السلام عليكم, أنا مغربي أقيم بمكة و زوجتي باسبانيا طلبت مني الطلاق لكذبة بسيطة كذبتها عليها متعمدا لئلا تتوسع المشاكل بيننا كما صرح العلماء بذلك لئلا يؤدي إلى شر لكنها ألحت علي فصارحتها بعد أن وعدتني أن تصرف النظر عن الموضوع فنعتتني بالمخادع والكذاب وطلبت الانفصال مع العلم أني حاولت جاهدا إيضاح سبب كذبي أو إخفائي الموضوع عنها ووعظتها لكن لا جدوى لا تزال مصرة هذه المرة لأنها طلبته من قبل لأتفه الأسباب فكنت انجح في إقناعها أرشدونا مأجورين إلى الحل مع العلم أني طالب من طلاب العلم بمكة ومرب رياضي أيضا, وما حملني على هذا إلا أني أخاف أن أتسرع أنا الآخر واظلمها رغم أني لا اقصر معها في شيء وأسعى لجمع الشمل معها لكنها غالبا ما تقسو في كلامها لكني أَلين لها بالكلام تورعا وخوفا من الله لكن غريزتي الرجولية لا تحتمل هذا. فماذا افعل وهل هناك من يصلح بيننا؟
الأخ .......
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
وهنيئاً لك إقامتك في أرض الله المحرمة المقدسة..
أخي الكريم..
الكذب على الزوجة إنما هو مقصود في أضيق الحالات، و ليحقق مصلحة أعظم من مفسدته، لكن إن كان لا يحقق المصلحة فهو مفسدة في حدّ ذاته.
ويخطئ بعض الأزواج حين يتخذ الكذب ذريعة لإخفاء ما يريد عن زوجته ويتعوّد على ذلك حتى تشعر زوجته بذلك فيتولّد بداخلها هاجس المخادعة والكذب والمراوغة فلا تكاد تصدقه في أي أمر من أمره.
ولذلك أخي الكريم .. إنما يراد بالكذب هنا التلميح والتعريض والتورية التي بها مندوحة عن الكذب الصريح.
وإن من الخطأ أن تكذب على زوجتك ثم بعد ذلك تصارحها بحقيقة الأمر!! لأن ذلك يثير شكوكها وريبتها.. حتى لو عاهدتك فإن الشيطان حريص على التفريق بين المؤمنين.
أخي الكريم....
إن مما يُعظم مشكلتك البعد الجسدي بينك وبين زوجتك والغربة التي تعيشها أنت وهي، ولذلك تقلّ حظوظ الثقة بينكما بحكم هذا البعد، وهنا فإني أوصيك إمّا أن ترجع إلى أهلك وتعيش بجوارهم وتصبر وإيّاهم على ضيق العيش أو سعته أو تنظر في أمر إحضارهم معك إلى حيث إقامتك.
إن لغة الحب بين الزوجين لغة حيّة، يميتها برود المشاعر وعدم حصول التفاعل بين الطرفين، ولعل غياب هذه اللغة بينكما له أثر كبير في نشوب الخلافات والمشاكل بينكما.
لغة الحب ليست كلمات تقال!!
إنما هو جسد يتفاعل بكل حواسه ليعبّر عن هذا الحب..
فكيف تتم بينكما هذه اللغة وأنتما بعيدين عن بعضكما.؟!
فأهم ما يمكن أن يكون وسيلة رئيسية في تقليل الخلاف بينكما هو القرب وعدم الغربة.
بالنسبة لقسوتها في الكلام ربما أن له سبب منطقي من تصرفك معها واكتشافها لعدم صراحتك معها هي ربما تسميه مراوغة مخادعة (هكذا على طبيعة المرأة في الحكم على الأشياء) وأنت ما أردت إلا المصلحة، لذلك أخي خاطبها بلغة جميلة حتى لو قست في كلامها وصارحها بأن قسوتها في كلامها يؤثر على الحب بينكما وأعلمها أنك حريص عليها وأن ما وقع منك إنما كان حرصا عليها.
أفهم زوجتك أن (الطلاق) شعيرة عظيمة من شعائر الله وحق هذه الشعيرة التعظيم والتقديس ومن تعظيمها عدم طلب الطلاق لغير سبب شرعي فإنه قد جاء في الحديث: عنْ ثَوْبَانَ، قال: قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ سأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاَقاً في غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَام عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ».
بيّن لزوجتك عظِم الحياة الزوجية وسمو غاياتها من تحقيق الستر والعفاف والذرية الصالحة وتحقيق العبودية لله بهذه الشعيرة العظيمة فكثير من الأزواج والزوجات إنما يلجئون إلى الطلاق حين تغيب عنهم قيمة هذه الحياة الزوجية وحقيقتها. لكن حين يكون الزوجان على بيّنة من هذه القيم والأهداف والغايات السامية من الزواج فإن لغة الطلاق تندثر بينهما أو تكاد!
فإن رأيت - أخي - أن الأمر ربما لا يستقيم فعليك بوصية القرآن: "وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفّق الله بينهما"
كما أوصيك أخي بكثرة اللجأ إلى الله ودعائه والانطراح بين يديه وكثرة الاستغفار.
عسى الله أن يقر عينك وزوجك بما يرضيكما ويسعدكما.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني