السلام عليكم ورحمة الله ويركاته أنا فتاة أكبر إخوتي الإناث وقد تأخر عمري بلا زواج فقد قاربت الـ 30 عاماً ، والسبب في ذلك العصبية القبلية لدى الوالد وأغلب شباب القبلية غير صالحين إطلاقاً فهم من سجن إلى سجن ومن تدخين إلى سكر وماخفي كان أعظم ، ويغلب على جميع شبابهم العلو والتعالي على المرأة فهم لا يرون أن الله خلقها إلا لإمتعاهم وخدمتهم فقط لا غير تزوجن قريباتي كلهن من هؤلاء ولم يحصل توافق فحدث الطلاق للبعض والآخر لديها قدرة صبر على ماترى فسكتت وبقيت . المهم أنا خطابي من هؤلاء فقط سوى إثنين كانوا صالحين بشهادة الكل ولكنهم من خارج القبيلة فرفضهم الوالد !! الآن تقدم واحد من القبيلة وسيء السمعة جدا , ورفضت ولكن هذا الخبر أثر على نفسيتي كثييرا فمن يوم الخطبة إلى اليوم لنا شهر ونصف وأنا في حالة إكتئاب ولم أستطع أن أكمل دراستي وتكاليف الجامعة فقط أبكي وأنام ، بدأت أهدى قليلاً لكن فوجئت بأمي تردد عبارات الحمدلله أن والدك لا يجبرك جزاه الله خيرا غيره يجبر بناته وما إلى ذلك.. الأمر الآخر حصل البارحة جاءت ضيفة وكان لديها خبر عن تلك الخطوبة والرفض وأصبحت تردد أن من الخطأ أن الأهل يستمعون للإناث المفترض أن يجبرن على الزواج ويُقدن إلىه غصباً فالعمر لا يرحم وما إلى ذلك . أمي منذ أن خرجت هذه الضيفة وهي تردد عباراتها بتعجب !! أخشى أن يصل أبي هذا التفكير فيزيد في ظلمه لي فيضم لرد الرجل الصالح ذنب إجباري على من لايرتضيه عقلي ولا قلبي . حقيقة أفكر كثيرا بالهرب .. الإنتحار .. القتل أي شيء المهم أتخلص من هذا الهم يكفي أني في كرب من تأخر زواجي والآن يضيفون علي كرب الإجبار بغير الصالح فلا مسكن له ولا مأوى , ولا دخل ولا وظيفه ولا تعليم ولا شيء من مقومات الزواج ومايخفف عني همي أني أصبت حديثاً من هذه الهموم بمرض القلب وأخبرني الأطباء بحساسية الحالة وخطورتها . فلذلك أطمئن أن يومي قد اقترب وراحتي مقبلة بإذن الله لدى رب العزة والجبروت . . أمي لا موقف لها من هذه الخطوبات بل هي معها , فتنعتني بأني مريضه ولن أجد من يتزوجني ويجب أن أحمد الله على هذا ، وأني كبيرة في السن والشباب يريدون الصغيرات وإن قلت لها هل ترضين أن أكون بلا مسكن ؟! قالت لا بأس ستتأقلمين مع الأيام , أقول لها أنه غير صالح وصاحب سوابق تقول لا بأس سيهتدي المهم تزوجي ! وإن جلس معها إخوتي وبصروها بسلبيات الشاب وانعدام ايجابياته رضيت وتحسبت على من ذكره بنا ، ولكن ماتلبث أن تعود لرأيها وتقول لا بأس تزوجي من تنتظرين لن يأتيك أحد !!
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
واسأل الله العظيم أن يختار لك ما فيه خيرك وصلاحك وقرّة عينك . .
أخيّة . .
الزواج رزق ( مقسوم ) وكل إنسان ( ذكرا أو أنثى ) قد كتب الله له رزقه وما يكون له من حظ في حياته الدنيا من يوم أن كان في بطن أمه .
فما كان مكتوباً لك ستنالينه ولو كان في طريقك ألف عائق وعائق ..
ومالم يكن لك لن تناليه ولو بذلت له الروح والنفس والغالي والرخيص ...
ليس هناك شيء اسمه ( تأخّر زواجي ) ..
هناك شيء اسمه ( صرف الله عني زوجاً سيئا ) و حياة تعيسة لو كان وحصلت !
دائما المؤمنة تفسّر أقدار الله بالطريقة التي تشعر فيها بالرضا عن ربها ..
نعم لا تنظري لتقدم عمرك وعدم زواجك - حتى الآن - على أنه تأخّر ..
انظري له بمنظور آخر ..
منظور يجعلك أكثر تعظيما ورضا عن ربك .
إن من أسماء الله تعالى ( المقدّم والمؤخّر ) وكل اسم له سبحانه لابد وله أثر على خلقه ومخلوقاته ..
أخيّة . . .
فعلا .. قرار الزواج هو قرار على منعطف ( الحياة ) ..
لذلك ينبغي على الفتاة - وحتى الشاب - أن تتخذ هذا القرار في لحظة من المسؤولية والوعي والنضج ..
قرار الزواج لا ينفع أن يكون قرارا هروبيّا ..
ولا قراراً جبرياً . .
أهنّئك على نضجك في فهمك لهذه النقطة في أن لا تتعجلي قرار الزواج إلاّ وفق معطيات واضحة بالنسبة .
لكن هذه المعطيات ينبغي أن تكون ( معطيات ) واضحة واقعيّة ممكنة غير مثاليّة ولا هي من ضروب المستحيل أو الصعب .
فما دام أن والدك لا يرغب إلاّ بشباب من ( وسط قبيلتكم ) فماالمشكلة أن يكون من ضمن معطيات قرار الزواج : أن يكون صاحب دين وخلق ويكون من جماعتكم ؟!
لن تعقم أرحام الأمهات في قبيلتكم أن تنجب رجلاً يكون اقرب للتديّ، وحسن الخُلق .
لذلك لا تنظري لأبناء ( جماعتك ) على أن فيهم وفيهم ..
هذه الأمور موجودة حتى في غير جماعتك . .
لذلك لا تجعلي شرط والدك ( عائقا ) بقدر ما تجعليه فرصة استثماريّة ..
تستثمرين بها رضا والديك .. وفي نفس الوقت تستثمرين بها مشاعرك وعواطفك بدلا من هذا الضغط النفسي .
أخيّة . .
مسألة ( أن يجبرك والداك ) أعتقد أنها قضية في إمكانك ( حلّها ) فما دمت فكّرت بالحل الأصعب وهو ( الانتحار والقتل ) فهناك حل أسهل من ذلك ..
هو أن ( لا توافقي ) على الخاطب الذي لا تجدين أنه أقرب لما تطمحين إليه .
لكن حتى لا تصل المرحلة إلى مرحلة إجبار . .
أفهمي والديك برغبتك . .
وأنك ترغبين بصاحب الدين والخُلق امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم : " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه " حرّكي عواطفهما من خلال هذا المدخل .
وفي نفس الوقت أفهميهما أنه لا مانع عندك أن تقبلي بشاب من العائلة أو الأهل والأقارب لكن أن يكون راعي صلاة وأدب . .
لا تُشعريهم بالممانعة دائما ..
ولا تشعريهم بنقد أبناء العائلة والنفرة منهم . .
عموما أخيّة . .
شروطك ينبغي أن تكون ( واقعيّة ) في ضوء ظروفك وظروف عائلتك وظروف والديك ..
نعم .. التدين والخلق مطلوب ..
لكن هناك مساحة ينبغي أن تتحرّكي فيها في النظر لتديّن الخاطب وأخلاقه . .
الأهم في التدين .. محافظته على الشعائر الظاهرة وأهمها الصلاة ، وبُعده عن المنكرات الظاهرة والعادات السيئة الظاهرة كالادمان ونحو ذلك .
ومن الأخلاق الأهم فيها .. تعامله مع والديه .. واختياره للأصحاب .
ثقي بالله أيتها الطيبة . .
فإن الله يقول ( قَالَ رَبّكِ هُوَ عليَّ هيّن ) . .
فكيف تقلق المؤمنة من غيب أو قدر هو على الله ( هيّن ) .
كوني متفائلة ..
وتعايشي مع أهلك بحب ..
وكوني أكثر قرباً منهم . .
فالعلاقة التعاطفيّة بين البنت وأبويها تساعد في إذابة كثير من الجليد بينهما .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛
الإستشارات
المقالات
المكتبة المرئية
المكتبة الصوتية
مكتبة الكتب
مكتبة الدورات
معرض الصور
الأخبار
ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني