الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يبارك لك في ابنتك وولدك ويختار لكم خيرا .
أختي الكريمة ..
اسمحي لي أن ابدأ رسالتي لك من آخر ما نتهت به رسالتك !
حيث قلتِ ( تحسّين بتأنيب الضمير ) ؟!
لماذا هذا الإحساس ؟!
من صاحب الرأي هنا في هذا الموضوع : أنت أم ابنتك ؟!
يعني : هل ستختارين لابنتك زوجا يقبله أهلك أم زوجاً تقبله ابنتك لنفسها زوجا ؟!
أعتقد أنك ستختارين لها زوجا تختاره هي لنفسه وتقتنع به ..
إذن أنتِ لا علاقة لك حتى تشعري بتأنيب الضمير !
وليس من حقك أن تختاري لابنتك شخصا هي لا تريده أو تمنعيها من شخص تريده إلاّ إذا كان من تريده غير كفؤ لها في دينه وادبه وأخلاقه .
القضية قضية ابنتك وليست قضيّتك . لذلك لا تفتعلي موقفاً من أهلك أو والدتك أو مع أخواتك .
حتى لو هم افتعلوا موقفاً .. تعاملي مع ردّة فعلهم بهدوء وان الأمر والشأن هو شان البنت واختيارها ولا يمكنك أن تجبريها على اختيار هي لا ترغبه .
تكلّمي ايضا مع ابنتك ..
أفهميها أن قرار الزواج هو قرار لحياة طويلة بإذن الله . لذلك ليس عليها أن تبني قرارها على ذوق بنات العائلة إنما تبني قرارها على الواقع ، وشعورها بالرضا تجاه الخاطب الذي تقدّم لها .
فلا تلتفت لكلام البنات بقدر ما تلتفت لحياتها .. فكلام البنات أبداً لن يسعدها سواء اختارت هذاالشخص أو رفضته لأن رضا الناس غاية لا تُدرك .
كل ما عليك ..
أن لا تتعاملي بتشنّج مع والدتك واخواتك .. تعاملي معهم وكأن شيئا لم يحدث . تجاهلي ما يقولونه وتعاملي بكل عفوية معهم .. بحيث لا تنشغلي بالدفاع عن نفسك أو موقفك ما دام أنك تصرفت بطريقة صحيحة .
ركّزي مشاعرك الآن بالفرح بابنتك ..
ركّزي مشاعرك تجاه إسعاد ابنتك ..
وتأكّدي تماماً أن موقف والدتك واخواتك سيكون أفضل مع الوقت ، وسيكون أسوأ لو ركّزت عليه وصرت تناقشيه معهم في كل مجلس وكل اتصال .
دائما مشاعرنا مرتبطة بأفكارنا ..
حين تفكّري أن تصرّفك خاطئ بالبط ستشعرين بتأنيب الضمير والحسرة .
وحين تفكّري بأن تصرّفك كان صحيحاً فستكونين أكثر تفاؤلاً بموقفك .
حين تفكّري أن اختيارك سيسبب حرجا بينك وبين أهلك .. سينعكس على مشاعرك بالحسرة ونوع من النّدم والقلق .
لكن حين يكون تفكيرك أن ردّة فعلهم طبيعيّة كنوع من ممانعتهم للخبر أول وهلة - وهذه طبيعة البشر - وان ردّ’ فعلهم ستكون أحسن مع الوقت هذا التفكير سينعكس عليك بشعور إيجابي .. ما دنت تسترسلين مع الفكرة بطريقة صحيحة وايجابية .
اكثري من الدعاء لابنتك ..
واحسني وصل أمك مهما كان موقفها ..
وأحسني وصل أخواتك والتباسط معهم ايضا ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
04-11-2014