الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يهدي قلب زوجك ، وأن يديم بينكما حياة الودّ والرحمة .
أخيّة ..
لو سمحت لي مباشرة دعيني أتكلم معك أولاً في التفاصيل ، تقولين أنه كان يقول في محادثاته ( أنه يحبها أكثر من حبه لك ) !
لو سمحتِ لي هنا أن أسألك : هل زوجك اختار صاحبة المحادثة زوجة له أم اختارك أنتِ زوجة له وأمّاً لأولاده ؟!
ما معنى أن يختارك أنتِ زوجة ، ويجعلها هي مجرّد محادثة يفرّغ فيها نزوته ؟!
هل يعني أنه يحبها ولا يحبك ؟!
إذن لماذا لم يختر قربها والزواج بها ؟!
أخيّة ..
هذا الكلام يقوله صاحب النزوة من إملاء نزوته لا أكثر ، هو لا يعني هذاالكلام بحذافيره إنما يريد إشباع نزوته لا أكثر !
لذلك هنا .. لا تعيشي هذه التفاصيل على أنها شيء حقيقي ، إنما هي أوهام يعيشها زوجك ليشبع غريزته بالوهم فقط !
وإلاّ فالحقيقة أنه يحبك ، وقد اختارك أنتِ من بين كل البنات لتكوني زوجة له .
طبعاً هذاالكلام لا أقوله لك لأبرر له تصرفه ، فقط أردت أن أفكك شكلتك بحيث تركّزي على الجانب الأهم في المشكلة وليس الجانب الذي لا يشكّل إلاّ الوهم فقط !
أخيّة . .
محادثة الرجل للنساء والتباسط معهم ، والتلاعب بمشاعرهم ، والتمادي في النزوة تضرب الرجل في مروءته وأخلاقه ، بل وتُنقص من إيمانه وتثقّل موازين سيئاته ما لم يعاجل نفسه بالتوبة النصوح أو يعفو الله عنه .
هذاالأمر نتفق عليه جميعاً ، وأنصح به كل رجل أن يحمي دينه ومروءته واخلاقه من أن يمرّغ كل ذلك في وحل المعصية لأجل نزوة لن يجد من لذّتها بقدر ما يجد من مذلّتها في نفسه وحياته .
أخيّة ..
أريدك أن تعيشي متعتك بزوجك بكل تفاصيلها مع زوجك ، وأن تعتبري هذاالسلوك منه مجرد ( مرض ) ويحتاج إلى معالجة !
ولا تتعاملي مع خطأه بالتضخيم الذي يُفقدك لذّة المتعة في الصفات الايجابية الموجودة في زوجك ، واللذّة المباحة المتاحة لك معه .. فلا تحرمي نفسك ذلك .
فالمعالجة والحل لأي خطأ لا يعني أن نتاجهل الجوانب الإيجابية ، أو أن نحرم أنفسنا من اللذّة والمتعة المتاحة لأجل خطأ !
النصيحة لك :
1 - الخطوة الأهم : أن تجاولي قدر المستطاع أن تفككي فكرة الريبة والشك تجاه زوجك ، وأن تتعاملي مع زوجك بالواقع الذي يظهر لك به معك .
فما دام أنه يظهر حبك والحرص عليك ويهتم لأمرك وأمر حياتكما في غالب شأنه فعيشي هذاالواقع .
لأن المطلوبمنك هو أن تعيشي الواقع وليس أن تتجاوزي حاجز الواقع إلى المخبوء .
2 - أن تستري عيب زوجك حتى عن نفسك ، فلا تحاولي أبداً أن تكتشفي المخبوء !
لا تسألي سؤال الريبة والشك !
لا تفتحي جواله !
لا تسترسلي مع الوهم حين يخرج أو يدخل .
هي المسألة ليست مسألة ( سذاجة ) بقدر ماهي مسألة إراحة الضمير من أن يقتحم الموقف الذي يسبب له الألم .
ولو سألتك : أي الموقفين كان أشد ألماً على نفسك :
- حين كنتِ تشكّين أن زوجك يكلّم غيرك .
- أو حين اكتشفت ذلك يقيناً وقرأت المحادثة التي بينه وبين الطرف الآخر ؟!
أعتقد الموقف الثاني كان أشد ألماً ..
لذلك احرصي على أن تستري عيب زوجك حتى عن عين نفسك ..
ليس هناك إنسان بلا خطأ !
3 - كخطوة ثالثة في الحل ، هي خطوة الإصلاح والمعالجة، وذلك يكون بـ :
أ / أن تحسني التبعّل لزوجك ، وتحسني الاجتذاب وصناعة الاغراء له .
ب / أن تحرصي بين فترة وأخرى ، على رفع مستوى الإيمان عنده وعندك من خلال :
- الاهتمام بالصلاة أولاً .
- أن تهتمي أن يكون بينك وبينه جلسة لقراءة القرآن بشكل يومي ولو لمدة ربع ساعة قبل النوم .
- أن تراسليه بين فترة وأخرى بمقولات ومقاطع مؤثرة تتحدّث عن اليوم الآخر ورحمةالله ومراقبته ونحو ذلك .
- أم تكثري له ولنفسك من الدّعاء .
بمثل هذه الخطوات مع حسن الظن بالله ، والاستمرار عليها ، وحسن التبعّل له والبُعد عن إشعاره بالريبة أو المراقبة ..
ستشعرين أنك تستمتعين بحياتك ، وفي نفس الوقت ستجدين أثر ذلك على زوجك .
لكن ..
لا تتعجّلي ..
واستمتعي بكل ما يمكنك وما هو متاح لك في حياتك مع زوجك .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
15-11-2015