الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يختار لك ما فيه خيرك وصلاحك وقرّة عينك ..
بنيّتي ..
لو سمحت لي أن اسألك السؤال بطريقة معكوسة ..
ماذا لوكان الأمر أنك وحيدة أمك ، وتقدم لك شاب للزواج ..!
تُرى ماذا سيكون موقفك منه لو كان يفكّر نفس فكرتك الآن تجاه أم هذا الخاطب ؟!
هل كان يمكنك في تلك اللحظة أن تتركي أمك ، بحجّة أن وجودها في حياتك ربما تسبب لكما المشاكل !
يا ابنتي ..
لا يوجد حياة بلا مشكلات ..
حتى لو لم تسكن أمه معكم .. هل تتوقعي أن تكون حياتكما بلا مشاكل !
المشاكل شيء طبيعي في الحياة الزوجيّة ..
نحن نحتاج إلى مهارة إدارة المشكلات ، وسنكون سعداء جداً ونحن نستمتع بحلول مشاكلنا .
يا ابنتي ..
الأهم في الاختيار أو حسن الاختيار يقوم على أساس :
- الدين والأخلاق .
( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه )
هذا هو الأهم في الخاطب ..
تبقى الأمور الأخرى هي أمور ( مرنة ) بمعنى يمكن أن يكون فيها نوع من اتساع التسامح فيها بعمس ( التدين والأخلاق ) التي لا تقبل المرونة .
ياابنتي . .
( الأم ) بركة الحياة ، وبركة العمر ..
والشاب البار بأمه هو من أكثر الناس حباً لزوجته وحرصا عليه .
والذي لا يبرّ بأمه ولا يحرص عليها فهو من أشد الناس تفريطاً في زوجته .
لقد ربط الله بين ( الجبروت والشّقاء ) والإساءة للوالدة .. فقال ( وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ) [ مريم : 32 ] .
فلاحظي كيف أن من ( برّ ) بوالدته فإن الله يحميه من الجبروت والشّقاء ..
لذك تفائلي خيراً في الشاب الحريص على أمه ..
لا تفترضي أن وجودها يسبب مشاكل .. بل افترضي أن وجودها يمنح حياتكماالبركة والتفاؤل والسرور .
هذا لا يعني أنه لا يمكن أن تحدث مشاكل بل قد تحدث .. وهنا يكون دور الزوجة الطيبة الصالحة في احتواء والدة زوجها ومعونته على البرّ بها وكسب قلبها .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
20-04-2014