المشكلة الكبرى هي الشك المتكرر في الزوجة دون التأكد من هذه الشكوك أو وجود أدله ملموسة الشك الذي اقصده يا إخوان هو شك الخيانة أريد حلاً عاجلاً جداًً؟
الوسواس مرض نفسي له صور كثيرة... بيد أن من أخطر صوره وأتعسها: الشك المتكرر بالزوجة (أو بالزوج)، فهو آفة مريرة، وجرثومة خطيرة تنخر في كيان الزوجية حتى تجعله أطلالاً متناثرة، وحطاماً مبعثرة، ذلك لأنه طعن في العفة، وهي لعمر الله طعنة نجلاء تذهب بالمودة، وتقطع حبال الألفة وأي حب سيبقى بعد هذا الاتهام بأعز أمانة لدى المرأة بعد إيمانها؟!
ولك أن تتصور لو أن رجلاً اتهمك بالسرقة وأنت العفيف.. إذن لهجت عليه ومجت، وأرعدت وأزبدت لأنه جرح كرامتك وخدش مروءتك، والطعن بالعفة والاتهام بالفاحشة-يا عبد الرحمن رعاك الرحمن- أعظم من ذلك بكثير، ولهذا فإن الله عز وجل سمّى القاذف-دون استكمال شروط القذف- فاسقاً ولم يقبل له شهادة حتى يحدث توبة، وجعل حدّه ثمانين جلدة على ظهره ليدرك ألم الجرح الذي أحدثه بقذفه، بينما لم يجعل لمن اتهم إنساناً بالسرقة -كاذباً- حدّاً مقرراً، بل هو متروك للقضاء لأنه دون الأول بكثير..
وعليه فإني أنصحك يا أخي الحبيب بأمور:
1) أن تتقي الله في الضعيفة التي جعلها الله تحت رعايتك فأحسن إليها وعاشرها بالمعروف ولا تخدش كرامتها وقد كانت كريمة مدللة في بيت أهلها، فآثرتك عليهم، وفدتك بنفسها.. {فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان}.
2) حاسب نفسك على خطراتها وأفكارها وقل لها: إن الظن أكذب الحديث، وإن بعض الظن إثم.. فاستغفر الله.. بل أكثر من التوبة والاستغفار.
3) ليكن لك ورد يومي من الأذكار وتسبيحات واستغفار تملأ بها ساعات فراغك حتى لا تهجم عليك الشياطين بهمزاتها ووساوسها.. {فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب}.
4) تذكر عوقب تلك الشكوك الوبيئة، والظنون السقيمة على زوجتك وأولادك وأقاربك..، فإن تذكر العواقب يكفّ العاقل عن مقدماتها..
5) إن من استسلم للشيطان في وساوسه التي ليس لها رصيد من الواقع لهو أضعف من الضعيف، لأن الله عز وجل قال: {إن كيد الشيطان كان ضعيفاً} .. فمتى تغلب عليك الضعيف وأصبحت عبداً له يصرفك كيف يشاء ويلقي عليك ما يشاء فأنت أضعف من الضعيف،.. فاستعن بالله، وثق به، وتوكل عليه واستمسك بحبله، وادفع عنك ما تجده.. وعليك بكثرة الدعاء بطمأنينة القلب وسكينة النفس..
6) إذا كانت زوجتك منزعجة وقد أحست بشكوكك نحوها، فصارحها بمرضك وأخبرها بمعاناتك لكي تعينك وتعذرك فإن ذلك يهون عليها ما تجده.. والله أعلم.
حفظنا الله وإياك من همزات الشياطين، وجعلنا من عباده المؤمنين.
والحمد لله رب العالمين.
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني