الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يملأ قلبك حبوراً وسروراً واطمئناناً ورضا ..
أخيّة ..
اسمحي لي أن أبدأ كلامي لك من حيث قلت ( هل أنا أعلق أخطائي على تصرفات والدي ) !
أنتِ الآن أصبحت في عمر النضج والوعي ، وأعتقد أنك أكثر معرفة وعلماً حتى من والدك ..
المعرفة التي نتعلّمها ونحفظها ينبغي أن تكون هي التي تصنع سلوكنا ، وليس المواقف التي تحصل لنا في الحياة بغير إرادة منّا !
العلم والمعرفة تزكّي حاملها ..
فكونك الآن بهذا العمر ، يعني أنك مسؤولة مسؤولية كاملة عن كل تصرفاتك ما دامت تحت إرادتك .
ومن تمرّ بتجربة ( قاسية ) فالمنطق يقول أنها ستحرص بقية عمرها أن تتجاوز أي تجربة تكرّس فيها نفس الشعور من التجربة السابقة !
أخطائك .. لم تكن يوماً تُشعرك بالنسيان أو بالتعايش مع ما مضى من عمرك ..
بل كانت تزيدك ألماً على ألمك ..
لأن الخطأ يبقى خطأ ..
ويبقى المخطئ هو أنت حين تقعين في الخطا وليس غيرك !
لذلك ينبغي أن تفصلي بين هذا وبين ما حصل لك من والدك ، حتى تستطيعي أن تبني حياتك وفق ما تعلّمت من قيم وآداب ومبادئ .
لتكوني أنت .. وليس شيئا آخر !
ثم السؤال ..
إلى متى يبقى الإنسان يخطئ ويخطئ ويعلق خطأه بالآخر !!
أخيّة ..
شعورك تجاه والدك بالاشمئزاز .. قد يكون ردّة فعل طبيعيّة .
لكن ..
ما دام أن الأمر لم يتكرر ، ولن يتكرر إن شاء الله وأنك الآن أصبحت قادرة على حماية نفسك ..
فأنت حتى تتخلّصي من هذا الاشمئزاز إمّا :
- أن تحسّني فكرتك ..
لأن الشعور مرتبط بالفكرة تجاه الموقف . فتجعلي الفكرة أنها لحظة نزوة وانتهت من والدك وربما هو الآن في داخله يشعر بأضعاف ما تشعرين به من النّدم والخجل .
فهو إذن .. قد حصّل نصيبه من الم ذلك الموقف .
وفكرة أخرى ..
لأننا لا نعلم ما هي طبيعة تلك الحركات .. لكن قد تحصل حركات من بعض الاباء تجاه بناتهم ، لايقصدون بها التحرش ، فقد يحصل ضم أو تقبيل بشكل عفوي بين الأب وابنته فلا يُفهم دائما على أنه تحرّش ..
إذن .. أوجدي لوالدك عذراً ..
ما دام أن الأمر لم يتكرر ، وما دام أنك تعرفين من والدك الخُلق الطيّب فأعتقد نك ستجدين عذراً يمكن أن تفسّري به تصرف والدك بأنه لم يكن مقصوداً .
الأمر الثاني ..
يمكنك أن تصارحي والدك وتسأليه بكل صراحه .. لماذا فعل معك هذا ، وهل كان يقصد شيئا أم أن الأمر لم يكن مقصوداً ..
وحتى لو كان مقصوداً فمصارحته بما في نفسك سيخفف كثيراً من الضغط الذي تشعرين به .
شيء ثالث : يمكنك أن تزوري متخصص أومتخصصة في الارشاد النفسي ، فأحياناً إخراج الموقف من دائرة الشعور إلى خارج الشعور بالفضفضة ، يساعد كثيراً في التخلّص من التراكمات السلبيّة .
لا أزال أقول لك ..
ما حصل شيء ..ويعتبر ماضي وانتهى !
وواقعك الآن شيء آخر .. أنت مسؤولة عنه مسؤولية كاملة .
تحيّزك لوالدتك .. شيء طبيعي من كل بنت ولا علاقة للتحيّز بما حصل . فهذه فطرة في الأبناء أنهم في العادة يتحيّزون للأم أكثر من الأب خصوصا حين يكون الأب متزوجا على أمهم .
هذا التحيّز لا علاقة له بالأمر . وهو شيء طبيعي .
حماك الله ورعاك ؛ ؛ ؛
23-06-2015