أريد في البداية أن أشكركم و أطرح عليكم مشكلتي التي أتمنى أن ترشدوني فيها. أنا سيدة متزوجة منذ عام و نصف بدون أولاد ساكنة في منزل مستقل عن أهل زوجي. مشكلتي أن أهل زوجي كلما أذهب لزيارتهم يقابلونني بتصرفات غير لائقة لدرجة أني كرهت الذهاب إليهم فهم لا يحترمونني و يسمعونني كلام يجرحني (أم زوجي و أخواته البنات) و زوجي يعلم بما يحصل لكنه لا يحرك ساكنا و يقول لي تجاهليهم. لكن للصبر حدود خصوصا إذا كان ظلم. زوجي لا يبخل على أهله بشيء و أي واحد يحتاج شيئا يجد زوجي معه و أنا و الله شاهد على كلامي عمري ما تدخلت في علاقته بأهله رغم أنهم تجاوزوا الحدود في طلباتهم و لا أحد يفكر بمستقبله. ولو أذكر لكم كل مايفعله زوجي معهم سوف يطول الحديث و مع كل هذا عندما أذهب لهم يرمونني بكلمات جارحة كأن يقولون بأني أحرش زوجي ضدهم و أشياء أخرى لا أعرف حتى من أين يأتون بها و أنا و الله العظيم عمري ما تدخلت فيهم و لا فعلت شيئا مما يقولون. و إضافة لهذا أم زوجي تريد التحكم فيا عن طريق إبنها و أنا لا أريد تدخلها في حياتي لأني لا أسكن معها. كما أن بناتها يحرضونها ضد نساء أولادها و أنا لا أنكر عليكم أني لا أخالطهم كثيرا منذ أن قدمت عندهم لأني سمعت عنهم أنهم قاموا بمشاكل مع زوجة أخيهم التي كانت تسكن عندهم حتى أخرجوها من منزلهم و حتى زوجة أخيهم الأخرى التي لم تسكن معهم فقد كانوا يعاملونها معاملة سيئة حتى أصبحت لا تزورهم بتاتا. إضافة إلى أنهم لا يصلون و لا يخافون الله في أقوالهم و أفعالهم تخيلوا أين وصلت دناءتهم، عندما حملت زوجة أخ زوجي التي لا تزورهم اتهموها بالزنا و بأن ولدها ليس من إبنهم و هذا كله بسبب غيرتهم لأن الله لم يرزق أخوات زوجي بالأولاد و ليست هي الوحيدة المتهمة بهذا الشيء الفظيع لذلك أنا أتجنبهم كثيرا. المهم مع كل هذا واصلت الذهاب لزيارتهم و كل مرة أقول أنهم سوف يتغيرون مع أن إحدى أخواته قاطعتني بدون سبب و لا تأتي حتى تسلم عليا و أنا أقول في نفسي هي لا تهمني المهم عندي أني أقوم بواجبي إلى أن حدثت مشكلة اكتشفت من خلالها أن أم زوجي حرضت زوجها ضدي و شوهت صورتي أمام الجميع و هذا كله لكي تبعد اللوم على بناتها و هناك لم أحتمل فأنا طول حياتي لم يأتي أحد و قال فيا كلمة سيئة فالحمد لله الكل يحترمني و يقدرني. فقررت أن أقطع علاقتي بهم و لا أذهب لزيارتهم لأني كما يقولون لا أعني لهم شيء و دخلت أنا و زوجي في مشاكل كادت أن تنهي زواجنا بسببهم إلى أن رضي زوجي بالأمر الواقع لكنه أخذ عني نظرة أني أنا السيئة و معاملته لي تغيرت كثيرا فقد أصبح قليل الاهتمام و كل ما أريد فعله يأتي ضدي فيه ...إلخ من الأشياء المضرة بالعلاقة الزوجية. أنا و الله لا أريد أن ينتهي زواجي بسببهم و لا أريد خسارة زوجي و رغم أن عنده مشكل في الإنجاب فأنا صابرة معه و راضية بما قدره لي الله و أنا معه في السراء و الضراء. لكن أهله لم أستطع أن أتحملهم فما قولكم في مشكلتي. و معذرة على الإطالة.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يكفيك شرّ ما أهمّك وان يسخّرك للخير ويسخّر لك الخير . .
أخيّة . .
غيرة أهل الزوج من الزوجة شيء وارد ، سيما وأنك تذكرين أن لزوجك مع اهله معاملة خاصة من حيث القيام على شأنهم وتلبية احتاجاتهم . .
هم الواقع ربما يشعرون أن وجودك قد يُفقدهم هذا الاهتمام ( والأنثى ) عموماً تخاف دائماً من أن تفقد الاهتمام . .
وحين أقول لك أن هذه الغيرة من أهل الزوج أمر وارد فلا أعني أنه تصرف صحيح إنما أعني أن تُدركي سبب هذا الأمر وتتأقلمي معه بدون تشنّج أو تفسيرات خاطئة للموقف .
لذلك من الأهميّة بمكان أن لاتربطي بين ما يكون من أهل زوجك و ( زوجك ) ..
موقف زوجك سيكون أشد حساسيّة وحرجا .. فهو يقف بينك وبينهم .. هو لا يريد أن يخسرك كما أنه في نفس الوقت لا يريد أن يخسر أهله . .
ولذلك ينبغي عليك أن تكوني متفهّمة لموقف زوجك ، وما دام أنه يُشعرك بأنه يُدرك واقع تصرف أهله معك ، فكل ما عليك فقط أن تحفّزي فيه ( الحكمة ) أن تساعديه على أن يكون حكيماً متزناً في مواقفه .
- أشعريه باهتمامك بأهله .. اسأليه عنهم .. حفّزيه للبر بوالدته مهما كان موقفها منك .
البر بالوالدين ( بركة الحياة ) وكلما شعر منك بأنك تهتمين بما يهتم .. سيكون مديناً لك .. وسيكون أكثر توزاناً في الوقوف بينك وبين أهله .
- لا تُكثري له من الشكوى مما يكون من أهله . .
- اجتهدي أنتِ في تغيير فكرتك عن أهله وتغيير طريقة تعاملك معهم بطريقة أفضل ..
اتصلي بهم ..
اسمعيهم الكلمة الطيبة ..
اشعريهم بالاهتمام بأفراحهم وأحزانهم وفيما يكون من شأنهم ..
اعملي لهم حفلة بسيطة . .
فعّلي أسلوب الهدية بينك وبينهم . .
قد تنصدمين في بداية الأمر من برود موقفهم .. أو عدم تفاعلهم معك ..
لا تيأسي .. كما لا تستعجلي النتائج ..
فإن الله قال : " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم " لاحظي أن القائل هو ( الله ) وهو أصدق القائلين .. فبيّن المقدمة والنتيجة فقال ( ادفع بالتي هي أحسن ) هذه المقدمة .. والنتيجة ( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم ) .
لا أقول لك ارضي بالظلم ..
لكن افرضي احترامك عليهم بحين تعاملك ..ابتسامتك .. دعاءك لهم بالخير ..
لا تكثري زيارتهم .. لكن لا تقطعي وصالهم بالهاتف والرسائل والهدايا والكلام الطيب .
والقطيعة لا تحل اتلمشكلة بل تزيدها ...
أستمتعي بأخلاقك الطيبة تجاه الآخرين ... ولا تعتقدي أن الخلق الجميل ( ضعفاً ) ..
كلّمي زوجك بهدوء ، واهمسي له بحبك .. وقولي له ساعدني على البرّ بأهلك .
أكثري من الدعاء والاستغفار . . فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية " .
أسأل الله العظيم أن يديم بينكما حياة الودّ والرحمة .
أجاب عليها : أ. منير بن فرحان الصالح .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني