق أعتبره أنا من (الغيرة المحمودة أو التطفل والفضول أو الشك أو غير ذلك) وهي من الحالات الطبيعية لبعض الزوجات مع أزوجهن أما حالتي أنا فهي خاصة وغريبة جداً!! عندما ألمح بطريقة غير مباشرة (نظر الفجأة) امرأة هنا أو هناك في أحد القنوات أو في الشارع أو في أي مكان وتكون متبرجة (وجميلة في نظر زوجتي) تبدأ زوجتي مباشرة في برمجة صورة المرأة في ذهنها وتصبح هذه المرأة هي عقدة حياتنا!! فلو طلبت من زوجتي التزين ردت علي بأنها أفضل من تلك المرأة!! وإن قلت لها غيري من طريقة لباسك قالت لي: أنا كذا عاجبني!! وإن مدحتها وأثنيت عليها قالت: يعني أجمل من تلك المرأة التي رأيتها ؟؟!! وإن طلبت مني إجابة صريحة برأيي في ماكياجها وقلت لها: تقديري جيد بسبب أنك أكثرت من اللون الفلاني. قالت: أنا عارفة إنه ما يعجبك إلا نساء القنوات الفضائية!! وكأن لسان حالها يقول لي: أنا أستطيع أن أكون جميلة وفاتنة مثلهن ولكن نكاية بك لن أفعل فأنا راضية بوضعي!!! إن ما سبق هي الحالة الأولى أما الحالة الثانية فهي: عند تذهب زوجتي لأهلها فأوصلها وأعود للبيت أو أذهب لأصدقائي تكون هي في قلق دائم إن عدت للبيت!! فما أن تعود حتى يبدأ فيروس الشك بالعمل والنشاط فإن كنت مغتسلا سألتني بنبرة الشك والريبة: لم اغتسلت؟؟ هذه ليست عادتك؟؟ ولماذا تغتسل عندما بقيت وحدك في البيت؟؟ بل تتفقد ملابسي الداخلية بحثاً عن أي شيء يدينني!!! وإن لم أغتسل حتى أعود بها وأردت أن أغتسل لم أسلم من السؤال: لماذا تريد الاغتسال؟؟ ((أرجو ألا يفهمني أحد خطأ وأنني نادر الاغتسال فأنا أغتسل ولله الحمد بشكل دائم ونظيف وهندامي وهيئتي)) فإن جئت في الليل في نفس اليوم الذي خلوت فيه بالبيت وطلبت منها أمراً نظرت إلي نظرة المستريبة بل قد صارحتني مرة وقالت: لعلك فعلت أمراً في غيابي دعاك للتقرب مني الآن!!! وإن طلبت منها شكلاً معيناً في الوطء ردت علي بقولها أين شاهدت ذلك؟؟؟ ويزداد الأمر ألماً نفسياً عندما قالت لي في أحد المرات: أنا واثقة تماماً أنك عندما تقضي وطرك فإنك تتخيل واحدة أخرى غيري في ذهنك!!!! والله قد مللت حياتي معها بهذه الأفكار والشكوك فإن سلكت معها طريق الحلال اُتهمت أنني شاهدت أو نظرت وإن آثرت ولم أفعل قالت أنت مستغن بما في ذهنك وقد احترت في أمري معها فماذا أفعل ؟؟!!! للعلم فإنني والله لست مدمناً للأفلام الجنسية ولا الصور الجنسية ولست شاباً مراهقاً أو رجلاً شهوانياً بل ولله الحمد والمنة إنسان ملتزم أخاف الله وأرجو رحمته ورضاه سلكت طريق العفاف وأب لطفل واحد. أفـَعـَليّ تثريب أو لوم إن أحببت من زوجتي ما أعف به نفسي؟؟ أليس من حقي أن تظهر لي جمالها ومفاتنها؟؟ أم أن الزينة والماكياج والمفاتن والجنس قد استأثر بها أهل البغي والفجور وحرمت على الصالحين والصالحات!!!
الأخ الفاضل / أبا سليمان
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
اسأل الله العظيم أن يبعدك وزوجك من الريب والسوء وأن يزين الإيمان في قلبيكما..
أخي الكريم...
كم هو جميل منك أن تنظر إلى بعض أخلاق النساء بالنظرة التي تراعي طبيعة ما جُبلت عليه النساء من العِوجْ!!
وإني سائلك أيها الكريم: هل تشعر من زوجتك أنها تحبك، ولذلك هي كثيرة الشكوك حرصاً عليك؟!
أو ترى أنها إنما تفعل ذلك من أجل أن تكسب ورقة (إدانة) تُخبّئها لك لوقتٍ تلوّح لك بها لتكسب عليك جولة في حياتكما الزوجية؟!
أعتقد - والعلم عند الله - أن غالب شكوك النساء مع أزواجهم إنما يدفعهم إليها:
هو شعور الحب الذي خالطه الخوف على الحبيب!!
ليس بالضرورة أن يكون هذا التصرّف صحيّا صحيحاً..!!
لكن هو تصرف واقعي إذا كان له مقدماته.
فمن مقدماته:
1 - تعرّضك لمواطن الريب.
ومواطن الريب مثل (إدخال القنوات إلى البيت - مخالطة النساء - التساهل في غض البصر في الأسواق - التأخّر عن البيت بشكل في وقت غير معتاد -...)
وغير ذلك من التصرفات والأحوال التي ربما يقع فيها الزوج فيثير عند زوجته الريبة والشك!!
2 - كثرة ذكر (النساء) أو تهديد الزوجة بـ (الزوجة الثانية) في حال غضب أو حتى على سبيل المزاح!!!
3 - التساهل في الانفتاح مع الزوجة في تحديثها بكل موقف حصل لك (سواء كان اتصالاً أو حادثة أو غير ذلك) حتى ولو كانت مواقف أيام الصبا والشباب!
4 - الكبت الزوجي، بأن يشنّع الزوج على زوجته كلما سألته في خروجه ودخوله الأمر الذي يشكّل عندها دافع للوسواس والشك.
5 - الصمت الزوجي وعدم وجود جوّ هادئ من الحوار الزوجي المليء بعبارات الحب والودّ.
6 - ربما أنك لا تراعي طبيعة زوجتك من كونها (شكّاكة) فتعرّض نفسك لما يثيرها ويستفزّها تعمّداً.
7 - البرود العاطفي بينكما فلا تمنحها من عواطفك وعباراتك وبسماتك وطيب كلامك.
هذه جملة من الأسباب التي ربما تقع فيها أنت فتكون مدعاة لإثارة الريبة والشك عند زوجتك.
وهناك أسباب من جهة الزوجة تجعلها (شكّاكة) من ذلك:
1 - المعاناة من الوسواس النفسي (القهري).
2 - ربما أن المرأة تكون قرأت قصة أو رأت مسلسلاً يحكي قصة خيانة فتشكّل ذلك في مخيّلتها فصنع فيها (الشك).
3 - مجالس النساء أيضاً تشكّل عقليّة المرأة وربما أشعلت في الزوجة هذه النار (نار الشك).
4 - ضعف التربية الإيمانية عند الزوجة الذي يجعل منها وسيلة سهلة للشيطان يتخذها من هذا الباب.
وغير ذلك من الأسباب.
وصيتي لك أيها الفاضل:
- أن لا تعرّض نفسك لمواطن الريبة، وقد أشرت لك آنفاً بعض هذه المواطن التي ينبغي عليك التحرّز منها.
- لا تهدد زوجتك ولا تمازحها بالزواج من غيرها!!
- كن متزناً في كشف أوراقك الخاصة مع زوجتك، وأعني بأوراقك الخاصة (مواقفك قبل الزواج، مكالماتك، أصدقاؤك.. حتى بعد الزواج) وغير ذلك.
فمن الخلل أن تكون منفرطاً معها في مصارحتها بكل شأنك ثم تكبت عنها هذه المصارحة، ومن الخلل أيضاً أن تكبت عنها فلا تصارحها أو تحدث معها بشكل متزن.
- فعّل جانب الحوار الزوجي بينك وبين زوجتك (صارحها بالحب، ابتسم في وجهها، خذ لها هدية بين حين وآخر، جدد وابتكر لها في التغيير حتى في علاقتك معها على الفراش ولا تطلب منها التغيير بل ليكن التغيير من عندك ابتداءً وغير ذلك من الوسائل التي تفعّل جانب الحوار الزوجي وتعمّق أثر المحبة بينكما.
- اخرج مع زوجتك بين فترة وأخرى في رحلة بعيدة عن الناس تأنس بها وتأنس بك.
- احرص دائماً على تجنّب المجمعات العامة التي يختلط فيها الرجال بالنساء كالأسواق مثلاً، وليكن خروجك لمثل هذه المجمّعات خروجاً متزناً.
- احرص يا أخي على أن تظهر سلوكيات الإيمان على ظاهرك من إقامة الفرائض وحسن الصلة بالله وحسن الخلق وكثرة الاستغفار والصدقة.
- امدح زوجتك وأثنِ عليها، واجعل للثناء مدخلاً: كالثناء على جودة طعامها أو على ترتيب البيت، أو على تهيئة المكان، أو على عنايتها بطفلك.. اجعل ذلك مدخلاً للثناء عليها حتى ينصرف ذهنها عن تخيّل فتاة القنوات!!
فهي تشعر أنها وفتاة القناة يشتركون في الطبيعة الخَلقية, لكن فتاة القناة لا تشترك معها في ترتيب البيت والعناية بالطفل وغير ذلك.
المقصود أن تجعل بين يدي ثنائك عليها مدخلاً يجعلها تشعر بالخصوصية.
- إذا غبت عن زوجتك فأشعرها بقربك منها (برسالة جوال، أو اتصال هاتفي تسأل عنها وتصارحها بأنك تحبها).
- احذر من أن تكبت جماح أسئلتها بالزجر والتوبيخ، وكن حكيماً في تحوير أسئلتها بطريقة لبقة (إمّا بالتجاهل عن الجواب أو إشغالها بقبلة أو نظرة حانية أو عناق دافئ عندما تحتدّ في أسئلتها...)
- إن كنت تشعر أن حالة زوجتك بلغت حالة مرضيّة فلا باس أن تصارحها بأن هذه الشكوك قد تهدم الحب بينكما، وحاول أن تقنعها بضرورة مراجعة عيادة طب الأسرة.
أسأل الله العظيم أن يبارك لك في حياتك مع زوجك وأن يقر عينك وعينها بما يرضيكما.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني