عزيزي ناصح أنا عروس مقبلة على الزواج في عيد الأضحى القادم إن شاء الله و أنا اعمل من 8 صباحا و حتى 6 مساء وعملي مرهق ويأخذ معظم وقتي وأريد أن اعرف كيف أوازن بين عملي وواجباتي تجاه زوجي و بيتي بعد زوجي ولا اشعر زوجي بأي نقص و لا اقصر في أي شيء من مأكل ونظافة ووجودي حين يرغب في حقه الشرعي...الخ. أرجوك أن تساعدني فانا أريد أن أكون الزوجة التي يرضاها الله ويسعد بها زوجها وقد تكون هناك أشياء إذا قمت بها وصلت لذلك وجزاك الله الخير
الأخت الكريمة .......
أسأل الله الكريم أن يبارك لك وعليك وأن يجمع بينك وزوجك على خير.
جميل جدّاً أن تفكّر الفتاة وتسعى إلى ابتكار الطرق والأساليب التي تعينها على القيام بحقوق الزوجية على وجه مرضيّ يضمن لها تحقيق الاستقرار في بيتها.
أختي الفاضلة..
قضية عمل المرأة خارج بيتها قضية حسّاسة جدّاً خاصة في مثل مجتمعاتنا الإسلامية التي تسعى إلى حفظ المرأة وصيانتها من أن تعرّض نفسها إلى أن تقوم بأمر ليس هو من طبيعتها ولا من قوتها أن تقوم به على وجه من الكمال.
ولذلك أختي الفاضلة..
عمل المرأة في الإسلام إنما هو قائم مقام الضرورة بحيث إذا كان من الضرورة في مثل هذا الحال والمقام أن يكون هناك امرأة عاملة أو لأجل سدّ ضيقة عيش أو نحو ذلك من الضرورات التي تجعل خروج المرأة من بيتها للعمل خروجاً إيجابياً عملياً يحقق توازناً ذاتياً وتوازناً اجتماعياً في شئون الحياة.
أما وإن المرأة قد وجدت من يسدّ عنها هذا الجانب، ويكفيها مئونة قد تكون مسؤولية فوق مسؤولية بيتها فهذا الأفضل في حقها أن تتفرغ لعمل بيتها، فإن المرأة ملكة في بيتها بين مسؤوليات زوجها ومسؤوليات أبنائها ومسؤوليات ذاتها النفسية والفكرية والاجتماعية، وبقدر ما تستقرّ الزوجة في بيتها بقدر ما يتحقق لها ولزوجها الاستقرار النفسي والاجتماعي، وبقدر خروج المرأة من بيتها بقدر ما تقل حظوظ الاستقرار الأسري بين الزوجين، إذ أن المرأة العاملة خارج بيتها لابد وأن يحصل منها تقصيراً ملموساً في جانب حق بيتها وزوجها، ومهما طال صبر الزوج على هذا التقصير وإغضائه الطرف عن ذلك فإنه في مستقبل الأيام ربما يضطره الحال إلى أن يبحث عن بديل يستقر معه استقرارا كاملاً، إذ أن الزوجة التي تقسّم وقتها بين زوجها وبين غيره - (العمل) - ليست بأحب إلى الرجل من الزوجة التي تمنح كل وقتها لزوجها!!
ولذلك أختي الفاضلة..
وصيتي لك إن كان الحال ميسور فأوصيك بالقناعة والرضا والتفرّغ لبيتك ومسؤوليات زوجك إذ أن الحياة الزوجية ليست لقاء ليلياً أو لقاء على طاولة الطعام بقدر ما هي حياة تفاعلية في كل جوانب الحياة وهي حياة بناء للمستقبل وليست حياة لقضاء الوطر!!
فإن كان ولابد من العمل فإني أقول لك لابد وأن يحصل منك تقصير لكن حاولي أن تسدّي هذه الثغرة بحسن التبعّل وحسن الخلق مع زوجك وحسن حفظه في غيبته وفي مقر عملك واحترام الرابطة الوثيقة بينكما وعدم الإكثار من الخروج من المنزل في غير أوقات العمل إلاّ مع زوجك في نزهة أو رحلة أو زيارة.
المقصود أختي الفاضلة أن تحاولي قدر المستطاع سدّ هذه الثغرة من جهة الإشباع العاطفي والاهتمام الحسّي بزوجك.
أسأل الله العظيم أن يبارك لك وأن يرزقك وزوجك حياة زوجية سعيدة في ظل طاعة الرحمن.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني