الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم ان يصرف عنكم السوء وأهله ، ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة .
وحقيقة أخيّة هنيئا لك حياتك مع زوجك وابنائك هذا العمر الطويل - بارك الله لكم وزادكم من فضله - ولم تظهر معك مشكلة تؤرّقك إلاّ من السبعة الأشهر الماضية .. هذا شيء إيجابي في حياتك ، ويعطي مؤشّر أن هناك قدرة مهارية عندك وعند زوجك على قيادة وإدارة حياتكما . وهذه نعمة تستحق الشّكر .
أخيّة . .
أحيانا مثل هذه المشكلات التي تحدث في حياة شريكين بعد هذاالعمر ، هي مثل الاشارة التي تعطي تحذير أن هناك تقصير ما .
فعلى كل طرف بالطبع أن يراجع نفسه في كل علاقاته ويبحث عن جانب التقصير الذي يكون من جهته لا من جهة غيره .
الأمر الآخر ..
أخيّة لو سمحت لي أن أسألك ..
ما الذي يقلقك لو أن زوجك يراسل رجال ونساء عبر هذه البرامج التواصلية ؟!
حين أسألك هذا السؤال فذلك لا يعني أنّي أؤيّد سلوكه ..
لكن اريدك فقط أن تحدّدي الفكرة التي تزعجك وتخطر ببالك حين يتراسل زوجك مع نساء ..
لأنك إذا عرفت الفكرة وحاصرتيها بطريقة صحيحة يمكنك التعامل معها من ناحية هل هي فكرة واقعية أو مثالية أو مبالغ فيها .
صحيح أن تصرف اي رجل بهذه الطريقة شيء لا تقبله النفوس السليمة ، حتى هو لا يقبل ذلك وهو حين يعطي لك مبررات فقط لن من طبيعة الرجل أنه لا يحب أن يظهر في صورة المخطئ أمام زوجته .
لذلك أبداً لا تتوقعي أن مبرراته حقيقية ..
هو يعاني نوعا من تأنيب الضمير ، لكن ربما هو نوع من ضعف المراقبة الذاتية للنفس ومراقبة الله تعالى .
لذلك نصيحتي لك ..
أما وقد علمت أنه يتراسل ..
فلا تقولي له .. لماذا تفعل هذا ؟!
لكن قولي له : هل ترضى أن يراك الله وأنت تفعل هذا ؟!
احرصي أن يكون نقاشك له في هذه القضية نقاشا يسيرا مقتضبا دون دخول في التفاصيل أو المشاجرة ..
يكفي أن تسأليه السؤال السابق ..
حتى لو ذكر لك مبررات لا تحاولي أن تردّي هذه المبررات ..
فقط اتركيه هو يعيش مساحة نفسية في خضم هذاالسؤال !
الأمر الآخر :
احرصي دائما أن لا تراقبيه أو تتابعيه أو تسأليه .. تراسل من ولمن أرسلت أو تفتشي في جواله ...
ابداً أبداً احرصي أن لا تكتشفي أو تبحثي عن ذلك .. إنما عيشي واقعك وبما يظهر لك منه من الحرص والاهتمام بك وبابنائك ..
بمعنى استمتعي بهذاالجانب ( الجميل ) في حياتك معه ..
أمّأ مشكلةالتراسل فهي تخصّه ، وفي يوم ما سيُدرك أنه على هاوية مستنقع .
فقط بين فترة واخرى ناصحيه بطريقة غير مباشرة من خلال مراسلته ببعض المقاطع المؤثرة والكلمات التي تحفّز معنى مراقبة الله في النفس ..
وفي نفس الوقت احرصي على حسن التبعّل له وأن تستمتعي بالشيء الجميل في زوجك .
حرصك الزّائد على متابعته أو أن تظهري له غضبك من تصرفه ربما يزيد من عناده واستفزازه لك ..
لذلك أفضل شيء أن تتجنّبي أن تكتشفي أو تبحثي عن ذلك .
ووكّلأي هذا الأمر إلى الله .. فالقلوب بين اصابعه سبحانه وتعالى ..
وأكثري له ولنفسك من الدّعاء ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
22-06-2014