الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يبارك لك في حياتك ويسعدك ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة ، وان يفتح عليكم من باب فضله ورزقه .
أخيّة . .
تخطئ بعض الزوجات حين تجترّ الأيام الأولى في زواجها بعد أن قضت عمراً مديداً في الحياة والعلاقة مع زوجها .
الظروف غير الظروف ..
والحال غير الحال ..
لذلك صعب جداً أن نتخيّل أو نتأمّل من شريك الحياة أن يكون كما كان في بدايات الزواج في مشاعره وعواطفه واهتمامه وحرصه .
على أن ذلك لا يعني أن تنحدر العلاقة إلى نوع من الاهمال واللامبالاة بحجّة الظروف .
لذلك أخيّة .. ركّزي على واقع حياتك وواقع زوجك لا على ذكريات الماضي .
الأمر الآخر :
أن بطالة زوجك وعطالته عن العمل . تنعكس عليه بأثر نفسي سلبي ينعكس على سلوكه وتعامله مع من حوله . سيما وأن طبيعة الرّجل أنه يشعر أنه المسؤول وصاحب المسؤوليّة في البيت .. لكن حين يرى أن زوجته تعمل وهو لا يعمل فذلك يسبب له ردّة فعل يشعر فيها بانكسار نفسه .. لذلك هو يقاوم هذاالانكسار بنوع من التسلّط والأنانيّة وربما الصراخ .. فقط ليثبت ذاته وليختبئ عن الشعور بالامسار الذي بداخله .
الجلوس في البيت للرجل مؤثّر جداً على نفسيّته .
لذلك شيء طبيعي أن تفتقدي الشعور بالحرص والحب والاهتمام ...
لا أقول طبيعي يعني أنه مقبول إنماأقول طبيعي أنه انعكاس للحالة المادية والاجتماعية التي يعيشها .
اقترحي عليه أن يبحث عن عمل .
لاحظي أقول لك ( اقترحي ) يعني اختاري الفاظا هادئة ليس فيها أوامر أو تشنّج . ( ما رأيك لوقدّمت أوراقك في اللجنة أو الجهة الفلانية .. سمعت أنهم فتحوا باب التوظيف . ما رأيك لو تفتح محل لبيع كذا وكذا .. )
جيّد لو يكون لك أيضاً جهد في البحث له عن عمل .
لا تشعريه بأنك تصرفين على البيت . يمكنك أن تمسكي الصرف على البيت حتى يشعر بمسؤوليته ، وفي نفس الوقت حتى لا يشعر بمنّتك عليه فيقاوم هذه المنّة بنوع من العناد والتشفّي .
أخيّة ..
تقولين أنك تقومين بكل ما يتطلّب منك !
السؤال لك : هل أنت تستمتعين بما تقومين به ؟!
إذا كنت تستمتعين .. فثقي تماماً أنه لا مشكلة عندك في هذا الجانب .
إذا كنت لا تستمتعين ..
فالسؤال : لماذا ؟!
والجواب : لعله ربما لأنك تعملين فقط وهدفك ( أن يرضى زوجك ) !
وحين لا ترين هذاالهدف يتحقق .. فبا الطبع ذلك ينعكس عليك بالأثر النفسي : انك لا تستمتعين بما تقومين به .
لكن ماذا لو ؟!
ماذا لو أنك .. تقومين بكل ما يطلبه منك وما ينبغي عليك قدر المستطاع ليس طلبا لمرضاته .. بل طلباً لمرضاة الله أولاً !
لأن الزواج عبادة ؟!
ماذا سيكون شعورك وأنتِ تؤدّين عبادة لأجل الله ؟!
أعتقد أنك ستجدين اللذّة والمتعة لأنك تتعاملين مع الله .
حين يكون الرضا متجه نحو الله .. النتيجة أن الله تعالى يُرضي عنك زوجك ولابد .
لذلك استمتعي بما تقومين له ولا تربطي جهدك بردّة فعله أو انتظار مكافأته لك .. ستستمتعين حتماً ..
أكثري له ولنفسك من الدّعاء ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
02-09-2014