السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شيخي الفاضل ابنتي عمرها 19عاماً وقد عُقد قرانها على شابعمره 23 عام وكانت موافقة به عن اقتناع وكانت الفرحة تغمرها ثم بعد العقد بحوالي شهر وكنا نجهز للزفاف تفاجئنا أنها تريد الطلاق منه وترفض ذكر الأسباب ومصممة على الطلاق بشدة . وحاولنا معها بشتى الطرق لكن بلا فائدة . ثم تم الخلع حيث أن الشاب كان متمسك بها جداً. ومن يومها وهي ترفض كل من يتقدم إليها ودخلت الجامعة وقالت لا أريد سيرة الزواج فأنا أريد أن أكمل تعليمي. حاولنا معها ثانية وبعد أن هدأت نفسيتها نوعاً ما ووجدنا أنها تكره العلاقاة الحميمة بين الأزواج من بعيد أو قريب. وتعتبر هذا شيء من القذارة والدنس. وأن الإنسان في ذلك يشبه الحيوان. وأصبحت تكره الرجال ولا تحبهم وتتمنى أن تعيش حياتها بدون زواج, ومع ذلك هي تشتكي من أن لديها فراغ عاطفي. هل أعرض ابنتي على طبيبة نفسية؟ وهل تكون التجربة الأولى للزواج تركت لديها مثل هذه الأفكار والعقد النفسية على الرغم أنه كان عقد فقط ولم يتم الدخول ولكنهما كان يتقابلان معاً في بيتنا ودون خلوة كاملة.. انتظر ردك بفارغ الصبر بارك الله فيكم .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
واسأل الله العظيم أن يقرّ عينك بصلاح ذريّتك .. وأن يختار لكم ما فيه خير الدنيا والآخرة .
أختي الكريمة ..
المفاهيم الخاطئة ( عموماً ) في اي شأن من شئون الحياة . . . تنشأ إمّا عن خلل في المعرفة ( معلومة خاطئة ، أو طريقة عرض المعلومة لم تكن بالطريقة الايجابيّة ) وقد يكون بسبب ممارسة خاطئة أو رؤية لممارسة خاطئة لهذاالمفهوم - ايّاً كان - .
أو قد يكون في بعض الأحيان ( التظاهر بالفهم الخاطئ ) لأجل ستر عيب أو مشكلة أو نقص أو شيء ما!
العلاقة الحميميّة بين الرجل والمرأة .. ركّبها الله تعالى تركيباً فطريّاً في الإنسان ( في الرجل وفي المرأة ) قال تعالى : " هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها " . ولذلك ليس من السّهل محو الفطرة بقدر ما يكون الأمر ( مغالطة ) أو ( غشاوة ) لا أكثر من ذلك !
الفتاة .. حين تنظر للعلاقة الحميميّة بين الزوج وزوجته على أنها علاقة حيوانيّة قذرة ، فهي تنظر لها بهذاالمنظار ليس لأن ليس في نفسها دافع فطري نحو الرجل ..
والدليل ملاحظتك على ابنتك الاحتياج العاطفي في حياتها ...
لكن هي تنظر لهذه العلاقة بهذه النظرة لربما لمعلومة خاطئة قرأتها أو سمعتها من صديقة أو قريبة أو رأت ممارسة خاطئة لهذه العلاقة أو رأتها بطريقة غير ايجابيّة في مرحلة من مراحل العمر .
بعض الأحيان يتساهل الآباء في التستّر عن ابنائهم الصّغار أثناء المعاشرة ، فلربما يبقى مع الطفل أثر هذا التساهل الذي قد يتجسّد في العزوف عن الزواج أو كره العلاقة بين الرجل والمرأة تبعاً لما شاهده وهو صغير من أبويه وهما في حالة ( معاشرة حميميّة ) فالطفل لحظتها قد يفسّر تلك العلاقة بطريقة خاطئة ، أو ينظر للأمر على أنه اعتداء من ابيه على أمه .. فتنتطبع في نفسه صورة خاطئة عن العلاقة الحميميّة .
ابنتك ..
تحتاج منك أن تكوني قريبة منها بمشاعرك .. بقبولك لها .. بحنوّك عليها .
ناقشيها بهدوء ...
افهمي منها لماذا تنظر لهذه العلاقة بهذه النظرة ، والله تعالى قد ركّب جنس الذكر وجنس الأنثى على اساس هذه العلاقة .. فلا يُمكن أن يُخلق إنسان بغير هذه العلاقة إلاّ أن يكون ( عيسى ) عليه السلام وليس ذلك لأحد غيره من بعده .
أفهميها أن هذه العلاقة هي ( حركة ) البناء المجتمعي .. وهي ( عصبه ) .. والنبي صلى الله عليه وسلم كان متزوجاً والصحابة الكرام تزوجوا .. وأمهات المؤمنين متزوجات ..
المقصود .. أن تحاولي فهم : سبب هذا المفهوم الخاطئ عند ابنتك ..
وهذا قد لا يتأتّى لك إذا كنتِ في عجلة من الأمر ..
تريّثي ..
امنحي ابنتك فرصة أن تعيش واقعها كما تريد وترسمه لنفسها بطريقة صحيحة . ..
امنحيها فرصة أن تهتم بدراستها . .
وخلال هذه الفترة .. حاول أن تبني بينك وبينها علاقة غير روتينيّة .. وبين فترة واخرى ناقشيها في الأمر ..
وأشعريها بالأمان ..
لا تذكري مثل هذاالأمر عند اخواتها أو قريباتها أو جيرانكم أو أي شخص كان .. حتى لا يتكرّس في نفسها هذاالمفهوم ويصبح عندها ردّة فعل تتسم بـ ( العناد ) !
أخيّة ..
تحيّني فرص الإجابة .. وأكثري من الدّعاء لابنائك بخير ... فإن من آكد الدعوات إجابة دعوة الوالدين لأبنائهم .
أسأل الله العظيم أن يجعل ما وهبكم قرةّ عين لكم .
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني