الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يهدي قلبك ، ويصلح لك زوجك ، ويديم بينكماالودّ والرحمة .
أخيّة . .
حين تحصل مشكلة ما في العلاقةالزوجية بين الزوجين ، فمن خطوات الحل هو تتّبع الخط الزّمني للمشكلة !
بمعنى كيف حصلت هذه المشكلة !
السؤال ..
قبل أن تفتحي جوال زوجك ، هل كان عندك مشكلة في الحب مع زوجك ؟!
هل كان زوجك مقصّر معك في الحب لدرجة أنه كان يشكّل تقصيره بالنسبة لك مشكلة !
من خلال رسالتك .. فهمت أن علاقتك بزوجك وعلاقته معك جدّاً راقية قبل ( فتحك لجواله ) !
إذن نأتي الآن متى حدثت المشكلة ؟!
المشكلة حدثت : عندما فتحت جواله ..!
السؤال هنا : ماالذي تسبّب لك في هذا الألم ؟!
فتحك لجواله ؟
أو معرفتك بالمحادثة التي وقعت بين يديك ؟!
أعتقد أن التسلسل الواقعي : أن فتح الجوال هو الذي فتح لك باب المشكلة !
إذن الحل : هو تجاوز هذاالسبب وعدم تكراره .
أما وإن الأمر الآن قد حصل ، وحصل عندك نوع من انكسار النفس .. هنا دعينا نعالج الموضوع ( بواقعيّة ) لا بمثاليّة .
قبل أن تفتحي جوال زوجك .. هل كنتِ تنظرين لزوجك على أنه ( إنسان ) أو تنظرين له على أنه ( من الملائكة ) التي لا ينبغي عليهم الخطأ ؟!
إن كنتِ تنظرين لزوجك على أنه ( إنسان ) فالإنسان خلقه الله من ضعف وخلقه ضعيفاً ، وخلقه كما أخبر النبي صلىالله عليه وسلم ( مفتّنٌ توّاب ) يعني مبتلى بالفتن في هذه الحياة ويمكن أن يقع منه الوقوع في الفتنة .
حين تنظري لزوجك من خلال هذه الدائرة وفي ها الإطار ، ستدركين أن وقوع زوجك في هذاالخطأ أمرٌ لن يكون صادماً بقدر ما هو مؤلم .
الفرق بين الصدمة والألم ..
أننا حين نشعر بالصدمة ، فالصدمة تقوّي مشاعر الإحباط في نفوسنا ، وذلك لأننا كنا نتوقع شيء وحصل شيء آخر ..
لأن توقّعنا كان مغرق في المثالية ، والذي حصل كان هو الواقع .
لكن الألم لا يُشعرنا بالصدمة بقدر ما يشعرنا بالمسؤولية تجاه من نحب .
لذلك أخيّة ..
انظري لزوجك من خلال ( بشريّته ) هذا ليس معناه أن تنظري له بأنه يعاكس أو يشاهد أو يفعل الموبقات ، إنما يعني أن زوجك فيما يظهر من أخلاقه أنه رجل كريم وطيب وخلوق ، فتعاملي مع ما يظهر لك من صفاته المحمودة والتي تسعدك وتسعده ، ولا تبالغي في توقّع المثاليّة منه ، كما لا تعرضي على بالك أصلاً فكرة هل يفعل كذا أو لا يفعل !
ما وقع بين يديك في جوال زوجك ( خطأ ) قد يقع من أي زوج .
لا تضخّمي نظرتك للخطأ فتفقدي ثقتك بنفسك ، ولا تضعي نفسك في مقام المقارنة بينك وبين الخطأ الذي وقع فيه .
خطأه هو المسؤول عنه وليس أنتِ ..
بعض الزوجات حين تقع يدها على مشكلة كهذه أول مايتبادر إلى ذهنها سؤال : وأنا ما قصرت معاه في شي !
وهذاالسؤال : انهزامي .
ويدل على ضعف في الشخصية ..
أن يخطئ زوجك ليس معناه أنه يفضّل الخطأ عليك .
الخطأ نزوة شيطانية ، والشيطان يزيّن الخطيئة للمؤمن ..
ولو كانت المسألة كما تنظر لهاالزوجة من خلال ( وأنا ايش قصّرت معاه ) لكان اختراها عليك .. لكنه اختارك للحلال والمباح ، وتلك كانت للنزوة لا أكثر !
فلا تضعي نفسك فيمحل المقارنة بينك وبين خطأه . حتى لا تفقدين الثقة بنفسك .
النصيحة لك الآن ..
أن تتجاهلي الموقف كأن لم يكن .
أن تحرصي مرة أخرى على أن لا تفتحي جوال زوجك مهما يكن .
أن تثقي بما يظهر لك منه من الحب والاهتمام والرعاية ، وتتجاوبي مع ذلك وتستمتعي بذلك لأن هذا حقك .. فمن العقل أن لا تفوّتي على نفسك المتعة والاستمتاع بأخلاق زوجك لمجرد أنه أخطأ .
لابد أن تعرفي أن فعل زوجك خطأ وهو مسؤول عنه وليس أنتِ .
احرصي في مجالس النّساء أن لا تكثروا من مثل هذاالكلام الذي يفسد قلوب الزوجات على أزواجهنّ .
تأكّدي تماماً أن زوجك يحبك ويريدك ، ولا يزال بجانبك .. فلا تتصرفي بطريقة تقرّبه من الخطأ أكثر وتُبعده عن الحلال أكثر .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛ ؛
03-08-2017