الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يبارك لك وعليك وان يجمع بينكما على خير ، وان يرزقك حسن البرّ وقرّة العين بزوجك ووالدتك .
أخيّة . .
البرّ بالوالدة أبداً لا يتعارض مع القيام بالواجبات الزوجيّة ..
تماماً كما أننا نصوم رمضان ونصلّي في شهر رمضان فالصوم عبادة لا تتعارض مع بقيّة الواجبات والعبادات .
وهكذا البرّ لا يمكن أن يتعارض مع حسن التبعّل ، بل بركة الحياة في بر الوالدين . سيما وانك تقولين أن والدتك الآن تعتبر ( وحيدة ) بحكم أن والدك متوفى - يرحمه الله - .
والدتك تتصرف بطريقة ترينها مزعجة لك ، لكن في الحقيقة هي أبداً لا تريد إزعاجك هي تريد أن تعتني بها ، وتهتمي بها وتشعريها بوجودها في حياتك ..
كون أنها فقدت نوعاً من الأمان بفقدان والدك لذلك هي ستبحث عن هذاالأمان عند أبنائها ، ولأنك الآن تزوّجت فهي ربما تتوقع أن زوجك وزواجك قد يجعلك تنسينها في غمرة اشغالك لذلك هي تتصرف بمثل هكذا طريقة فقط لتلفت انتباهك إليها ولتشعر بالأمان من جهتك .
كل ما عليك :
1 - أن تتعاملي مع هذاالواقع على أنه شيء طبيعي ، في ظل الظروف التي تعيشها والدتك ، سيماالظروف النفسيّة .
2 - تكلّمي مع زوجك بهذا الشأن ، واطلبي منه أن يراعي ظرف والدتك النفسي ، ويعينك على البرّ بها ، واعرضي عليه أن يقترح عليك فكرة لمعايشة والدتك بالطريقة التي لا تحزنها .
3 - كوني كريمة مع أهل زوجك ، سيما والدته .. فإن ذلك يحفّزه إلى أن يكون هو ايضاً مهتمّاً بوالدتك .
4 - احرصي على الاتصال والسؤال عن والدتك .. واحكي لها عن حياتك مع زوجك في حدود الأمور العامة من غير كشف للخصوصيات بينك وبين زوجك ، وافهمي زوجك أنك ربما تحكين لوالدتك شيئا من حياتكما لإشباع الشعور عندها بالأمان .
5 - في زيارتك لوالدتك احرصي على أنتاخذي معك هدية .. قدّميها لأمك على أنها هدية من زوجك .. لا تتكلّفي الهدية فمرّة خذي حلوى أو فاكهة تحبها ، ومرة قاروة عطر ، ومرّة وجبة عشاء أو غداء أو نحو ذلك ...
واجعلي هذه الهدايا ما بين فترة وأخرى .
6 - تعمّدي أن تتصلي بوالدتك وتخبريها أن زوجك يسلّم عليها ويسأل عن حالها . ولو اتفقت مع زوجك أن يسلّم عليها عن طريق الاتصال فهو أمر جيد .
7 - لا تعاتبي والدتك أو تنتقديها .. لماذا تقول كذا وكذا .. بل عالجي السلوك عندها بهدوء ..
أخبريها أن والدة زوجك تبلغهاالسلام ..
أفهميها أن اهل زوجك عندما تكونين عندهم يمدحون تربيتك لي ..
ويمدحون حسن اهتمامك بأولادك .. وهكذا .
مثل هذا الكلام يزيد عندها من الشعور بالأمان تجاه زوجك واهل زوجك .
8 - غذا كان بالإمكان ان تتكلمي مع أخت زوجك أو حتى عمّتك ( أم زوجك ) أن تتصل أو تتواصل مع أمك للسؤال عن الحال .
المقصود اخيّة ..
أن هذاالأمر من الجدير أن تتشاركي في حلّه مع زوجك ، وأن تتفاهمي معه بهدوء وتجعليه شريكاً لك لا ( قسيما ) أو ندّاًلوالدتك ..
لذلك تكلمي معه بأسلوب : ماذا تقترح عليّ ؟!
كيف يمكن أن نتساعد جميعاً في البر بوالدينا ..
ماهي الأشياء التي يحبها أهلك .. لأكون عند حسن ظنهم ..
وماهي الأفكار التي يمكن أن تساعدني بها لنحتوي مشاعر ( أمي ) .. فنكوّن عائلة مترابطة متآلفة ..
أكثري من الدعاء ..
مع الاستغفار ..
والله يرعاك ؛ ؛؛
26-02-2014