الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يصلح ما بينكما ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة .
أخيّة . .
الطلاق هو ( حل شرعي ) شرعه الله تعالى ليحقق مصلحة للرجل وللمراة . فشريعة الله تعالى بكل ما فيها من أحكام وآداب موضوعة لمصالح العباد .
والطلاق ليس عيباً ولا مذمّة ..
لكن هو ( قرار ) في منعطف من منعطفات الحياة تماماً كقرار ( الزواج ) على منعطف حياة جديدة .
ولذلك قبل أن تتخذي قرار ( الطلاق )
فكّري أولاً بما يُصلح ما بينك وبينه سيما وان زوجك كما تقولين ( يتقبّل ويتأسف ويعد بأن لا يتكرر ) ، مما يعني أن هناك حبل من الوصل بينكما يحتاج إلى فتل وتقوية ، سيما وان الله تعالى قد تكفّل بالتوفيق لمن حسنت نوايهما في الإصلاح .
قال تعالى : ( إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ) [ النساء : 35 ] .
فالتوفيق شرطه حسن النية وصدق النيّة في الإصلاح . وأعتقد أن هذا الشرط متوافر بينك وبين زوجك .
وما دام الأمر الآن قد بلغ الأهالي ..
فإنّي أنصحك :
- بحكم من أهله وحكم من أهلك وأن تتوافقا علىبنود للإصلاح بطريقة ( أريد منه وأريد منها ) ، ويُكتب هذا الاتفاق بين الطرفين .
- أن تتعاملي مع حياتك وزوجك بواقعية لا بمثاليّة . بعض الرّجال سريع الغضب سيما لو صار هناك بعض الضغوطاات النفسية والاجتماعية والمادّية عليه فبعضهم لا يملك غضبه في خضمّ مثل هذه الضغوطات .
لذلك ينبغي على الزوجة أن تكون واعية ومتفهّمة لشخصيّة زوجها وطبعه . لتتعامل مع شخصيته كما يتناسب مع شخصيته لا كما تتمنى هي منه أن يكون .
- تأكّدي تماماً .. لا يوجد رجل بلا عيب !
ولذلك المطلوب هو إدارة الحياة في ظل هذه المتغيرات ، وليس استبدال الحياة كحل ابتدائي .
لا تواجهي سفهه بالعناد والمواجهة والشتم والصراخ . لكن كوني أكثر هدوءً منه والطف في عبارتك ، وأكثر قدرة على امتصاص غضبه .
فإن الله يقول : ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) [ فصّلت : 41 ] .
لاحظي الوعد والنتيجة ( فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) لاحظي ( عداوة ) وليس ( كره ) فقط !
ينقلب وليّاً حميماً بمقابلة سوؤه بالإحسان إليه .
بالطبع هذه السياسة في التعامل تحتاج إلى وقت وتدرّب وصبر وحسن استعانة بالله .
- من المهم جداً أن لا تربطي بين شتمه وسفاهته عليك وبين ذاتك .
فلا تأخذي شتمه على أنه إهانة لك !
هو يشتم .. إذن هو ( المسيء ) .. فلماذا تضعين نفسك في محل ( الأذى والمذمّة ) !
كان صلى الله عليه وسلم يتجاوز شتم المشركين له ويقول : عجبت كيف يصرف الله عنّي أذى قريش يدعون مذمّماً وانا محمد !
ومرّة كان عمر بن عبد العزيز يمشي فداس برجله على طرف يد رجلٍ نائم فصرخ الرّجل في وجه عمر : أمجنون أنت ؟!
فقال له عمر : لا !
هكذا وانتهى الحدث .
حين نتعامل مع جهل الطرف الآخر على أنه شيء يخصّه ويُنقص منه هو ولا يُنقص منّي أنا فذلك يساعدني أكثر على رفع معنوياتي ، ويعينني على أن أكون أقدر على امتصاص غضب الطرف الآخر ، بعكس ما لو اعتبرت أن الكلام فعلاً يخصّني !
لذلك عبارة ( لا يقدّرني .. لا يحترمني .. يهينني ) !
في الواقع هو حين يفعل ذلك فهو لا يقدّر نفسه ولا يحرتم نفسه ويهين نفسه ، وانت أعرف بقدر نفسك واحترامك لنفسك ومكانتك عند نفسك .
لا أزال أكرر عليك ..
امنحي نفسك فرصة .. أن تفكّري وتعيدي ترتيب الأمور مع زوجك وبحضور من تثقون برايه وحكمته .
كما أقترح عليك أن تقترحي على زوجك أن تذهبي أنت وإيّاه للجلوس عند مستشار أسري أو مرشد اجتماعي ، فسيفيدكما كثيراً في تصحيح بعض المفاهيم وتوجيه الإرشاد المناسب لكما .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
20-10-2014