الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يكتب لك خيرا ، ويختار لك خيرا ..
ياابنتي ..
أهم ما في الزواج هو صناعة قرار الاختيار ..
اختيار شريك الحياة .. تكاد تكون هي النقطة الأساس لبناء الحياة الزوجيّة .
ولذلك .. عند هذه العتبة لا يحسن التعجّل أو الاندفاع خلف الميول الشعوري والعاطفي تجاه الخاطب أو المخطوبة لكلا الطرفين .
ومن الخطأ أن نتعامل مع الحدث بطريقة : يمكن في المستقبل يتغيّر !
إنما ينبغي التعامل مع الحدث كما هو الواقع .. لا كما هو المأمور ، وينبغي أن يُصاغ القرار على الواقع لا على المتوقع والمأمول .
ياابنتي ..
الحب منحة من الله .. قال الله تعالى : ( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) [ الأنفال : 63 ] .
نعم هناك سبب لتنمية الحب وتحفيزه ، لكن حين نبذل أسباب الحب ثم لا يجد الانسان ميلاً للطرف الآخر ، فلربما هذه خيرة من الله .
لذلك تعاملي مع الموقف على أنه خيرة من الله ، ولعل الله يريد لك نصيباً آخر .
وما تجدينه في نفسك من الحب أو الميل تجاهه شيء طبيعي ، وأحيانا الانسان قد يحب شيئا لكن الله لا ييسر له ما يحب لأن الله يعلم أن عاقبة المر ليست في صالح العبد .
قال الله تعالى : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) [ البقرة : 216 ] .
فتأمّلي قوله : ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) .
النصيحة لك ..
أن تتكلمي معه بكل وضوح وهدوء ..
افهمي منه ماذا يريد هو الآن .؟
هل يناسبه الاستمرار وهو على هذا الحال ؟!
ثم انظري نفسك ..
هل يناسبك الحال الاستمرار وهو على هذه الحال ؟!
لا تنظري للأمر على أنه ربما يتغيّر .. نعم هذااحتمال .
لكن قرري قرارك على الواقع لا على الاحتمال .
استخيري الله بصدق وأكثري من الدّعاء ..
ثم اتفقي معه على قرار مشترك بينك وبينه .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
01-09-2015