الإجابة
ووعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يختار لك خيرا ويكتب لك خيرا ..
ياابنتي ..
أهم خطوة في مشروع الزواج هي خطوة ( الاختيار ) لأنها تعتبر هي المركز الرائيسي لمشروع الاستقرار في الحياة الزوجية .
لذلك من الخطأ التساهل في هذهالخطوة أو التعامل مع هذه المرحلة بنوع مناللامبالاة أو المثالية أو الاهمال .
من المهم جداً أن تُدركي أن من سمات الاختيار الصحيح :
1 - الشعور بالرّضا تجاه الخاطب .
وهو شعور نفسي ينتج من منظومة الارتياح العقلي للخاطب من خلال صفاته ومواصفاته ، ومن الارتياح النفسي للخاطب من النظر إليه والجلوس والكلام معه .
والرّضا هنا ليس معناه الشعور بالانجذاب الكامل والرّضا الكامل بقدر ما هو القبول والقدرة علىالتقبّل للطرف الآخر بكل مميزاته وعيوبه .
2 - لا يمكن للشاب أو للفتاة أن يجد كل منهماالشريك الذي يناسبه تماماً 100 % كما رسم له في مخيّلته ..
النّاس يختلفون ، ولا يوجد اثنان يتفقون في كل شيء !
لذلك العبرة في الاختيار الصحيح هي بما يغلب على صفاته واوصافه ، مع اعتبار أنه كما أن له ميزات فإن فيه عيوب ..
3 - لا تدخلي حياتك الجديدة بدافع الهروب من حياة سابقة !
إذا كنتِ كما قلت بينك وبين طرف آخر علاقة حب .. فإمّا أن تتمّي العلاقة الأولى بالمواجهة وإخراجها لدائرة الضوء والمسؤولية .. أو تتناسيها تماماً .
4 - من جمالية الزواج أنه علاقة ( تكاملية ) بين الطرفين .. لا يوجد شيء اسمه أناانتظر منه المشورة .. انتِ تشيرين على زوجك وتوجهينه وهو يشير عليك ويوجهك متى ما كان ذلك هو واجب اللحظة .
أم سلمة رضي الله عنها أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية ، وهو النبي المؤيّد بالوحي .
فمسألة التوجيه بين الزوجين مسألة تكامل بالدرجة الأولى وليست مسألة تفاضل .
ياابنتي ..
كوني صريحة مع نفسك ..
هل أنت تجدين في نفسك القبول لخاطبك ..
وتجدين في نفسك القدرة على تقبّل ميزاته وعيوبه ؟!
لا تدخلي حياتك وأنت في مخيّلتك أن الزوج لابد أن يكون كاملاً مكمّلاً من كل ناحية ، أو تدخلي الزواج وفي بالك أن مسؤوليات الزوج أعظم من مسؤوليات الزوجة ..
بل الحياة بين الطرفين تكاملية .. والمسؤولية مشتركة .. وإنجاح هذه العلاقة بين الطرفين هي مسؤولية الطرفين وليست مسؤولية طرف عن طرف مهما يكن .
فحين يقصّر طرف في إنجاح العلاقة .. فعلى الطرف الآخر أن يكمّل هذاالتقصير قدر المستطاع وهكذا ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛ ؛
14-09-2016