الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يصلح ما بينكما ، ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة ..
أخيّة . .
الأيام الأولى والأشهر الأولى وحتى السنوات الثلاث اولى في الزوج تعتبر فترة حسّاسة بالنسبة للرجل والمرأة .
هي الفترة التي نستطيع أن نسميها فترة اكتشاف الآخر ..
الاكتشاف في هذه المرحلة لا ينبغي أن يكون لغرض ( الاكتشاف ) إنما هدف الاتشاف ( التعايش ) وبناء المهارات التي تساعدني على التعايش مع طبيعة شريك الحياة .
لأنه وبكل بساطة لا يمكن لي أحد سواء كان رجلاً أو امرأة أن يجد الشريك الذي لا عيب فيه !
سيما وأن طبيعة الخلقة بين الجنسين هي طبيعة الاختلاف ..
الاختلاف في كل شيء .. من جهة التكوين الخَلقي والخُلقي والتفكير والاهتمام والنظرة للأمور وتفسير الأشياء والأحداث ونحو ذلك ..
ايضا الاختلاف في طبيعة النشأة ..
فأنت تربيت في أسرة لها نمط معيّن في الثقافة التربوية .
وهو كذلك تربّى في أسرة لها نمطها وفي ظل ثقافة معينة ترتبط بنمط الميول الشبابي والذّكوري .
الأمر الذي يعني أن ( وجود الخلافات ) في ظل هذا الاختلاف يعتبر أمر طبيعي جداً ..
كل ما علينا هو البحث والتدرّب على مهارات لإدارة هذه الخلافات ، وليس البحث عن وضع أو حال لا يكون فيه خلافات لأن هذا لا يمكن بحال !
كون أن المشكلات في نظرك تكون على أمور بسيطة جداً ..
فالحل هنا أن لا تسترسلي في هذا الخلاف .. وتعاملي معه بنوع من التنازل والمرونة . - ما دامت أنها اشياء بسيطة جداً - مما يعني أنها قبالة للمرونة .
الأمر الآخر في فترة ( الاكتشاف ) لا تحاولي أن تركّزي على اكتشاف السلبيات أو الأشياء غير الجميلة في شريك حياتك ..
أنت تزوّجت واخترت زوجك لتستمتعي به وبحياتك معه .. راقبي الأشياء الجميلة والتي تزيدك متعة بزوجك .
أخيّة ..
العلاقة بين الزوجين ..
ليست علاقة ( تحمّل ) بقدر ماهي علاقة ( مداراة ) بين الطرفين ..
كل طرف يُداري الطرف الآخر لتستقيم الحياة ..
في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن المرأة خُلقت من ضلع أعوج ثم قال ( إن جئت تقيمه كسرته وإن استمتعت بها استمتعت بها على عوج ) .
إذن فالمسألة ليست من يتحمّل من !
لكن كيف أُداري زوجي الذي ينظر لهذه الجزئية في الحياة بهذه النظرة ؟!
لا أضخّم هذه النظرة في حسّي وشعوري .
ما دامت هي نظرة خاطئة فينبغي أن تكون خاطئة في حسّي وشعوري .
كون أنه يمارس هذه النظرة فذلك أمر يثير رحمتي به في أنه يمارس عادة ثقافية خاطئة !
المهم أن لا تفقدي ثقتك بنفسك ..
وفي نفس الوقت تحاولي أن تحسّني عنده مفهوم النظر للمرأة بطريق :
- القدوة وأن تكوني امرأة حريصة على أن تستمتعي بوادجباتك وتستمتعي بوجوده .
- أن لا تثيري أي حرب كلامية بينك وبينه في هذاالخصوص .. من أحق المرأة أم الرجل !
- أن تراسليه ببعض المقالات أو الطروحات التي تتحدّث عن تصحيح مفاهيم خاطئة عند الرجل عن المرأة .
أخيّة ..
الشخصية الانفعالية ..
شخصية فاقدة للحب والأمان والاحتواء العاطفي ...
لذلك زوجك يحتاج إلى أن تحتويه عاطفيّاً من خلال :
- عبارات الحب .
- الضم والتقبيل .
- المدح والتحفيز .
- الشّكر له على كل ما يقوم به تجاهك أو تجاه بيته ولو كان شيئا يسيرا .
- الفخر به أمام نفسه وعند أهلك وأهله .
اتصلي يوماً بوالدته أمامه وقولي لها : اشكرك على هذا الرّجل الشهم الأديب ذو الأخلاق الطيبة واللسان العذب الجميل ..
المقصود أن تحتويه عاطفيا ..
طبعا المسألة تحتاج منك جهد ووقت ..
وهنا تكمن السعادة في العمل لا في انتظار النتائج !
أكثري له ولنفسك من الدعاء وألحّي على الله أن يصلح لك زوجك ويسعدكما في الدنيا والآخرة .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
11-02-2015