الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يبارك لك وعليك وان يجمع بينكما في خير ..
أخي الكريم ..
ماذا لو سألتك : فعلاً لماذا تريد ترك العادة السريّة ؟!
ألست تجد فيها لذّة ومتعة ؟!
لماذا إذن تريد تركها ؟!
نعم أخي الكريم ..
أدرك تماماً : معنى أن مدمن العادة السريّة يريد تركها !
ؤ لأنها فعلا تعطيك لذّة تعقبها مذلّة وألماً وحسرة !
فإذا كانت هذه الممارسة لا تعطيني اللذّة الكاملة .. فلماذا أمارسها إذن ؟!
أخي ..
مشكلة الضعف عند الشهوات يعطي 3 دلائل :
الأولى : أن هناك ضعفاً في أمر الصلاة .
في الاهتمام بالصلاة في الشوق للصلاة ، في المحافظة عليها في أول وقتها والحرص على سننها ونوافلها ..
قد تستغرب !
لكن اقرأ قول الله تعالى : ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ) [ مريم : 59 ]
فتأمّل كيف ربط بين ( إضاعة الصلاة ) و ( اتّباع الشهوات ) .
هنا فعلا نحن بحاجة إلى أن نراجع أنفسنا وحالنا مع الصلاة ..
هذا أول طريق الحل .
اهتم بصلاتك اهتماماً فعليّاً ، يبدأ من لحظة الشوق إلى لصلاة إلى لحظة الأنس بالله وانت في صلاتك ومناجاته .
الثانية : الفراغ .
فممارسة العادة السريّة يعني أن هناك فراغاً كبيراً ، سواءً فراغاً في الاهتمامات التي تشغل ذهن الإنسان أو فراغاً عن عمل ينشغل به بدنه.
لذلك من الحلول : املأ فراغك بما يشغلك .
في الوقت الذي تكون فيه فارغاً ..
قم مارس الرياضة .
قم بزيارة صديق ..
قم بالمشاركة في عمل تطوعي
قم بالقراءة في كتاب أو الكتابة لخواطرك .
المقصود أن تملأ وقت الفراغ .
الثالثة : المحاولة في الاتجاه الخاطئ .
فالشهوة يا عزيزي ليست حركة لا إراديّة ، إنما هي حركة إراديّة !
يعني تحصل بقرار منّا ..
حين أقرر أن أحرّك شهوتي سأحرّ:ها بأي وسيلة كانت .
إذن .. من مشاكلنا في معالجة هذه العادة أننا ( نحاول المعالجة لكن في الاتجاه الخاطئ ) فقط حتى نخفّف من سياط الضمير التي نشعر بها .. لنقول لضمائرنا ( حالوت فلم أستطع ) !
المحاولة في الاتجاه الصّحيح ..
هي :
- أن تعرف مداخل الشهوة والإثارة في نفسك ، وكلٌّ أعرف بما يثير شهوته !
- أن تتخذ القرار الصحيح والجريء .
فمثلاً بعض الشباب مدخل الشهوة عنده هو ( الانترنت ) !
لذلك يقول حاولت حاولت ولم أفلح !
لكنه فيالحقيقة لم يغلق الباب .. فالحل هو أن تلغي الانترنت من حياتك !
قد يكون القرار صعباً في زمن يعجّ بالتقنية !
لكن الأصعب منه هو أن يبقى المرء أسيراً في قيود عادة تؤلمه ولا تمتعه !
لذلك : اعرف ماهو مدخل الشهوة عليك . وكن جريئاً في إغلاق هذاالباب .
أخي الكريم ..
لابد أن تتذكّر أن ممارسة العادة السريّة يكون بـ ( قرار ) منك !
وكذلك ( ترك ممارسة العادة ) يكون بـ ( قرار ) منك !
قرر أن تترك العادة السريّة ، واتخذ خطوات عملية جريئة .
وأحسن علاقتك مع الله .
واكثر من ذكر الله ..
وتذكّر دائماالعاقبة والمآل ..
فعاقبة الانتصار على هوى النفس راحة وعزّة ، وعاقبة الاستسلام للشهوة لذّة تعقبها ذلّة .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
17-03-2015