الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله العظيم أن يبارك لك وعليك وأن يجمع بينكما على خير ..
أخيّة ..
اسمحي لي أن ابدأ معك من حيث انتهت رسالتك ..
من قولك ( هل هناك حلول لتلك الغيرة ) !
اعذريني لو قلت لك أنه لا يوجد هناك ( حل ) جاهز يمكن أن يتناوله الإنسان مثل حبوب الدواء فتنتهي مشكلته !
الحلول الموجودة ..
تبدأ من عندك ..
من رغبتك ...
من استعدادك وقوّة إرادتك أن تهذّبي غيرتك وتبذلي كل سبب ..
ولا تستصعبي اي فكرة أو طريق في سبيل أن تهذّبي غيرتك ..
الحل أن تُلغي من قاموسك ( هذا شيء صعب ) ( ما أقدر ) ..
من هنا يبدأالحل ..
من صدق الإرادة ..
( إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أُخذ منكم ويغفر لكم ) .
أخيّة ..
الإفراط في الغيرة أو ( جنون الغيرة ) هي مشاعر ( سلبيّة ) مؤذية بالنسبة لك ، وقد تؤذي من حولك بل قد تؤذي من أحببتيه .
هذه المشاعر .. لا تولد مع الإنسان ..
ولا تنمو معه مع العمر ..
المشاعر هذه بدايتها ( فكرة ) أو مجموعة أفكار ..
هذه الفكرة تسبب لك هذه المشاعر المؤلمة ..
لذلك أهم ثاني خطوة بعد صدق الإرادة أن تراقبي فكرتك ..
لماذا أغار بهذه الطريقة ؟!
هل لأن زوجته الأولى ستأخذ حيّزاً من ( الحب ) أو من قلب ( زوجك ) ؟!
ماذا لو قلت لك ..
أن ( الحب ) رزق مقسوم ..
وكل إنسان قد قسم الله له رزقه من الحب منذ أن كان في بطن أمه ..
فما قُسم لك من الحب لن يزيد ولن ينقص عمّا كتبه الله لك منذ أن كنت في بطن أمك ..
حتى لو كنت الزوجة الوحيدة في حياة زوجك لن يأتيك من الحب إلاّ ما كتب لك ..
فمن ماذا تغارين .. والمقادير قد كتبت والأرزاق قد قسمت ؟!
إذن إدارك هذه الفكرة بيقين .. سيساعدك كثيراً على تهذيب غيرتك ..
3 - مما يساعدك على تهذيب غيرتك ..
أن تتذكّري أن ( الجنون في الغيرة ) قد يفقدك حبيبك ..!
هذاالزوج الذي تحبينه ربما يتركك .. يضيق منك .. لا يحب مجالستك أو البقاء عندك بسبب ( غيرتك ) !
فمن الآن .. عندك الفرصة أن تروّضي نفسك وتهذّبي غيرتك ..
حتى لا تخسري حبيبك .. لأن جنون الغيرة إنما هي نفثة من الشيطان !
فلا تسمحي للشيطان أن يفسد عليك فرحتك .. ويفسد حبّك من ( باب الغيرة ) !
4 - أن تغيّري نظرتك ( لأختك ) زوجته الأولى ..
لا تنظري لها على أنها ( شريكة ) لك .. انظري لها على أنها أختك .. صديقة لك .. وتصادقي معها .. فهي في النهاية ( اختك في الإسلام ) .. ولن تأخذ من رزقك المكتوب لك .. والنبي صلى الله عليه وسلم علّمنا في مشاعر الحب والكره .. أن لا نحب بإفراط ولا نكره بإفراط .. فقال ( أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما ، وابغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما ) ..
هناك قصص عجيبة لزوجات كنّ سنداً لبعضهنّ وهنّ على ذمة رجل واحد ..
فليس من المصلحة أن يصنع المرء لنفسه ( الأعداء ) !
5 - من الحلول والأسباب لتهذيب الغيرة ..
كثرة الدعاء والالحاح على الله أن يهذّب غيرتك . .
لما خطب النبي صلىالله عليه وسلم ( أم سلمة رضي الله عنها ) قالت له : إنّي امرأة غيور !
قال : أدعُ الله لك .
اذن أكثري من الدعاء ..
وابذلي الأسباب التي تساعدك على أن تعيشي روح الصداقة مع زوجة زوجك ..
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
01-07-2013