كيف أحقق حياة زوجية سعيدة دون أن يبتزنى زوجى عاطفيا وماديا؟ زوجى لا يحترمنى ولا يراعى مشاعرى منذ تزوجنا رغم أننى أسعى لإرضائه طوال الوقت ومنذ فترة طلب منى بيع ذهبى ليشترى شقة ثمنها غالى جدا وسيضطر لوضع كل ما يملك لتسديد ثمنها ولكنى رفضت لأنى أرى أن يشترى شقة ثمنها أقل ويترك سيولة بالمنزل خصوصا أنه بلا عمل وسيحتاج ثمن تأشيرة للسفر للخارج بحثا عن عمل ، ولكنه أصر على رأيه وبدأ يضغط على لبيع الذهب أكثر من مرة (مع العلم أنه وارث) ولكننى رفضت وأصررت على عدم بيع الذهب . ولقد صدم كثيرا لأن هذه أول مرة أرفض له طلبا وخصوصا أنه من غروره كان يعتقد أننى من حبى له قد أفعل أى شىء من أجله ! وفى الحقيقة أنا رفضت لأننى لا أثق فيه ولا أشعر بالأمان معه وقد عرضت عليه السلف من مقربين لى ولكنه رفض بحجة أنه يرفض مبدأ السلف مما جعلنى أشعر أنه يستغلنى ولن يرد لى ذهبى المباع . المهم أنه أصر على رأيه واشترى الشقة بكل ما يملك ، ثم بدأ يطالبنى مرة أخرى ببيع ذهبى لاحتياجه ثمن التأشيرة ولكنى رفضت لأنى شعرت أنه يستغلنى ويختلق أزمات لأبيع ذهبى ، وبدأ يوبخنى من فترة لأخرى وكلما اتفقنا على عدم الحديث عن هذا الموضوع وأن يحترم كل منا رأى الاخر يفتح الكلام مرة أخرى ويقول لى أنه لا يستطيع أن ينسى لى عدم وقوفى بجانبه . أخبرونى كيف أتعامل معه فأنا أريد أن أنعم بحياة زوجية هادئة بلا مشاكل وفى نفس الوقت لا أريد بيع ذهبى من أجله لأننى لا أثق فيه . دلونى على الصواب وجزاكم الله خيرا.

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم أن يصلح ما بينكما ويكفيكما شرّ الشيطان وشرَكه .

 أخيّة . .
 العلاقة بين الزوجين علاقة ( ود ورحمة ) في أصلها لتكون ( سكناً ) ..
 لكن حين تتحوّل العلاقة إلى ( شك ) و ( تربّص ) وقلق وخوف .. فهنا تفقد هذه العلاقة ( السّكن ) بقدر ما يكون فيها من هذه الأمور  .

 لا توجد حياة بلا مشاكل . .
 ولا يمكن أن يعيش الإنسان ولو عاش لوحده بلا أي مشاكل ..
 كل ظرف وكل حال له مشاكله الخاصّة ..
 نحن بحاجة أن نتعلم إدارة ( الحل ) .. إدارة ( المشكلة ) لأن المشكلة لا مهرب منها !
 سيما وأن ( الاختلاف ) سمة بارزة بين طرفي العلاقة ..
 ( وليس الذّكر كالأنثى  ) . .

 إذن لا تبحثي عن حياة بلا مشاكل . .
 بل لذّ’ الحياة وجمالها ومتعتها في مستوى قدرتنا على إدارة مشاكلنا والاستمتاع بالانجاز  والتعامل مع مشاكلنا بإيجابيّة . .

 أخيّة . .
 من خلال رسالتك . .
 يظهر لي أن هناك ( خيط ) متين بينك وبين زوجك من الثقة والاحترام . .
 وما قد يقوله لك زوجك من العتب بخصوص ( الذهب ) لا يعني أنه لا يحترمك ولا يحترم موقفك . .
 هو فقط  - كما قلتِ - مصدوم من موقفك . .
 ليس لأنه كان مغروراً بحبك له ..
 وإنما لثقته بحبك له . .
 وحبه لك وحبكما لحياتكما وأسرتكما . .
 
  العلاقة المالية بين الزوجين ينبغي أن تقوم على أساسين مهمّين :
 الأول : أساس الإحترام .
 الثاني : أساس تطويع المال للسعادة بينكما لا للتعاسة .

 لا حرج عليك أن ترفضي ( بيع ذهبك ) فهذا حقك . .
 لكن يجدر بك .. أن يكون رفضك بطريقة لبقة هادئة . . 
 دون أن تشعري زوجك بالتهمة ، أو عدم الثقة . .
 
 كما أن عليه فعلاً أن يحترم موقفك . .
 وربما لأسلوب ( الرفض ) دور في تشكّل ردّة فعل زوجك . .

 ومع ذلك أقول لك . .
 وماذا عليك لو اتفقتِ مع زوجك على أن تكوني شريكة له في ( البيت ) ويسجّل ذلك رسميّاً في ( صك البيع أو الملكيّة ) .. وبهذا تكوني قد كسبت زوجك وكسبتِ ذهبك .

 فإن لم يكن . .
 فماذا عليك لو قلت له .. أساعدك ببعض ( المال ) وليس بكامل ( ذهبك ) .. وتحسنين في ذلك النية وتثقي أن الله سيعوّضك مهما حصل في مستقبل الأيام .. ما دمت أنك أنفقتها بحسن نيّة .. فإن الله قال عن نفسه ( هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان ) .

 المقصود ايتها الكريمة . .
 أن يستخدم الزوجان المال لسعادتهما لا لتعاستهما . .
 كوني لطيفة مع زوجك . .
 وفي نفس الوقت كوني واضحة معه لكن بلطف .. وبلغة دافئة .
 وكرّسي عنده ( الغرور ) بحبك له . .
 ليس عيباً أن يكون الرجل واثقا من حب زوجته له . . لو إلى حدّ الغرور .
 الأهم أن تكوني صادقة في حبك  . .
 منضبطة فيه ..

 والله يرعاك ؛ ؛