مشكلتي أني أترك الصلاة بين كل فترة وفترة، أنا تعبانه ولست مرتاحة وأحس بالذنب ولكن أقسم أن هذا الشيء ليس بيدي. أرجو المساعدة والنصيحة، عمري 28 سنة متزوجة منذ 6 سنوات وهذه أول مرة أراسل أنا تعبانه من هذه المشكلة. ليس لدي أولاد لكن أدرس الآن, أرجوك ساعدني أنا أعاني من هذه المشكلة. شكراً جزيلاً.
الأخت الفاضلة /...
أسأل الله العظيم أن يطهر قلبك وأن يشرح بالإيمان صدرك وأن يُذهب عنك ما أهمّك..
سعادة المسلمة وأنسها وراحتها إنما يكون بصلاح قلبها وسعادته، وصلاح القلب وسعادته إنما تكون بالله ومن الله، وبقدر ما يكون الله عظيماً في قلب الإنسان بقدر ما يكون هذا الإنسان أكثر سعادة وارتياحاً لأن الله عظيمٌ في قلبه وإذا صار الله تعالى في قلب المسلم عظيماً عظّم هذا الإنسان شعائر الله وصار يًسابق إلى مرضاة ربه.
وهكذا ضمن الله تعالى لكل أحد أن يعيش:
- بلا هم.
- ولا خوف.
- ولا ضلال.
- وبلا شقاء.
كل هذه الضمانات ضمنها الله تعالى لعبده حين يتبع هداه، وهدى الله تعالى هو الإسلام بكل شرائعه هو القرآن وما حواه من دين ومنهج قال الله تعالى: {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} وقال: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى} وقد تكفّل الله تعالى لمن كان هذا حاله بالحياة الطيبة في الدنيا والآخرة فقال: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وفي المقابل من أعرض عن هدى الله أو قصّر فيه أو خالف أو ترك فإنه يصيبه من التعب والنصب والضيق والشقاء بقدر الخلل الذي يقع فيه قال الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}, وأعظم ذكر لله عز وجل يكون بالصلاة فهي الصلة بينه وبين الله، فهل تظنين أن من يقطع هذه الصلة بينه وبين الله يعيش في راحة من أمره؟!
جميل منك أنك تشعرين بمكان الخلل وبسبب هذا الألم، هذا وقد عرفتِ فاجتهدي في أن تقيمي صلاتك لله عز وجل طائعة راضية مختارة وجاهدي نفسك على ذلك، ولأجل أن الصلاة حياة للقلب وأنس له وراحة للفؤاد جاءت الشريعة بالحضّ عليها وإقامتها حتى وإن نسيها الإنسان أو نام عنها فلا يتركها وإنما يصليها إذا ذكرها، قال صلى الله عليه وسلم: "من نام عن صلاة أو نسيها فليصلّها إذا ذكرها" كل هذا حرصاً على سلامة هذا القلب وحرصاً على دوام الصلة بالله، فإن الذي قدّر عليك هذا التعب والضيق هو الله بسبب تهاونك في أمر الصلاة، وهو جل وتعالى القادر على أن يشرح صدرك وأن يرزقك الطمأنينة والهدوء فالجئي إليه وعودي إليه فإنه السبيل إلى السعادة.
قد بحث أناس عن السعادة في مال وفي جاه وفي منصب وفي مكانة وفي شهرة فلم يجدوها إلاّ في الأنس بالله والصلة به.
وحتى تكوني أكثر قوّة في مجاهدة نفسك:
- اهتمي بأمر الصلاة حتى مع زوجك واجعليه يشاركك هذا الهمّ بإيقاظه للصلوات وأن تطلبي منه أن يعينك على ذلك.
- رتّبي وقت سهرك وعملك وشغلك ليتوافق مع أوقات الصلاة، واجعلي الصلاة هي اهتمامك ولا تجعليها من ضمن اهتماماتك.
- اقرئي كثيراً عن الصلاة واسمعي عنها في بعض الأشرطة المسجلة كشريط الشيخ محمد حسين يعقوب (لماذا لا تصلي) وانصحي غيرك من النساء بالصلاة ودوامي على هذا التناصح معهم سواء مع جيرانك أو مع زميلات دراستك.
- لا تفرّطي في أي فرض من الفرائض وإن حصل منك سهو أو نوم فاقضي الصلاة حينما تتذكرين ذلك حتى لو كان بعد يوم أو يومين المقصود وقت ما تتذكرين صلاة لم تصليها فاقضيها وقت ذكرها.
- اجعلي لنفسك حظّاً من النوافل (ركعتين قبل الفجر وركعتين قبل الظهر وبعدها، وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء) وداومي ما استطعت على ثلاث ركعات (وترا) قبل نومك.
- أكثري من التوبة والاستغفار والدعاء فإن الله عز وجل يحب أن يسمع نداءك ومناجاتك وهو الذي قال: "أدعوني أستجب لكم".
أسأل الله العظيم أن يطهر قلبك وأن يردّك إليه ردّاً جميلاً..
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني