الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يختار لك خيرا ويكتب لك خيرا ..
أختي الكريمة ..
الزواج مشروع العمر ، سواء كان الأول أو الثاني أو حتى الزواج للمرة العاشرة ..
ومعنى أنه مشروع العمر ... يعني أن بناء هذاالمشروع يبدأ من لحظة الاختيار وليس من أول ليلة زواج بين الطرفين !
مرحلة اختيار شريك الحياة هي الأهم في بناء هذا المشروع العظيم ..
وحتى يكون الاختيار ( موفّقاً ) - بإذن الله - فينبغي أن يكون عند الفتاة وعند الشاب معطيات واضحة على أساسها يستطيع أن يحدّد أو يقترب من الاختيار الصحيح ، وعلامة الاختيار الصحيح هو حصول حالة من ( القبول النفسي والعقلي ) للخاطب ، ويمكن أن نصف هذه الحالة بـ ( الرضا ) .
في الأثر : ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه ) لاحظي قوله ( ترضون ) ..
هذا الرضا ينتج من خلال معطيات أساسيّة نفرّق فيها بين الثّابت والمتغيّر في شخصية الخاطب أو المخطوبة .
الأهم في هذه المعطيات :
- الدين والأخلاق .
الدّين : بمعنى حاله مع الشعائر الظاهرة وأهمهاالصلاة المكتوبة .
والأخلاق : يعني الغالب في تعاملاته وخلقه مع الناس خصوصاً مع والديه وجيرانه ، وبُعده عن المنكرات الظاهرة المشينة كالمخدرات ونحوها ..
- ايضا من أهم هذه المعطيات الاترياح النفسي الناتج عن النظر والرؤية بين الخاطب ومخطوبته .
( أنظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ) .
من الأمور المهمّة التي ينبغي ملاحظتها عند الاختيار :
- أن نبتعد عن المثاليّة ..
بالطبع لن تجد الفتاة رجلاً ( مفصّلاً ) عليها بالمقاس ، وكذلك الرّجل .
ستجد شخصاً فيه مميزات جميلة ، لكنه لن يكون خالياً من عيوب أو صفات سلبيّة !
وكذا الرّجل ..
لذلك من المهم أن يكون لك معطيات مهمّ’ وأساسيّة في شريك الحياة إذا توفّرت فيه ، فإن ما دونها يمكن التعايش معها ..
كون أن الخاطب الذي تقدّم لك عنده ( ثرثرة ) كما تصفين ، هذا الأمر يقع تحت الفروق الشخصيّة .
ربما لأن طبعك لا تحبين ( الكلام الكثير ) فتنظرين له على أنه ( ثرثار ) وربما هو ينظر إليك أنك ( كتومة أو غامضة ) !
المقصود أن هذا الجانب يدور في دائرة ( التمايز والاختلاف في الفروقات الشخصيّة ) ..
وهي من الأمور التي يمكن التعايش معها ما لو كان المعطيات الهم متوفّرة في الخاطب .
غير أنه ليس من الحكمة أن تربطي اختيارك أو موافقتك بفكرة (سأغيّره ) القرار ينبغي أن يبنى على قاعدة ( أقبله ) ( قبلته ) .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
18-02-2015