الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يختار لك ما فيه خيرك وقرّة عينك وصلاح أمرك ..
بنيّتي ..
دعيني أولاً أبدأ من حيث الفكرةالتي تؤرّقك .. وتفكيرك في حياتك المستقبليّة !
هنا اسمحي لي أن اقولها لك وبكل صراحة : لا تتوقعي ابداً أن تعيشي نعيم الجنة في الدنيا !
لا يوجد دار اسمها دار السلام إلاّ الجنة ..
هي الدار التي جعلها الله سلاماً من كل مكدّر أو منغّص ..
أمّا الدنيا .. فهي دار الكدّ والتعب ..
لا يوجد اي بيت زوجي لا يمكن أن تدخله المشكلات ..
وجود المشكلات لا يعني الفشل ..
فإن بيت النبوة دخلته المشكلات الزوجية ..
فقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته شهراً .. وطلّق بعض زوجاته ..
مما يعني أن الشيء الطبيعي في الدنيا أن تدخل المشكلات كل بيت ..
وذلك انعكاس طبيعي لمعنى الاختلاف بين ( الذكر والأنثى ) .. فالذّكر له طبيعة في الخلْق والخلُق ، والأنثى لها طبيعة تختلف عن طبيعة الذّكر ، ولذلك قال الله ( وليس الذّكر كالأنثى ) فلما يكون هناك بيت يجمع بين المختلفين فطبيعي أن تحدث هناك نوع من الخلاف والمشكلات ..
ودورنا ومهمّتنا هو في إدارة حياتنا وإدارة مشكلاتنا ..
هنا يكمن النجاح ..
إذن وجود المشكلة لا يعني الفشل ..
إنما طريقة إدارتنا للمشكلة هي التي تجعلنا إمّا راضين سعداء أو تجلب لنا مزيداً من المشاكل ..
وهنا ..
يجدر بكل شاب وفتاة على أعتاب الزواج أن يهيّئ نفسه بالتثقيف اللازم حول كيفية أدارة الحياة الزوجية وإدارة المشكلات ، والتدرّب على مهارات التعامل .
فعامل التثقيف عامل مهم في حسن إدارتنا للحياة ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) فتأمّلي كيف ربط بين القراءة و ( الخلق ) في غشارة مهمّة إلى أهمية المعرفة في إدارة حياتنا مع ( الخلق ) .
بنيّتي ..
أمّا مسألة الزواج والبحث عن الزوج ..
فهنا ايضا اسمحي لي أن قول لك ..
لا تشغلي بالك كثيراً بالأمر .. لأن الله قد تكفّل لك بهذا الأمر ..
لو كلمتِ من كلمتِ ..
ولو وثقتِ بمن وثقتِ .. فإنهم لا يمكن أن يُحدثوا لك أمراً لم يكتبه الله لك .
الزواج رزق مقسوم ..
والله تعالى قد قسّم الرزاق من يوم أن كان الإنسان جنيناً في بطن أمه ..
كتب رزقه ..
ومن ضمن رزقك الذي كتبه الله لك وانت لا زلت في بطن أمك .. رزقك في الزواج .
لذلك ..
كوني واثقة بالله متفائلة .. قلبك معلق بالله وباليقين بوعده وفضله وكرمه .
صحيح أن بذل الأسباب مطلوب ..
لكن في بذل الأسباب .. ينبغي أن نبذل السبب الموصل للنتيجة بطريقة صحيحة .
تواصلك مع المستشارة أو الداعية كان المفترض أن يكون تحت إشراف والديك أو أحدهما حتى لا يشكّل السبب في المستقبل ضغطاً عليك يجعلك تقبلين باي شيء فقط حتى تتخلّصي من تبعة هذا السّبب .
بعض الاباء والأمهات لا يقبلون بمثل هذه الطريقة .. ولذلك من الأنسب أن تُراعي ما عليه ثقافة والديك سيما لو أنهما لم يكونا واقفين في باب زواجك ويرفضون كل طارق !
هنا من الأفضل أن تكون خطوتك هذه تحت إشراف والديك ..
لاحظي الحيرة والقلق الذي تعيشينه الآن ..
لأنك محتارة ماذا تقول المتصلة لوالدتك ..
لماذا تأخّرت في الاتصال ..
وهكذا ستبدأ معك الهواجيس ..
هذه الهواجيس كلما كثرت كلما أضعفت عزيمتك وجعلتك تتعجلين الخطوات .
لذلك لا أزال أقول لك ..
كلّمي والدتك بهدوء ..
أفهميها أن إحد الداعيات أو المستشارة فلانة كلمتك عن رغبة إحداهنّ خطبتك لابنها ..
فقلت استشيرك اولاً .. هل أعطيها رقمك وتتواصل معك !
هنا تجعلين والدتك في الصورة ، وتخفّفي عن نفسك عبء تصرّفك والأفكار التي قد تشغلك .
بنيّتي ..
من أهم أهم أهم خطوات بناء الإستقرار الزوجي .. هي خطوة حسن الاختيار .
حسن الاختيار لا يكفي فيه أنك تثقين بالمستشارة أو الداعية ، أن هذا الشاب جاء من طرف فلانة أو فلانة !
حسن الاختيار يقوم على أساس .. جهدك وجهد والديك في السؤال عن الخاطب ..
سيما فيما يتعلّق بأمر دينه وأخلاقه ..
صلاته ..
بُعده عن المنكرات الظاهرة كالمخدرات ونحوها .
علاقته بوالديه
علاقته بأهل الحي ..
وضعه في عمله ..
انتظامه في عمله وانجازه ..
هذه الأمور تعطي دلالة على المسؤولية من عدمها ..
على الانضباط من التفلّت ..
وهكذا .. أهم شيء هو السؤال عنه .. بغضّ النظر جاءك عن طريق داعية أو مستشارة أو حتى عن طريق غيرهما .
ففي الحديث : ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه )
لاحظي قال ( ترضون دينه ) وليس ترضون دين وأخلاق من دلّه عليكم !
إذن المسؤولية هي مسؤوليّة ذاتية واقعة عليك وعلى أهلك في حسن السؤال عنه .
وينبغي أن يكون عندك معطيات واضحة للاختيار ، ولتقيسي بها كل خاطب يطرق بابكم .
أكثري لنفسك من الدعاء ...
وثقي أن الله يختار لك ما فيه خير ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
30-09-2013