بسم الله الرحمن الرحيم..الحمدلله والصلاةوالسلام على نبي الله المصطفى..وعلى آله وصحبه أجمعين/وبعد أنافتاةأبلغ من العمر24عاماخريجة معهدالدراسات القرآنية..معلمةكتاب الله في إحدى الحلقات بمكة..خطبني شاب متواضع ولكنه يدخن فوافقت عليه بعد استخارة قبل تسعةأشهر..وهذاالشاب يعيش مع والده منذسنتين بعدأن قضى 32عامامع والدته وزوج أمه..انفصلت والدته عن والده منذأن كان عمره سنة وبعدبلوغه من العمر18 عاما أخذه والده من أمه وأرسله لعمه ليعمل في العسكرية وعاش هناك 7أعوام ثم أجبره والده على دفع كامل راتبه لوالده بحجة أن والده يدخره له فرفض بشدة فاشتكى والده للمدير وعلى إثرذلك الخلافات ترك العمل فعاد إلى أمه ثم منحت له قطعة أرض سكنية فاستولى والده على أرضه..وقبل عامين ذهب إليه أحد اخوانه من أبيه وأقنعه على العيش برفقة والده فوافق ثم دخل بيت والده وسكن مع أخيه..وفي أثناءذلك كانت زوجة أبيه تبث سموم المشاكل بينه وبين والده فصبر على كل مايحصل بسبب زوجةوالده..وفي أحدالأيام حصلت بينه وبين أحدإخوانه من أبيه مشكلة وكان أخوه المذنب فدافع والده عن أخيه وعيره بأمه المطلقة وتلفظ بعبارات السب والشتم..فلم يردعلى أبيه وخرج من غرفته وسكن بسطح المنزل مقابل أن يد فع لوالده حساب الكهرباء وهو الآن يعيش عللى هذه الحالة..ولم يجمع مالا لدفع المهر وهويرغب بالزواج مني ويطلب من والدي الإمهال علما أنه عندخطوبته أخبروالدي وأخبرني أنه يحتاج سنةأو أكثرليعدل من أوضاعه فوافقت ووافق والدي..والآن حينمارأى والدي أنه غير متمكن للزواج يريدان رفضه..وهو لايعلم بذلك..أما أن أنتظرحتى تنتهي فترة الإمهال ويقضي الله في أمري؟؟مارأيك ياسعادة الدكتور ساعدني جزاك الله خيرا..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يختار لك ما فيه خيرك وصلاحك . . .
أخيّة . .
هنيئا لك أن منّ الله عليك وأكرمك بحفظ كتابه ويسّر لك تعليمه . . فهنيئا لك البشارة بقوله صلى الله عليه وسلم : " خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه "
أخيّة . .
قرار الزواج هو من أهم وأخطر القرارات في حياتنا . . لأنه قرار نقطة الارتكاز .
فالحياة المستقبليّة ( بين الزوجين ) ترتكز عند هذه النطقة . .
وهنا تلمّسي حرص الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم عليك وعلى كل فتاة مسلمة حين أوصاك بقوله : " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخُلقه فزوّجوه إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " .
فالأهم عند قرار الاختيار أن يكون منطلقا من هذه المعطيات والمؤشّرات :
- حسن التديّن . ويُعلم بحسن حفاظه على شعائر الدين الظاهرة والتي أهمها الصلاة .
- حسن الخُلق . ويُدرك بحسن خُلقه مع أقرب الناس إليه ( والديه ) ثم قرابته وجيرانه ، وببعده عن المنكرات الظاهرة كالإدمان وسوء الخُلق مع الناس . .
بعد هذه المعطيات تبقى الاعتبارات الأخرى ويُنظر لها بنظر الموازنة بين المصالح والمفاسد ، ومحاولة استشراف المستقبل من خلال مقدمات الواقع . .
التدخين من العادات الاجتماعية ( المذمومة ) . . والتدخين يعطينا مؤشّر - ولو بسيط - على أن صاحبه ضعيف الإرادة . . لأن ترك التدخين يعتمد على قوّة إرادة الشخص . . وضعفه عند هواه ورغباته .
عموما . . الارتباط بزوج غير مدخن خير وأفضل . . لأن مشكلة التدخين ليست مشكلة ( ذاتية ) إنما هي مشكلة متعدية قد تتعدى إلى الزوجة والأبناء ، وقد يؤثّر ذلك صحيّاً وتربوياً على الأبناء الذين هم من أعظم مقاصد النكاح . . .
كون أنه يعاني من مشاكل أسريّة . . فهذا شأنه .
لكن يبقى شأنك أن لا تعلٌّقي قلبك وعاطفتك به ما دام أنه ليس بينكما أي ارتباط شرعي . .
وما دام أنك استخرتِ الله عزّ وجل فثقي أن الله يختار لك ما فيه خيرك ونفعك . .
وأنتِ قد دعوت في صلاتك " غن كان في هذا الأمر خير لي .. فيسره لي ، وغن كان في هذاالأمر شرٌ لي فاصرفه عني واصرفني عنه "
وهذا ما ينبغي أن تلاحظيه بعد الاستخارة .. تلاحظي ( اليسر ) أو ( الصرف ) . .
لا تحاولي أن ترتبطي به عاطفياً أو تتبعي عاطفتك متأثّرة بمشاكله وحاله الذي قد يثير فيك روح ( الرحمة ) .
لا تعطوه وعداً بالانتظار . .
ولا تعطي نفسك خياراً واحداً . .
افتحي لنفسك الخيارات . . فقد يسخّر الله لك من هو خير وأفضل . .
والله هو الذي يتولّى عباده . . وبقدر ما نرحم الآخرين ونشعر بمشالكلهم وحاجتهم إلاّ أنه ينبغي أن نُدرك أننا لا نملك لهم من الله شيء فإن الله أرحم بهم وهو الذي قدّر عليهم ذلك . .
المقصود أخيّة . .
أن لا ترتبطي به عاطفيا ..
لا تعطوه وعداً بالانتظار . .
افتحي لنفسك الخيارات . .
وأكثري من سؤال الله أن يسخّر لك من يكون عوناً لك على الطاعة والخير . .
أسأل الله العظيم أن يوفقك ويسترك .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني