السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته أنا فتاة كنت مخطوبة من شاب عرفه بي أخي عندما كان سيتقدم لخطبتي رفضت هذه الفكرة في البداية ثم بإلحاح أخي من أمي بأن تقبل و إجباره عليا بالقبول كان علي فقط بأن ألجأ إلى الله عز وجل- لأنني كنت خائفة- ودعوته بأن يهديني إلى الطريق التي فيها الخير وصليت صلاة الاستخارة فأحسست بعدها بأن أحدا يأتي ويتكلم ويخبرني اقبلي بهذا الشاب و فعلا قبلت و تمت الخطوبة بقراءة الفاتحة وكم فرحت لهذا الزواج وخاصة والداي و كنت كلما أصلي أدعو الله بأن يبارك في زواجي هذا. وبعدها طلب مني رقم هاتف عملي فأرسلته له وبعده كان يهاتفني ويأت إلى مقر عملي ليأخذني لنفطر سويا وفي بعض الأحيان كان يحضر إلى البيت ليأخذني لنخرج معا بينما كانت أمي ترفض هذه الفكرة أي كثرة اللقاءات ولكن كنت أنا التي أهاتفه. كان لا يسأل عني حتى أهاتفه أنا ثم بمرور الأيام أصبحت أحبه وفعلا أحببته نهائيا و قد قمت بشراء كل لوازم العرس بقي فقط تحديد التاريخ وبعدها بأيام حضر إلى بيتنا هو و أمه و لم يخبرني فكنت أنا في العمل ثم بحوالي شهرين تقريبا أخبر أخي بأنه سيفسخ هذه الخطبة وفعلا تم فسخها لكن المشكل من يومها أصبحت فتاة أخرى دائما أبكي عندما أذهب إلى فراشي. حزينة في العمل كرهت عملي وبيتنا و العالم بأسره أصبحت لا أطيق نفسي وأحس بأن صدري يضيق وخاصة إذا نظرت إلى الصور فقد لاحظ زملائي في العمل تغيري المفاجئ وإنني لم اخبر أحدا عن فسخ هذه الخطبة. أنا في دوامة من أمري رغم أنني أصلي وإنني أ دعوا الله دائما بأن يهديني.
الأخت الفاضلة.....
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وخلفك خيرا وعسى أن تكرهي شيئا وهو خير لك. وواصلي الدعاء والعبادة فهي ربح في الدنيا والآخرة.
وأنبهك إلى أنه إذا كان مرادك بالخطوبة وقراءة الفاتحة عقد النكاح فإن خروجك وجلوسك معه لا حرج فيه لأنه زوجك. وإن كانت فقط خطوبة دون عقد النكاح فلا ينبغي للفتاة أن تتحدث أو تختلط بالرجال إلا وفق الضوابط الشرعية وحسب الحاجة.
وبالنسبة للتصوير فإن النبي صلى الله عليه وسلم حذر كثيرا من التصوير أو تعليق الصور والتعلق بها. والعلماء المعاصرون لهم تفصيل في أنواع التصوير المعاصر ما هو محرم وما ليس محرم. ولذا ينبغي للمؤمن والمؤمنة اتقاء الشبهات وحفظ دينه والبعد عن التصوير إلا لحاجة.
واملئي قلبك بمحبة الله ومحبة رسوله وثقي برزق الله وتوفيقه وما قدره الله فسيكون.
واقرئي قوله تعالى"وقرن في بيوتكن....." من سورة الأحزاب وتفسير الإمام القرطبي لها 14\178 قوله تعالى: (وقلن قولا معروفا) (الأحزاب 33) قال ابن عباس: أمرهن بالمعروف والنهي عن المنكر والمرأة تندب إذا خاطبت الأجانب وكذا المحرمات عليها بالمصاهرة إلى الغلظة في القول من غير رفع صوت فإن المرأة مأمورة بخفض الكلام وعلى الجملة فالقول المعروف: هو الصواب الذي لا تنكره الشريعة ولا النفوس قوله تعالى: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) فيه أربع مسائل: الأولى قوله تعالى: (وقرن) قرأ الجمهور وقرن بكسر القاف وقرأ عاصم ونافع بفتحها فأما القراءة الأولى فتحتمل وجهين: أحدهما أن يكون من الوقار تقول: وقر يقر وقارا أي سكن والأمر قر وللنساء قرن مثل عدن وزن والوجه الثاني وهو قول المبرد أن يكون من القرار تقول: قررت بالمكان (بفتح الراء) أقرأ والأصل أقرن بكسر الراء فحذفت الراء الأولى تخفيفا كما قالوا في ظللت: ظلت ومسست: مست ونقلوا حركتها إلى القاف واستغنى عن ألف الوصل لتحرك القاف قال أبو علي: بل على أن أبدلت الراء ياء كراهة التضعيف كما أبدلت في قيراط ودينار ويصير للياء حركة الحرف المبدل منه فالتقدير: إقيرن ثم تلقى حركة الياء على القاف كراهة تحرك الياء بالكسر فتسقط الياء لاجتماع الساكنين وتسقط همزة الوصل لتحرك ما بعدها فيصير قرن وأما قراءة أهل المدينة وعاصم فعلى لغة العرب: قررت في المكان إذا أقمت فيه (بكسر الراء) أقر (بفتح القاف) من باب حمد يحمد وهي لغة أهل الحجاز ذكرها أبو عبيد في الغريب المصنف عن الكسائي وهو ما حذفت الراء الأولى لثقل التضعيف وألقيت حركتها على القاف فتقول: قرن قال الفراء: هو كما تقول: أحست صاحبك أي هل أحسست وقال أبو عثمان المازني: قررت به عينا (بالكسر لا غير) من قرة العين ولا يجوز قررت في المكان (بالكسر) وإنما هو قررت (بفتح الراء) وما أنكره من هذا لا يقدح في القراءة إذا ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيستدل بما ثبت عنه من القراءة على صحة اللغة وذهب أبو حاتم أيضا أن قرن لا مذهب له في كلام العرب قال النحاس: وأما قول أبي حاتم: لا مذهب له فقد خولف فيه وفيه مذهبان: أحدهما ما حكاه الكسائي والآخر ما سمعت علي بن سليمان يقول قال: وهو من قررت به عينا أقر والمعنى: واقررن به عينا في بيوتكن وهو وجه حسن إلا أن الحديث يدل على أنه من الأول كما روي أن عمارا قال لعائشة رضي الله عنها: إن الله قد أمرك أن تقري في منزلك فقالت: يا أبا اليقظان ما زلت قوالا بالحق ! فقال: الحمد لله الذي جعلني كذلك على لسانك وقرأ ابن أبي عبلة واقررن بألف وصل وراءين الأولى مكسورة.
الثانية معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت وإن كان الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن والإنكفاف على الخروج منها إلا لضرورة على ما تقدم في غير موضع فأمر الله تعالى نساء النبي صلى الله عليه وسلم بملازمة بيوتهن وخاطبهن بذلك تشريفا لهن ونهاهن عن التبرج وأعلم أنه فعل الجاهلية الأولى فقال: (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) وقد تقدم معنى التبرج في النور وحقيقته إظهار ما ستره أحسن وهو مأخوذ من السعة يقال: في أسنانه برج إذا كانت متفرقة قاله المبرد واختلف الناس في الجاهلية الأولى فقيل: هي الزمن الذي ولد فيه إبراهيم عليه السلام كانت المرأة تلبس الدرع من اللؤلؤ فتمشي وسط الطريق تعرض نفسها على الرجال وقال الحكم بن عيينة: مابين آدم ونوح عن أجل مشايخه وذكرها الزجاج وغيره والأصل إقررن. وهي ثمانمائة سنة وحكيت لهم سير ذميمة. وقال ابن عباس: مابين نوح وإدريس. الكلبي: مابين نوح وإبراهيم قيل: إن المرأة كانت تلبس الدرع من اللؤلؤ غير مخيط الجانبين وتلبس الثياب الرقاق ولا تواري بدنها. وقالت فرقة: مابين موسى وعيسى الشعبي: مابين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم أبو العالية: هي زمان داود وسليمان كان فيه للمرأة قميص من الدر غير مخيط الجانبين وقال أبو العباس المبرد: والجاهلية الأولى كما تقول الجاهلية الجهلاء قال: وكان النساء في الجاهلية الجهلاء يظهرون ما يقبح إظهاره حتى كانت المرأة تجلس مع زوجها وخلها فينفرد خلها بما فوق الإزار إلى الأعلى وينفرد زوجها بما دون الإزار إلى الأسفل وربما سأل أحدهما صاحبه البدل وقال مجاهد: كان النساء يتمشين بين الرجال فذلك التبرج قال ابن عطية: والذي يظهر عندي أنه أشار للجاهلية التي لحقنها فأمرن بالنقلة عن سيرتهن فيها وهي ما كان قبل الشرع من سيرة الكفرة لأنهم كانوا لا غيرة عندهم وكان أمر النساء دون حجاب وجعلها أولى بالنسبة إلى ما كن عليه وليس المعنى أن ثم جاهلية أخرى وقد أوقع اسم الجاهلية على تلك المدة التي قبل الإسلام فقالوا: جاهلي في الشعراء وقال ابن عباس في البخاري: سمعت أبي في الجاهلية يقول إلى غير هذا قلت: وهذا قول حسن ويعترض بأن العرب كانت أهل تقشف وضنك في الغالب وأن التنعم وإظهار الزينة إنما جرى في ألأزمان السابقة وهي المراد بالجاهلية الأولى وأن المقصود من الآية مخالفة من قبلهن من المشية على تغنج وتكسير وإظهار المحاسن للرجال إلى غير ذلك مما لا يجوز شرعا وذلك يشمل الأقوال كلها ويعمها فيلزمن البيوت فإن مست الحاجة إلى الخروج فليكن على تبدل وتستر تام والله الموفق الثالثة ذكر الثعلبي وغيره: أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا قرأت هذه الآية تبكي حتى تبل خمارها وذكر أن سودة قيل لها: لم لا تحجين ولا تعتمرين كما يفعل أخواتك فقالت: قد حججت واعتمرت وأمرني الله أن أقر في بيتي قال الراوي: فو الله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت جنازتها رضوان الله عليها ! قال ابن العربي: لقد دخلت نيفا على ألف قرية فما رأيت نساء أصون عيالا ولا أعف نساء من نساء نابلس التي رمي فيها الخليل صلى الله عليه وسلم بالنار فإني أقمت فيها فما رأيت امرأة في طريق نهارا إلا يوم الجمعة فإنهن يخرجن إليها حتى يمتلئ المسجد منهن فإذا قضيت الصلاة وانقلبن إلى منازلهن لم تقع عيني على واحدة منهن إلى الجمعة الأخرى وقد رأيت بالمسجد الأقصى عفائف ما خرجن من معتكفهن حتى استشهدن فيه..........]
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني