الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يختار لك خيرا ، ويكتب لك وله خيراً . . .
أخيّة . .
الانسان بالطبع ( مشاعر ) و ( عقل ) .. وقوّ’ العقل فوق قوّة العاطفة .
نحن قد نحب أشياء لأنفسنا فنبذل كل شيء لأجلها ..
وقد نكره أشياء .. فنبذل كل الأسباب للبعد عنها ..
لكن في الأخير لن يقع إلاّ ما كتبه الله .
فأهمّ ما يضبط هذه المشاعر المتدفّقة فينا أن نتأمل قول الله ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم وعسى أن تحبّوا شيئا وهو شرُ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) .
فحين نبذل الأسباب الممكنة لما نحب .. ثم لا يتحقق .. فلنثق أن الله تعالى يصرف عنّا شيئا هو أسوأ ما يكون علينا من حيث لا نعلم ( والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) .
مشاعر الحب الفيّاضة .. ينبغي أن نضبطها بضابط ( أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما ، وابغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما ) .
فليس كل ما نحب ينبغي أن يكون كما نحب ونتمنى ..
بل ينبغي أن يكون في قلوبنا ( الرضا عن الله ) أعظم من كل حب .
واليقين بالله أعظم من كل قرار واختيار ..
أخيّة . .
تكلّمي مع زوجك ..
إن كان فعلاً هو يحب لك أن تكوني ( أمّ ) فاقترحي عليه أن يبذل أسباب العلاج ، فهناك أكثر من طريقة للعلاج والحمل ، ومعالجة العقم . فذلك أبقى للودّ بينك وبينه وابقى للعلاقة بينكما .
فإن كان يصرّ على الطلاق والفراق . .
فاستخيري الله عزّ وجل في الأمر .. وثقي أن الله يختار لك الخير .. سواء في البقاء أو الفراق ..
فإن بقي على إصراره . .
فأخبريه أن الأمر ( بيده ) هو لا بيدك . . وضعي الأمر في حدود ( قراره ) لا قرارك .
بمعنى لا تختاري أنتِ الطلاق ما دمت راضية بالعيش معه على حاله هذه ..
لكن إن أصرّ هو على الطلاق .. فاجعليه هو من يتخذ هذا القرار .. لا أنت .
أخيّة ..
أنتِ تحبين زوجك ..
ولو سألتك .. ما حجم ( حب الله ) في قلبك ؟!
إذا كان حبّ الله في قلبك أعظم وأوثق .. فإن الله يقول لك ( وإن يتفرّقا يغنِ الله كلاًّ من سعته وكان الله واسعاً حكيماً ) ..
إنه يعد ( المطلقة ) بالغنى النفسي والحسّي ..
فما تدرين لعل الله يغنيك بزوج تكونين أعظم حباً في قلبه من زوجك هذا ..
ويكون في قلبك أعظم حباً وأفى لك ..
ويرزقك الله منه الذريّة ..
لا أزال أقول لك ..
لا تجعلي قرار الطلاق هو ( قرارك ) بل اجعليه قراره ..
فإن اختار الطلاق . .
فعزّزي في نفسك هذاالإيمان والحب تجاه ربك .. وأبشري بوعده .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
13-04-2013