الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يشرح صدورنا للإيمان وأن يزينه في قلوبنا وأن يكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان وأن يجعلنا من الرّاشدين .
أخيّة ..
نشكر لك غيرتك وحرصك ونصحك بارك الله فيك واسعدك وكفاك شرّ ما أهمّك .
التساهل في التواصل بين الجنسين .. من المشكلات التي عمّـ بسبب هذه الطفرة الاتصالية والتواصلية عبر التقنية الحديثة والهواتف الذكيّة ..
فكما أن هذه الوسائل الذكيّة يسّرت سبل الخير وفتحت الأفق لكل مريد للخير إلاّ أنه ومع ذلك فقد انتصب على جنباتها أبواب للشر مرخاة عليها السُّتر ، فكان الشأن كما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : ضرب اللهُ مثلًا صراطًا مستقيمًا وعن جنبَيِ الصِّراطِ سُوران فيهما أبوابٌ مفتوحةٌ وعلى الأبوابِ سُتورٌ مُرخاةٌ وعند رأسِ الصِّراطِ يقولُ استقيموا على الصِّراطِ ولا تعوَجُّوا وفوق ذلك داعٍ يدعو كلَّما همَّ عبدٌ أن يفتحَ شيئًا من تلك الأبوابِ قال ويحَك لا تفتَحْه فإنَّك إن تفتَحْه تلِجْه ثمَّ فسَّره فأخبر أنَّ الصِّراطَ هو القرآنُ والدَّاعي من فوقه هو واعظُ اللهِ في قلبِ كلِّ مؤمنٍ .
وقد تظافرت وتوافرت نصائح الناصحين في التنبيه والتوجيه ، سيما فيما يتعلّق بهذه الظاهرة ..
التساهل في التواصل بين الجنسين ..
ولم يبق في الأمر إلاّ أن يكون للمرء رادع من ذاته ..
رادع من مراقبة الله تعالى في سرّه وخلوته ...
وأن لا يقحم المرء نفسه المهالك وهو يعلم أنها مهلكة له ، وقد قال الله : ( بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) [ القيامة : 14 ] .
فكم من شخص فتح على نفسه الباب من حيث يظن أنه يحسن ، فيقع في المحظور من العلاقات والتواصل المحرم والذي ينشا عنه إفساد القلوب وإفساد البيوت ، ويكون سببا في نشر وإشاعة الفاحشة بين الناس ..
والنصيحة هنا لا تتجه أولاً للمنشغلين بمواجهة الناس والتواصل معهم ..
إنما هي متجهة للأصل .. ( الأبوين ) ..
أن يحرص أشد ما يحرصون في تنشئة أبنائهم على معنى المراقبة وقيمها ، وتعزيز هذه المناعة فيهم من الصّغر ..
فالاستدراك يبدأ من هنا ..
ثم هي نصيحة لكل من ابتلاه الله باسخدام هذه التقنية أو التعامل معها : أن يختار لنفسه في تواصله مع الآخرين ما يرضاه على نفسه وعلى أهل بيته ، وان يتجنّب ما لا يرضاه على نفسه ولا على أهل بيته .
وأن يجعل الله تعالى في نظره وسمعه ومشاعره ..
وأن ينمّي هذه القيمة في نفسه ويجاهد نفسه عليها ..
ثم ليقطع !
وليستدرك ، فليس عيباً أن يستدرك المرء على نفسه ، ويصحّح المسار ، بل العيب هو في الإيغال مع الإهمال والغفلة مع الإصرار ..
نسأل الله العظيم أن يصلح القلوب . ويردّنا إليه ردّا جميلا .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
30-09-2015